من حقك أن تعتقد ما تشاء ومن حقك أن تعبر عن رأيك مهما كان، ولو كان من سيأتى ذكرهم فى هذا المقال يصدقون فعلا ما يقولون، ولا يتقاضون أجورا سرية مقابل آرائهم، تختلف عن الأجر المعروف الذى يتقاضاه الصحفى وصاحب الرأى من جهة النشر، ولو أنهم كانوا من المخلصين فعلا لآرائهم والأمر بالنسبة لهم ليس مجرد «سبوبة» أو بيزنس خفى، فإننى أعتذر مقدما عن أى كلمة يمكن أن تسىء إلى أحدهم. الأسماء المذكورة هنا متهمة بأنها تروج لجماعة «الإخوان المسلمين» خارج مصر، يكتبون باللغة الإنجليزية غالبا، وبلغات أخرى أحيانا، يتبنون موقف الجماعة الذى يملى عليهم كما هو، بدون نقد أو تحليل أو رأى موضوعى أو حتى شخصى فيما يروجون له، يحرضون الغرب على الدولة المصرية وجيشها، ويروجون لكل أنواع الأكاذيب من نوعية أن الشعب المصرى يحب الإخوان وأن من انتفضوا فى 30 يونيو مجرد أقلية، أو على الأقل مجرد فئة واحدة من الشعب المصرى تتمثل فى أنصار النظام القديم والأقباط، وأن الجيش دبر انقلابا ضد الشرعية إلى آخر هذا الهراء الإخوانى.
هذه الأسماء تختلف عن المصريين المقيمين فى مصر، أو الأجانب المقيمين فى الغرب، ولن أتطرق لهؤلاء فى هذا المقال الذى يستهدف بالتحديد مجموعة من الصحفيين والباحثين وأساتذة الجامعة المصريين أو مزدوجى الجنسية، ممن يستغلون مهنتهم التى تشترط الحياد والموضوعية، ويقدمون أنفسهم فى الغرب على أنهم محللون ومراقبون موضوعيون، ثم لا يخرج من أفواههم إلا ما تضعه الجماعة فى آذانهم!
المعلومات المتوافرة لدينا تشير إلى أخطر من ذلك: هذه الأسماء غالبا لا تزيد على فئتين، الأولى مجندة منذ سنوات طويلة فى جماعة «الإخوان» ممن يطلق عليهم الخلايا النائمة، أو حتى المستيقظة، ولكن وسائل الإعلام الغربية تتعامل معهم بصفتهم رجال علم بحكم مهنتهم، والفئة الثانية من الصحفيين والباحثين المأجورين الذين يشتمون رائحة المصالح والعطايا والهدايا كما يشتم الذئب رائحة الدماء.
الفئتان تعملان تحت إشراف مباشر من عصام الحداد، مساعد الرئيس المعزول للشئون الخارجية، الذى كانت تتلخص مهامه فى التغطية على جرائم الإخوان الداخلية بأكاذيب «خارجية» يروجها هؤلاء، وبعضهم يعمل تحت ستار مراكز بحثية معروفة على رأسها مركز أبحاث «هاردن جلوبال» Harden Global ومقرها الرئيسى فى واشنطون ومركز أبحاث «فوروارد ثينكنج» Forward Thinking ومقره الرئيسى فى لندن. ويجمع بين هؤلاء قدرتهم على الكتابة لوسائل إعلام معروفة والظهور فى برامج تليفزيونية وأيضا النشاط المحموم على «تويتر» و«فيسبوك» على طريقة اللجان الإلكترونية الإخوانية.
المعلومات المتوافرة تؤكد الصلة الوثيقة و«العلاقة الحميمة» بين هذه الأسماء وبين جماعة الإخوان المسلمين، وخاصة عصام الحداد وولده جهاد.
من أبرز هذه الأسماء وائل هدارة المصرى المقيم فى كندا منذ سنوات طويلة، والرئيس السابق لجمعية مسلمى كندا، وهو ابن محمود هدارة مؤسس العديد من فروع الإخوان فى كندا وأمريكا، وأخو ياسر هدارة القيادى المعروف فى جماعة الإخوان، وقريب شريف هدارة وزير البترول الإخوانى فى حكومة هشام قنديل، صاحب فضيحة تعيين ابن مرسى فى أكبر شركات البترول.. ووائل هدارة نفسه قام مرسى بتعيينه فى المنصب الغريب «مستشار الرئيس للاتصالات» رغم أنه غير مقيم فى مصر أصلا!
