تعقد مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" اجتماعا جديدا في عمان بعد غد الأربعاء تغيب عنه المعارضة، في محاولة للدفع في اتجاه سعي الولاياتالمتحدةوموسكو إلى عقد مؤتمر دولي لحل الأزمة اصطلح على تسميته "مؤتمر جنيف 2"، بمشاركة طرفي النزاع. وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، إن اجتماع المجموعة التي تضم دولا تدعم المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد، هو "بهدف التنسيق والتشاور استعدادا للمؤتمر الدولي بشأن سوريا المزمع عقده خلال شهر يونيو من العام الحالي، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية".
وسيشارك في المؤتمر وزراء خارجية الأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وقطر والولاياتالمتحدة والمملكة المتحدةوفرنسا وتركيا وألمانيا وإيطاليا.
ويسبق انعقاد اللقاء الأربعاء مؤتمر صحفي بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الأردني ناصر جودة.
وهي المرة الأولى تعقد المجموعة اجتماعا في غياب ممثلين للمعارضة السورية التي وجدت نفسها من دون قائد بعد استقالة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد معاذ الخطيب.
ورجح أنس العبدة، عضو المجلس الوطني السوري الذي يعد أبرز مكونات الائتلاف، أن تكون عدم دعوة المعارضة السورية إلى المؤتمر "بسبب رغبة الدول الأصدقاء بالتوصل إلى موقف موحد في شأن المؤتمر الدولي المقترح من روسياوالولاياتالمتحدة".
ومن المتوقع، أن تحدد المعارضة خلال اجتماع تعقده في اسطنبول في 23 مايو الجاري، موقفها من المشاركة في المؤتمر الدولي الذي اصطلح على تسميته "جنيف 2".
كما من المقرر، أن ينتخب المؤتمر هيئة رئاسية جديدة للائتلاف ويبحث في الحكومة الموقتة للمعارضة.
واستضافت المدينة السويسرية في 30 يونيو 2012 مؤتمرا دوليا نتج عنه اتفاق جنيف الذي يدعو إلى وقف العنف في سوريا ووضع مسار لحكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، دون التطرق بشكل مباشر إلى مصير الرئيس الأسد الذي تنتهي ولايته في العام 2014.
ويشكل مصير هذا الأخير العقدة الأساسية في أي تفاوض حول حل سياسي. إذ ترفض المعارضة أي نقاش في حل النزاع الذي أودى بأكثر من 94 ألف شخص، قبل تنحي الأسد عن السلطة.
من جهته، يرفض النظام السوري الذي يعتبر أن مقاتلي المعارضة هم "إرهابيون"، أي حديث عن استقالة الأسد من منصبه، ويشدد على أن أي حوار يجب أن يجري من دون شروط وبعد إلقاء السلاح.
وفي حديث إلى وسائل إعلامية خلال نهاية الأسبوع، ألمح الأسد إلى احتمال ترشحه مجددا للانتخابات الرئاسية المقبلة.
كما تبدو مواقف الدول الكبرى على تعارض في ما يتعلق بالأزمة السورية، إذ تطالب واشنطن وباريس ولندن برحيل رأس النظام في سوريا، في حين تشدد موسكو أبرز الداعمين الدوليين للرئيس الأسد، على بقائه في منصبه، مع استمرارها في تزويد قواته النظامية بالسلاح.
وقالت مصادر ديبلوماسية فرنسية إن "موقف باريس واضح: الأسد لا يشكل جزءا من حل النزاع".
من هنا، يبدو عقد المؤتمر الذي أطلقت فكرته موسكووواشنطن في محاولة لتقريب وجهات النظر حول النزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011، مهمة معقدة.
كما تركز المفاوضات الجارية حاليا على لائحة المدعوين للمشاركة إلى المؤتمر. فعلى سبيل المثال، ترفض فرنسا مشاركة إيران أبرز الحلفاء الإقليميين للنظام السوري، في حين تدعو موسكو إلى إشراك المملكة العربية السعودية وإيران لكونهما لاعبتين أساسيتين لم تشاركا في مؤتمر جنيف الأول.
وبحسب مصادر دبلوماسية فرنسية، يجدر بالاتفاق الذي يتوقع التوصل إليه في المؤتمر "أن يكون مقبولا بما فيه الكفاية ليطبق على الأرض. لا نريد أن نجد أنفسنا في وضع تكون المعارضة خلاله مطعونة بحربة في الظهر، ومرغمة على توقيع أمور غير مقبولة".