أعرب الائتلاف الوطني السوري المعارض عن رفضه عقد أي مؤتمر دولي لحل الأزمة في سوريا في ظل "التدخل السافر" لروسياوإيران في البلاد، داعيا في المقابل الدول الداعمة للمعارضة إلى فرض منطقة حظر جوي وتوجيه "ضربات عسكرية مدروسة" ضد القوات الحكومية. واتخذ الائتلاف هذا الموقف ردا على قصف الطائرات الحربية مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في حمص، وذلك بعد أن استعادت القوات السورية بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني السيطرة على مناطق في ريف المدينة بالقرب من الحدود اللبنانية.
وشدد الائتلاف في بيان على "الحاجة الماسة أكثر من أي وقت آخر إلى قرارات حاسمة وسريعة وفعالة من قبل مجموعة أصدقاء الشعب السوري بشكل خاص، من خلال إجراءات عسكرية حاسمة، وإقامة منطقة حظر جوي وتوجيه ضربات عسكرية مدروسة إلى مفاصل القوة العسكرية للنظام".
وكانت مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" التي تضم دول داعمة للمعارضة السورية أبرزها الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا بالإضافة إلى قطر والسعودية، اتفقت في اجتماعها الأخير في الدوحة على إجراءات عاجلة وعملية لدعم المعارضة السورية ل"تغيير ميزان القوة على الأرض".
واعتبر الائتلاف أن "التدخل السافر والمباشر من قبل كل من روسياوإيران في دعم النظام لقمع الشعب السوري بات واضحا، ولم يعد السكوت عليه مقبولا"، مشيرا إلى أن الحديث "في مثل هذه الأجواء عن مؤتمرات للحل السياسي تصبح عبثية وغير ذات معنى على الإطلاق".
يأتي ذلك وسط استمرار تعثر الجهود الدولية بشأن عقد مؤتمر لحل الأزمة المستمرة منذ أكثر من عامين اصطلح على تسميته "جنيف 2"، بمبادرة روسية أميركية وبمشاركة ممثلين للحكومة السورية والمعارضة.
وأكد الائتلاف بعد التشاور مع هيئة أركان الجيش السوري الحر، أن "التطورات الخطيرة والهجمة الوحشية على مدينة حمص ستنعكس سلبا على الجهود الدولية المتعلقة بجنيف 2، لأنها تهدد أي حل سياسي وتضعه في مهب الريح، وتغني إلغاء كل ما يتعلق" بالمؤتمر.
يشار إلى عراقيل عدة تعوق انعقاد "جنيف2" أبرزها اختيار ممثلي الحكومة السورية والمعارضة السورية إذ لم يتم الاتفاق بعد على أسماء المفاوضين المحتملين. بالإضافة إلى اصرار روسيا على مشاركة إيران على الرغم من أن الحكومات الغربية لا تحبذ ذلك.
ويقول دبلوماسيون إن الحكومة والمعارضة على حد سواء لا ترغبان في تقديم تنازلات او بذل مساع دبلوماسية في جنيف، ويرجع ذلك لاعتقاد الرئيس السوري بشار الأسد أنه قادر على حسم المعركة عسكريا، في حين لا تريد المعارضة دخول المفاوضات وهي في موقف ضعيف فيما تنتظر المزيد من الأسلحة