وائل هدارة استاذ جامعى متخصص فى الشئون الإسلامية، ولديه «بلوج» على الانترنت يحمل اسم «سياسة مصر الخارجية» Egypt Foreign Policy وهو معروف بانحيازاته للجماعات المتطرفة، ويوصف فى الأوساط العلمية الكندية بأنه «مخادع» بسبب دفاعه المريب عن عصابة «حماس»، ذراع جماعة الإخوان فى غزة، هدارة يدافع باستماتة عن كل ما يصدر عن الإخوان ومرسى، وكان آخر مقال له قبل الموجة الثالثة من ثورة مصر فى 30 يونيو الماضى، مقالا يجمل فيه بالباطل وبالكذب قانون الجمعيات الأهلية الذى كانت العصابة الحاكمة على وشك إصداره.
من آخر تويتات هدارة على موقع «تويتر» حول أعمال الشغب والتخريب التى يقوم بها أنصار المعزول تقول: هل أصبح من الضرورى تدمير المدينة من أجل إنقاذها؟!
هدارة يتبنى أكاذيب الإخوان بفجاجة مفضوحة من نوعية: «خلال فترة مرسى حدث 7709 احتجاج، وكثير منها أغلق الطرق وعطل السكك الحديدة، وكلها تم التعامل معها بسلمية»!
ألم يسمع الدكتور المقيم فى كندا بما كان يحدث للمتظاهرين فى عهد مرسى من قتل وضرب بالخرطوش واعتقال؟ ولكنها العين الإخوانية الحولاء!
من هؤلاء أيضا الدكتورة مها عزام الباحثة فى برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المعروف باسم «شاسام هاوس»، وهى إخوانية قديمة كشفت عن وجهها عقب ثورة 25 يناير من خلال الترويج للإسلاميين باعتبارهم التيار الوحيد الصالح لحكم مصر بعد الثورة، ورددت أكاذيب من نوعية أنهم الفئة الأكثر تعرضا للملاحقة والاضطهاد فى عهد مبارك، وأنهم الأكثر شعبية، وأنهم لديهم أجيال شابة ليبرالية وديمقراطية.
الدكتورة مها عزام لديها الكثير من المقالات واللقاءات التليفزيونية مثل حوار لها مع مجلة «إيكونوميست» تدافع فيها بشراسة عن نظام الإخوان، وهى منضمة بالطبع إلى القطيع الذى يردد أن ما حدث فى مصر هو انقلاب وليس ثورة أو موجة ثورية، ومن المحرضين الأساسيين على الدولة المصرية وشعبها. وقد وصلت بها الوقاحة إلى حد اتهام وزير الخارجية البريطانى ويليام هيج بأنه يخون القيم البريطانية بوقوفه بجانب «الانقلاب العسكرى» فى مصر!
القائمة تضم أيضا الباحث الشاب عمر عاشور الأستاذ بجامعة «أكستر» البريطانية. عاشور الذى كتب مقالات يمتدح فيها البرادعى قبل الثورة، نشر إحداها بالعربية فى صحيفة «المصرى اليوم» أيام تحالف الإخوان مع البرادعى وركوبهم على شعبيته، عاد بعد الثورة ليكتب ضد البرادعى وكل التيارات المدنية، وفى آخر مقالاته بعد 30 يونيو وقبل عزل مرسى يدعى فيه أن الشارع فى مصر منقسم إلى نصفين، نصف فى رابعة العدوية يقدر بمئات الآلاف ونصف يعترض على مرسى، ويزعم فيه أن الكفة متساوية!
ومن غير الباحثين تضم القائمة الصحفية نادية أبو المجد التى تتوزع إقامتها بين مصر والإمارات، والتى شهدت مواقفها انقلابات درامية من الهجوم على التيارات الإسلامية والدفاع عن الليبرالية إلى تبنى مواقف الإخوان تماما وبشكل غير محايد، فى إطار علاقتها بآل الحداد وعدد من الصحفيين المصريين «المتأخونين» حديثا. أبو المجد التى زعمت منذ أيام على «تويتر» بأنها تلقت تهديدات بالقتل بسبب دفاعها عن الإخوان، تزعم أن معظم المصريين يعارضون عزل مرسى، وأن «رابعة العدوية» تمثل قلب المقاومة ضد الانقلاب وعودة النخبة الفاسدة وتروج أن معظم الإعلام الغربى يرى أن ما حدث انقلاب عسكرى، وأن المعتصمين فوق كوبرى أكتوبر كانوا يصلون عندما تم الاعتداء عليهم!
القائمة تضم أيضا محمد البابلى، أخصائى الكمبيوتر المقيم فى إنجلترا ومحمد الإبيارى مستشار أوباما فى الشئون المصرية وإسلام عبدالرحمن مسئول لجنة العلاقات الخارجية فى حزب «الحرية والعدالة» وكلهم «إخوانجية» يروجون لادعاءات الإخوان فى وسائل الإعلام الغربية تحت ستار الحياد والموضوعية الإعلامية والعلمية!
المطلوب الآن هو تكوين فريق من الإعلاميين والباحثين المنصفين يردون أكاذيب ودعاوى هذه العصابة الانقلابية، التى خدعت الشعب المصرى وانقلبت عليه تنهش فى قوته وحضارته ومستقبله!