أثناء أحداث الاتحادية الدموية فى مصر أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بياناً بشأنها، وبخصوص إعلان حالة الطوارئ وكانت الخارجية الأمريكية قالت أنها تدين بشدة أعمال العنف الأخيرة في مصر، مشيرة إلى أن "هناك عددًا كبيرًا من المصريين الذين يشعرون بالإحباط فيما يتعلق بالإصلاح السياسي، فضلا عن وتيرة الإصلاح الاقتصادي"، وأنها تتشاور مع كل الأطراف في مصر. وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: أن "واشنطن تتشاور مع جميع الأطراف، سواء من الحكومة أو من المعارضة، وهذه القضايا بحاجة إلى معالجتها سلميًا من خلال الحوار".. وفيما يتعلق بحالة الطوارئ، قالت «نولاند»: "يجب التعامل مع حالة الطوارئ بعناية على ضوء تاريخ مصر، والأمر الأكثر أهمية هو أن يرى الشعب المصري حكومته تتصرف بشكل ديمقراطي، فيما يتعلق بحقوق الإنسان الخاصة بالشعب، وحماية حقوق الإنسان في المستقبل، وفقا لسيادة القانون" ورغم أن الخارجية الأمريكية لم تترك قضية مصرية رئيسية إلا وتحدثت فيها من الوضع الاقتصادى والسياسى إلى الطوارئ ومن الحكومة والمعارضة والحوار الى القانون والعنف وحقوق الإنسان إلا أن د. ياسر علي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية وقتها، قال إن بيان الخارجية الأمريكية عن الأوضاع فى مصر لا يعد تدخلاً في الشأن الداخلي المصري.؟؟!! هكذا كان أوائل فبراير الماضى. الغريب أن الرئيس المخلوع رغم خنوعه للإدارة الأمريكية فإنه خلال سنوات حكمة كان يتصدى هو ورجاله بالرد على النقد أو التوجيه الأمريكى إذا كان علنياً.. إلا أن سلوك الإدارة المصرية الجديدة مستغرب فعلاً فعلى كثرة الحديث الأمريكى فيما يخصهم وما لايخصهم فى الأمر المصرى فلم يصدر منها تصريح واحد يرد على "الرغى" الأمريكى المستمر والمتواصل أو إذا صح الحديث لم يصدر أى شئ ضد هذا "التبجح" الأمريكى. أما السفيرة الأمريكية آن باترسون التى توصف بالغرور والتعالي والحدة مع معارضي السياسة الأمريكية.. وهى صاحبة خبرة كبيرة فى التعامل مع الجماعات الإسلامية لتاريخها المهنى فى أفغانستانوباكستان.. وعندما كانت سفيرة في كولومبيا وباكستان جندت بعض العاملين بوسائل الإعلام الأجنبية بتلك الدول في وكالة الاستخبارات الأمريكية لتنفيذ انفجارات وشغب في هذه البلاد وإحداث توترات دبلوماسية وتنفيذ اغتيالات. وتعتبر باترسون المسئولة عن تفجير قضية التمويل الأجنبى لحركات سياسية ومنظمات حقوقية حين كشفت أمام مجلس الشيوخ الأمريكى (أثناء فترة حكم المجلس العسكرى) بأن واشنطن أنفقت 40 مليون دولار "لدعم الديمقراطية" في مصر منذ ثورة 25 يناير... الخبراء يقولون: الإدارة الأميركية اختارت باترسون نظراً لقدرتها الفائقة على التعامل مع التيارات الإسلامية، وترويضها بما يخدم مصالح أميركا، لخبرتها الواسعة في هذا المجال بسبب عملها في باكستان لسنوات طويلة ..ويعتبرون أن باترسون نجحت في مهمتها في ترويض التيارات الإسلامية والدليل على ذلك تعهد جميع فصائل التيار الاسلامي السياسى باحترام معاهدة كامب ديفيد والحفاظ على علاقات متينة مع أميركا.. عادت منذ أيام قليلة أمريكا تمارس لعبتها فى التدخل "المتبجح" فى الشأن المصرى عن طريق سفيرتها التى خرجت من قلب القاهرة من محفل ل "الروتارى" بنادى الجزيرة لتدافع مرة ثانية عن حقوق الجمعيات المصرية فى التمويل الأجنبى وعن حق التمويل الأجنبى وعن قانون الجمعيات واعتباره يشكل قيداً على حركة المجتمع متدخلة فى الشأن الداخلى المصرى دون حسيب ولارقيب. لم تكتف بهذا، بل الأخطر أن "باترسون" فى حديثها تطاولت لتحذر الجيش بعدم الاقتراب من الحكم وإلا سيكون لذلك عواقب وخيمة على العلاقات مع الولاياتالمتحدة وحلفائها واصفة عودة الجيش للحكم بأنها ستكون كارثة غير مقبولة لواشنطن وذلك فى تدخل سافر فى السيادة المصرية.. وسمعتها إحدى الناشطات المصريات فى النادى فردت عليها رداً أربكها.. لكن الغريب أنه لا الرئاسة ولا الحكومة ولا خارجيتها قامت بالرد على أى من تصريحات السفيرة الأمريكية لاهذه ولا تلك ولم يقم أحد بالرد عليها إلا الجيش المصرى. فقال مصدر عسكرى كلاماً قاطعاً واضحاً: الشعب المصرى ومن خلفه قواته المسلحة لا يقبلان وصاية أحد وعلاقات مصر مع جميع الدول ليست مرهونة بوصول الجيش للحكم، لأن الشعب وحده هو من يختار ويحدد مصيره.. وقال المصدر:القوات المسلحة وقياداتها ليست طامعة فى الحكم، لكنها تراقب الأوضاع الداخلية بدقة لمنع أى حالة فوضى تضر بالأمن القومى وتعى تماماً حجم المؤامرات التى تُحاك ضد الوطن والمؤسسة العسكرية.. وشدد المصدر أن المؤسسة العسكرية تعلم أن قوى داخلية وخارجية تخشى زيادة شعبية القوات المسلحة فى الشارع المصرى، وتسعى لعرقلة ذلك، مضيفاً أن القوات المسلحة لن تنحاز لطرف على حساب الآخر ولا دخل لها باللعبة السياسية. وهكذا فإن أمريكا واضحة تماماً وجيشنا حارس الوطن والتاريخ واضح أيضا تمام الوضوح. إلى متى تبقى القوى الإسلامية (حاكمة ومتحالفة أوغير حاكمة) تخفى موقفها حيال أمريكا وسعيها لاستمرار الهيمنة على مصر. يجب أن يدرك الرئيس المنتخب أنه لا تقدم ولا تنمية ولا نهضة ولا رفعة يمكن أن تتحقق دون استقلال وطنى وبدون حرية الوطن وبدون عزة وكرامة. لقد خاض الشعب المصرى أعظم معاركه من أجل حرية الوطن وحقوق المواطن وكرامته ولا أريد أن أذكره بعبد الناصر فهو يذكره جيداً. هذا ليس مجرد رأى وإنما هو درس التاريخ المصرى والعربى بل والانسانى فى أغلب الاحوال. وليتذكر أن ماحدث فى الوطن العربى من زلزال بدً من تونس وامتد حتى اليمن كان هو ثورة الكرامة العربية.