لم أكن أتصور أن تعلن الولاياتالمتحدة ان هناك 200 من المارينز علي أهبة الاستعداد داخل طائراتهم بجنوب إيطاليا وينتظرون الأوامر للتدخل بمصر في أقل من نصف ساعة لحماية السفارة والرعايا الأمريكيين إذا ما ساءت الأمور ووصلت إلي الفوضي.. !!!! ما هذه الوقاحة الأمريكية التي تجاوزت كل الحدود واخترقت كافة الأسقف.. وكأن مصر بلد غير مستقل وله سيادة وعضو بالأمم المتحدة أو علي شمال السما.. ؟؟!!! صبرنا علي سفيرتهم "آن باترسون".. أكثر من مرة تتبجح وتتدخل فيما لا يعنيها متجاوزة كل الأعراف الدبلوماسية.. تارة تتحدث في المشهد السياسي عامة وكأنها أستاذة تعلمنا أو وصية علينا. وأخري تمس الجيش. وثالثة تستقصي عن جهود الشرطة. ورابعة ترسل تقارير غير مطابقة للواقع إلي خارجيتها عن الأوضاع بمصر.. وفي كل مرة تبتلع استياء الشعب وغضبه ثم ما تلبث أن تعود لبجاحتها وتدخلها بصفاقة متناهية و"تلامة" تحسد عليها. اعذرها.. لأن ما تخطط له هو مشروع عمرها حيث تسعي إلي تطبيق "النموذج الباكستاني" الذي نجحت فيه علي مصر.. واؤكد لها انها ستفشل فيه بجدارة وامتياز.. لأن غباءها السياسي جعلها تعمي عن الفرق الديموجرافي والأيديولوجي الكبير بين باكستان ومصر. مشروعها في باكستان قام علي مثلث "الجيش والقبائل ورجال الدين" ومصر ليست قبلية بأية حال والشعب كله بمسلميه وأقباطه متدين بالفطرة.. إضافة إلي ان النسيج الشعبي القائم علي المزج بين المسلمين والأقباط يحول دون نجاح "الحلم الباترسوني". هذا النسيج "صناعة رباني" منذ 1400 عام ووضع بذرته علي الأرض سيد الخلق أجمعين محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم بالزواج من ماريا القبطية المصرية.. وبالتالي.. لا ولن يعيش المسلمون والأقباط كل في كانتون خاص به بل يتعايش الجميع في شقق متجاورة.. وبالطبع فإن من جمعه الله لا يفرقه بشر.. كائناً من كان. يا ست باترسون.. مشروعك الاقصائي والتفتيتي أو حلم حياتك فاشل ولن يري النور.. وابشرك بسرعة العودة إلي واشنطن وأنت تحملين "خفي حنين" لتكون أبشع نهاية لأسوأ امرأة. وأخيراً.. جاء الإعلان الوقح عن فصيلة المارينز.. ناسين ان مصر ليست أيضا تاهيتي ولا ليبيا ولا لبنان.. هل نسيتم لبنان والكارثة التي تعرض لها مارينزكم علي أيدي اللبنانيين؟؟.. تأكدوا انه لو فقدتم عقولكم في لحظة طيش وغرور ونفذتم هذا الهراء فإن الشعب ولا أقول الجيش كفيل بتمزيق أجسادهم بأسنانه وتلقينكم درسا لن تنسوه في حياتكم.. لأنه حتماً سيكون أقسي وأمر مئات المرات من درس لبنان.. وافعلوها ان كنتم رجالا.. !!! إذا كنتم خائفين علي رعاياكم وهذا حقكم فيمكنكم إجلاؤهم بطائرات مثلما حدث مع المتهمين في قضية التمويل الأجنبي أو الاتصال بالقوات المسلحة لترحيلهم مصحوبين بسلامة الله وبدعواتنا بألا نري وجوههم ثانية. وإذا كان هدفكم هو حماية سفارتكم.. فإن هذه ليست مهمتكم بل مهمة جيش وشرطة مصر.. بل ان الشعب نفسه سيحميها كواجب وطني نصت عليه المعاهدات الدولية. أما إذا كان الهدف هو أن تبعثوا برسالة لشعبكم المنقلب علي إدارتكم أصلاً. وإلي الغرب عامة بأن مصر في طريقها إلي الضياع والفوضي مما يعطيكم الحق في التدخل فأقول لكم: لقد خاب سعيكم.. مصر لن تضيع ولن تسقط في مستنقع الفوضي.. وستظل بلداً مستقلا ذات سيادة.. ومن يقترب من هذه السيادة فليتحمل النتائج. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقضاءها من كل سوء.. آمين يارب العالمين.