فزعت مثلما فزع ملايين المصريين من هذا البيان الوقح الذي صدر عن البيت الأبيض الأمريكي قبل أيام عقب محادثات هاتفية أجراها الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع أمير قطر الجديد تميم بن حمد. أي سخف هذا الذي صدر متضمنا تدخلا واضحا وصريحا في شأن أقدم دولة في التاريخ وهي مصر من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية التي لم يتجاوز عمرها400 عام ودويلة قطر التي تستعد للاحتفال بمرور نصف قرن علي إنشائها وانسلاخها عن دولة البحرين الشقيقة. من هو أوباما ومن هو تميم لكي يتحدثا بهذه الفجاجة عن الشأن الداخلي المصري ويعرضا النصائح علي شعب مصر وقواه السياسية تحت مظلة الادعاء الكاذب بالحرص علي استقرار مصر! إن البيان يتحدث بصفاقة عن أن أوباما أبلغ تميم عن قلقه العميق تجاه ما تشهده مصر, وأن واشنطن والدوحة ستواصلان الاتصال مع كل الأطراف في مصر من أجل تسريع عملية الانتقال إلي حكومة مدنية جديدة... فمن يا تري الذي خول أوباما وتميم حق الاتصال بكل الأطراف السياسية في مصر من وراء ظهر سلطتها الرسمية التي أنبتتها ثورة30 يونيو. وبصراحة فإن الكلمات الدبلوماسية الراقية التي تعامل بها وزير الخارجية محمد كامل عمرو مع تلك الوقاحة القطرية الأمريكية المشتركة أصابتني بالصدمة فقد قال علي شاشة قناة أوباما الملقبة بقناة سي إن إن: إن ما تقوله أمريكا لنا هو الشيء الذي يقوله لنا الجميع.. لا يا سيادة الوزير هناك فرق كبير بين الحوارات الدبلوماسية لتبادل الأراء وبين إعلان البيانات السافرة أمام الرأي العام والموحية بحق تدخل الآخرين في شئوننا.. وليكن معلوما أن مصر لن تنحني لأحد! خير الكلام: مهما ينجح الثعلب في مكره.. فإن نهايته سلخ جلده! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله