تواصل النخب السياسية والثقافية في مصر انتقادها لمواقف فضائية "الجزيرة" من الحدث المصري، معتبرة وقوفها الى جانب طرف واحد في الصراع وهو "الاخوان"، بداية النهاية لمهنيتها وحياديتها التي "تتشدق" بها وتعدها ميزة لها على القنوات والفضائيات الأخرى . فقد شنّ الكاتب المصري مرسي عطاالله، هجوماً شديد اللهجة على ما اعتبره "تدخلاً خارجياً في الشأن المصري من قبل الولاياتالمتحدة الاميركية وقطر" واصفاً، قطر "بالدويلة التي تستعد للاحتفال بمرور نصف قرن فقط على إنشائها وانسلاخها عن دولة البحرين الشقيقة".
وتساءل مرسي في مقاله الذي نشرته صحيفة "الاهرام" المصرية "مَنْ هو أوباما ومن هو تميم لكي يتحدّثا بهذه الفجاجة عن الشأن الداخلي المصري ويعرضا النصائح على شعب مصر وقواه السياسية تحت مظلّة الادعاء الكاذب بالحرص على استقرار مصر؟".
واعتبر مرسي "تدخل اوباما وتميم تصرفاً غير لائق، قائلاً "أي سخف هذا الذي صدر متضمنًا تدخلاً واضحًا وصريحًا في شأن أقدم دولة في التاريخ وهي مصر من جانب الولاياتالمتحدة الأميركية التي لم يتجاوز عمرها 400 عام، ودويلة قطر التي تستعد للاحتفال بمرور نصف قرن على إنشائها وانسلاخها عن دولة البحرين الشقيقة".
وكان عدد من الإعلاميين والصحافيين وهم علاء عيوطى وحاتم فريد ودينا موسى وكارم محمود وحجاج سلامة وحسن عبدالغفار أعلنوا "استقالات" جماعية من فضائية "الجزيرة"، احتجاجاً على التحيّز في نقل الاحداث المصرية، على حد زعمهم متهمين الجزيرة ب "التدليس والكذب العلني والتضليل الإعلامي ".
واصدر البيت الأبيض بياناً حول مباحثات الرئيس الاميركي أوباما، مع أمير قطر الشيخ تميم، أوضح فيه أن "الاستقرار في مصر من وجهة نظر واشنطن، والدوحة لن يحدث إلا من خلال عملية سياسية تضمن مشاركة كل الأطراف والجماعات".
وأردف البيان" أوباما أبلغ تميم قلقه العميق تجاه ما تشهده مصر وأعرب عن تطلّعه للعمل المشترك مع القيادة القطرية الجديدة".
واعتبر مرسي أن البيان يتحدث بصفاقة عن أن أوباما أبلغ تميم عن قلقه العميق تجاه ما تشهده مصر، وأن واشنطن والدوحة ستواصلان الاتصال مع كل الأطراف في مصر من أجل تسريع عملية الانتقال إلى حكومة مدنية جديدة".
وتساءل مرسي في مقاله "فمن يا ترى الذي خوّل أوباما وتميم حق الاتصال بكل الأطراف السياسية في مصر من وراء ظهر سلطتها الرسمية التي أنبتتها ثورة 30 يونيو".
وأحكم مرسي مقاله بالقول: "ليكن معلوماً أن مصر لن تنحني لأحد".
وزاد ايضًا: "مهما ينجح الثعلب في مكره.. فإن نهايته سلخ جلده".
الجزيرة وخطيئة رجال الأعمال وأرجع عمرو عبد السميع "الازعاج" الذي تسببه قناة "الجزيرة" لمصر، الى غياب "قناة اخبارية مصرية دولية تعرض الصورة الحقيقية لبلدنا".
وقال عبد السميع إنه عبر عشرات المقالات في الأهرام و روزاليوسف، ومنذ عام 2005 ، وجه هجومًا متواصلاً الى ما أسماه "خماسي الشر"، المؤلف من "قطر وتركيا والإخوان وحماس والولاياتالمتحدة ". واعتبر عبد السميع في مقاله في صحيفة الاهرام أن "تعرّضه لقطر اشتمل على كشف مخطط قناة الجزيرة وأهدافها". وزاد في القول: "طالبت الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل بالتوقف عن تقديم شروحه السياسية وتحليلاته فيها". وكانت صحيفة لوموند الفرنسية، قالت في تقرير لها هذا الاسبوع إن "الإسلام السياسي صار في مأزق عقب عزل محمد مرسي".
واعتبرت الصحيفة أن "شعار (الإسلام هو الحل) لم تعد له مصداقية بعد الآن".
وأوضحت الصحيفة أن "نفس المصير تواجهه أهم وسيلة إعلام للإسلام السياسي، وهي قناة الجزيرة.. كما أن قطر، التي تمول الإخوان المسلمين، اضطرت إلى تكبد خسارة فادحة للقناة".
غلطة أديب والجزيرة الجهادية وفي صحيفة "الاهرام" كتب سمير شحاته أن "مشهد مقتل الصبية أبكى العالم، وابتهجت له قناة الجزيرة القطرية التي ترعى الرسالة الدموية للإخوان والجماعات الجهادية، وتواصل بث الأكاذيب والفتن".
ودوّن أيضاً " لكنها لن تنال منّا".
وزاد في مقاله: "تشارك الجزيرة نفس الموقف المبتذل قناة تركيا، التي تلطم الخدود على رحيل الإخوان، ولم تهزها الجرائم التي يرتكبونها، هي حزينة على مصالحها وتوقف الرحلات الإخوانية المكوكية الغامضة لأراضيها، كما تخشى انتقال الحالة الثورية لها، بعد أن اهتزت الأرض من تحت أقدام اردوغان".
الجزيرة... السقوط مستمر واعتبر سيد عبد المجيد أن " السقوط مستمر في الجزيرة". وكتب في صحيفة "الاهرام" حول اشادة "الجزيرة" المستمرة بصعود الإسلام السياسي: "أخيراً ضمنت الدولة الصغيرة الغنية، محو تلك البدع التي سبق وزلزلت عروشاً، والمسماة بالليبرالية والتنوير والحداثة، فتبًا لها جميعًا، ولتذهب ومعها مروجوها إلى جهنم وبئس المصير".
واسترسل في مقاله "غير أن الرياح جاءت بما لا تشتهي به السفن فخرجت (تمرد) تقود طوفان غضب لم يشهد التاريخ مثله، إنه الأحد الماضي، الفاصل والحاسم، في عمر هذا البلد العظيم، ولينكشف الوجه الحقيقي للجزيرة: الرأي دون الآخر والاتجاه الواحد لا معاكس له".