امتلأت الميادين بمظاهرات حاشدة عندما طرح أحد السياسيين فكرة المصالحة مع نظام الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك" وهو في محبسه ، وتوالت هذه الفكرة عندما جاء الرئيس المعزول "محمد مرسي" إلي الحكم وقام بفتح مصالحة مع المشير" محمد حسين طنطاوي" قائد المجلس العسكرى الذى كان يدير شئون البلاد فى الفترة الإنتقالية.
واليوم وبعد خروج أكثر من 30 مليون مواطن مصري إلي الشوارع ليرفضوا حكم الإخوان المسلمين بقيادة المرشد وجماعته، جائت فكرة المصالحة من جديد التى طرحها الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور ، والتي استفزت أغلب القوي السياسية والنخب والمواطنين الذين نزلو في الميادين في الثلاثين من يونيو الماضي.
حيث تقول " د. نورهان الشيخ" أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن المصالحة لا تتم إلا بشروط وعلي جماعة الإخوان أن تتوقف عن العنف الذي يُنفذ في جميع أرجاء الوطن وخاصة سيناء وأن تقبل بالوضع الحالي الذي فرضته الإرادة الشعبية وأكدت أنه لا توجد بوادر قبول من جانب قيادات الجماعة لفكرة المصالحة ، وأضافت متسائلة : ماهي حجم التنازلات التي ستقدمها الرئاسة في المصالحة مع النظام المعزول ؟.
بينما قال " د. صفوت العالم" أستاذ العلاقات العامة و الإعلان بكلية الإعلام بجامعة القاهرة : أن المصالحة ليست قضية إجتماعات ولجان وأعضاء ، فلابد أن تكون المصالحة في جميع سياسات العمل بالدولة دون إقصاء لأي فصيل ودون تمييز لأي قطاع.
وأضاف العالم ، أنه يجب أن تكون المصالحة في السياسيات الإعلامية والثقافية لأنه توجد بدايه هجمة شرسة ضد الإتجاة الإسلامي في المسلسلات والدراما التليفزيونية.
وأستشهد الفنان عثمان السيد عضو نقابة المهن التمثيلية بقصيدة الشاعر أمل دنقل " لا تصالح!..ولو منحوك الذهب...أترى حين أفقأ عينيك..ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ ، قائلاً: "أن المصالحه رغبة وإرادة لدي جميع الأطراف".
متسائلاً: من الذي عرض فكرة المصالحة في هذا التوقيت؟ ، لأنه أعطي دعماً معنوياً لهذه الفئة الضالة ، مضيفاً أن الإرادة الشعبية هي الأقوي فمن يتنازل؟ فعلى الضعيف المخطئ أن يعترف ويتراجع ويرفع الراية البيضاء والفئة الأقوى هي التي تعفو وتسامح وتلملم جراح الوطن.
وقال الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية ، على أنه يرفض تماماً فكرة المصالحة ويعتبر أن من طرح هذه الفكرة هو مضلل للشعب ، مؤكداً علي أنه لامكان لجماعة الإخوان علي الساحة السياسية فلابد من حظر كل من يقتل شعبه وجيشه ويجب إقصاءه وأن فكرة المصالحة نفسها ستعطي لجماعة الإخوان شرعية على طاولة الحوار، مشيراً على أنه يجب حل جميع الأحزاب التي تقوم علي مرجعية دينية.
وقالت هدير صلاح طالبة بكلية التجارة ، أنه لا تصالح مع من تلوثت أيديهم بدماء المصريين وحرضوا علي قتل أبناء الشعب والجنود في سيناء ويرهبون الأهالي في منطقة رابعه العدوية.
بينما تسائلت: كوثر سعد ربة منزل 44 عاماً: من قام بالتصالح معنا عندما ذهبنا إلى الميادين لنرفض مرسي منذ نجاحه في الانتخابات ؟ ، فكانت هناك "أذن من طين وأذن أخري من عجين".
وقال يحي مصطفي 46 عاماً موظف بوزارة التربية والتعليم أنه يوافق علي التصالح مقابل شرط أساسي وهو البند الذي أجتمعت عليه أغلب القوي السياسية والأحزاب وهو محاكمة من قام بالتحريض علي قتل المصريين منذ حكم "مبارك حتي حكم مرسي" وإلي أن تم عزله وكل من خان وقام بالعماله لجهات أجنبية أخرى.
ومازال الشارع المصري يشهد العديد من حالات الإحتقان بين مؤيدين الرئيس المعزول محمد مرسي ، وبين أبناء الشعب المصرى الذين احتشدوا فى الميادين لإسقاط الشرعية عن نظام الإخوان المسلمين ، إلى الأبد.