"تحملوا نتائج أعمالكم"، بهذه الكلمات بدأ "أحمد حسين" رئيس نقابة الباعة الجائلين المُستقلة، تعليقه على ما قام به أعضاء جماعة الإخوان المُسلمين مساء يوم الإثنين الماضى بميدان رمسيس عقب صلاة التراويح، والتى شهدت اشتباكات عنيفة بين الجماعة والباعة الجائلين. وقال "حسين" فى تصريحات خاصة ل"الفجر": إنه لن يتم التسامح مع من يقوم بالتعدى على مصالحنا، ولن نقبل بأن تقطع أرزاقنا وقوت أولادنا من أجل فصيل سياسى مُعين، ولابد أن ترجع الجماعة عن ما تقوم به ومحالة الاعتصام بميدان رمسيس.
وأكد حسين أنهم على استعداد إلى الموت فى مقابل التصدي إلى من يقوم بقطع رزقهم فنقابة الباعة الجائلين يبلُغ عدد أفرادها ما يقُرب من 6 مليون بائع فى مصر، ومن سيقوم بالمساس برزقنا "هنط فى كرشه " ، فنحن فى معركة يا قاتل يا مقتول ولن يكونوا اغلي من ابنائنا، وقد حذرنا الجماعة واي فصيل سياسي اخر من الاقتراب من الميادين العامة وتهديد مصالحنا ولكن الجماعة ضربت بالكلام عرض الحائط فعليهم ان يتحملوا نتائج اعمالهم فإحذروا غضب الباعة الجائلين والتزموا باعتصامكم بميدان رابعة العدوية .
وأشار حسين إلى أن أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين قاموا بالتعدي على الباعة الجائلين ورميهم باحجار ثقيلة من أعلى كوبري أكتوبر بعد الإستيلاء على عربات محملة بالطوب، وذلك عقب صلاة التراويح، وهو الامر الذي ادي الى تساقط العشرات من الباعة الجائلين، واختتم حديثه قائلاً لسنا بلطجية نحن مواطنين نعيش بقوت يوم بيومه وانتم بلطجية بالفعل وليس لكم علاقة بالدين من الأساس .
سكان " بين السريات " تحت الحصار الاخواني و تسريب العمال من المحال التجارية .
وعلى الجانب الاخر وفى ميدان نهضة مصر والذي يدخل فى اسبوعه الثالث على التوالي، سيطر حالة من الغضب والسخط على قاطني منطقة شارع مراد ومنطقة بين السريات ،فبمجرد دخولك الى منطقة بين السريات والتي اشتهرت بالزحام الشديد وصعوبة المواصلات بها لا تجد سوا بعض الماره الذين يتنقلوا ما بين بعض المحال التجارية القليلة - التي لم تغلق ابوابها بعد رغم اغلاق الكثير - والعائدون من اشغالهم عن طريقة محطة مترو جامعة القاهرة التي اصبحت وسيلة المواصلات الوحيدة لهم ، كله هذه الاسباب واكثر ادت الى اصابة اهل المنطقة بحالة من السخط والغضب والتي تعتبر قنبلة موقوتة قد تنفجر فى وجه الجماعة فى اى لحظة .
ومن جانبه قال محمد ايوب ، 45 عام صاحب احدي المحال التجارية بمنطقة بين السريات، منذ ان بدء اعتصام انصار المعزول محمد مرسي ، واصبحنا نعاني معانه شديد فنحن هنا نشعر بعزله تامه عن باقي المناطق الموجودة ، ومهددين بالجوع بسبب هذا الاعتصام من اناس غير مسئولين، فنسبة كبيرة من المحال التجارية قامت بإغلاق ابوابها ولديهم عمال قاموا بتسريحهم بسبب عدم وجود اى زبائن، فحتي سكان المنطقة يذهبوا الى منطقة مجاورة لنا تدعي "ابو اتاته " على الجانب الاخر من مترو جامعة القاهرة لقضاء حاجتهم وطالبتهم اليومية، فاصبحت المنطفة معزولة بشكل تام وفلا تري سوا بعض قاطني المنطقة فقط .
فيما قال ياسر مصطفي ، عامل باحدي محال التي تقدم الوجبات السريعة بالمنطقة ، نعيش فى حالة متدنية جداً منذ بدء الاعتصام والتي تزداد سوءاً اكثر يوما بعد يوم، ففي المطعم الذي اعمل فيه قام صاحب العمل بتسريح اثنين من العمال بعد توقف الاقبال على المطعم ، والتي كانت تعتمد بشكل اساسي علي الطلاب الجامعة والمدينة الطلابية ، والتي اصاب الشارع بالكامل بشلل تام وعدم وجود زبائن مما يهدد بإغلاق االمطعم مثلما حدث مع عدد من المحال المجاورة لنا .
الامر لم يختلف كثيراً عند طلاب جامعة القاهرة ، فيقول مصطفي حسين ، طالب تعليم مفتوح بكلية الإعلام، كان من المفترض ان اتخرج عقب انتهاء العام الدراسي الحالي، ولكن بسبب اعتصام انصار الرئيس المعزول تم تاجيل باقي المواد الى اجل غير مسمي مما ادي الى تاجيل تخرجي الى العام القادم وهو ما سوف يؤثر على بالسلب فلابد ان انتظر 7 اشهر كاملة لكي اتخرج بعد ان كنت على بعد مادتين فقط من التخرج، لولا اعتصام انصار المعزول ونشوب اعمال عنف فى ميدان الجامعة والذي ادي الى اننا اصبح المستقبل مجهول امامنا هل سوف نعود للدراسة ام لا .
سكان الجيزة يجمعون توقيعات لفض اعتصام النهضة وعلى الجانب الاخر من الاعتصام وفي شارع مراد والذين لم يقفوا مكتوفي الايدي امام هذا الاعتصام، الذي إصابة حياتهم بالخطر والعزلة وهدد اعمالهم وقوت اولادهم، فقام الاهالي هناك بتجميع توقيعات من قاطني الشارع وتفرعاته والعاملين بالمحال التجارية على طلب الى وزارة الداخلية تطالبهم بفض الاعتصام الذي اثر على حياتهم بالسلب وروع امنهم .
قال "يوسف محمد" 45، مهندس مدني: أسكن في شارع مراد منذ ما يقر من الثلاثين عام منذ أن انتقلت مع عائلتي إلى هذا الشارع لم نشعر فى يوم بعدم امان حتي اثناء الثورة الاولي 25 يناير ، مثلما نشعر الآن فنحن نشاهد من شرفات منازلنا ما لم نراه طوال عمرنا، فانا اشعر بالقلق كلما تجولت فى الشارع أو اثناء عودتي من عملي.
وأضاف "يوسف": تفاجئنا بعدد من شباب المنطقة يقوموا بجمع توقعات لفض الاعتصام بعد ان وصلنا الي درجه لا يمكن ان يتصورها احد من الغضب والسخط بسبب تعطل مصالحنا وتهديد امننا، لذا قمنا بالتوقيع على الطلب لسرعة تقديمه الى المسئولين .
أشار "يوسف" إلي أن البيان يتهم السكان المشاركين فى اعتصام النهضة بتكدير الصفو العام للمنطقة، وإصابة حياتهم الطبيعية بالشلل، وحالة الهلع والفزع المسيطرة عليهم بسبب تكرار الاشتباكات الدامية فى الميدان وحوله فى ساعات متأخرة من الليل وايضاً إغلاق الشوارع المحيطة بالميدان .