بعد تخرجها عام 1989، توجهت نعومي كوازي مباشرة نحو إخراج الأفلام الوثائقية وهو نوع سينمائي تحبه ومايزال يغذي حتى اليوم طريقتها في إخراج أفلام الخيال. إن أفلامها التي تم تصويرها بوسائل متواضعة أكسبتها اعترافاً دولياً بموهبتها. في كان، أصبحت هذه المخرجة السينمائية عام 1997 الفائزة الأصغر سناً بالسعفة الذهبية عن فيلم "سوزاكو" قبل أن تحصد بعد عشرة أعوام الجائزة الكبرى للجنة التحكيم عن فيلم "غابة موغاري". تتكلم فيما يلي عن علاقتها بالسينما. إلى متى تعود الذكرى الأبرز في حياتك عن السينما؟ كنت في الثامنة عشرة من عمري وكنت قد دخلت للتو إلى مدرسة السينما. هنا، تمكنت لأول مرة من الاطلاع على أفلام الموجة الجديدة الفرنسية والأمريكية. فاكتشفت في هذه اللحظة الفرق بين السينما التجارية والسينما التأليفية وإنما أيضاً الإمكانية المتاحة أمام المخرج، إذا ما رغب في ذلك، للتعبير عن أفكاره بحرية.
ألم تتردِ إلى صالات السينما عندما كنت فتاة صغيرة؟ كنت أقيم في قرية صغيرة لم يكن فيها أي صالة سينما. كانت حياتي اليومية تقتصر على البقاء إلى جانب والديّ بالتبني. في هذه اللحظات بالذات، حفر في ذهني العالم الذي نجده في أفلامي.
لقد تحدتثِ عن الموجة الجديدة. بما أوحت لك هذه الموجة؟ إن الطريقة التي كان يعتمدها غودار في تصوير الحياة أثرت بالفعل على أسلوبي وطريقتي في أظهار الواقع. أنا أتحدث عن غودار ولكن كان بإمكاني أيضاَ ذكر تاركوفسكي وإيريس ... هؤلاء المخرجون السينمائيون أنشأوا طريقة شخصية جداً وحرة جداً في إظهار الواقع. إن عملهم يتضمن جزءاً كبيراً من تجاربهم الخاصة في الحياة.
ما هي المراحل التي تتبعينها في عملية الإبداع؟ إن رغبتي في إخراج فيلم تنبع دائماً من حدث شخصي أثرت فيّ وارغب في التعبير عنه بالصور. أنا أخرج أفلام خيال انطلاقاً من أمور شخصية جداً. مثلا بالنسبة لفيلم "غابة موغاري"، انطلقت من مرض ألزهايمر الذي أصاب والدتي بالتبني. العائلة والعلاقات الشخصية هي أمور مهمة جداً بالنسبة لي، تمثل الرابط بين الماضي والمستقبل. وأنا أحب وصل هذا الرابط العمودي بالطبيعة.
لقد قمت بتصوير عدة أفلام وثائقية. ماذا يمثل لك هذا النوع؟ إنا كائن بشري قبل أن أكون مخرجة. وأنا أتعاطى مع أفلامي باعتباري كائناً بشرياً. إن الفيلم الوثائقي يعالج الواقع في حين أن فيلم الخيال يقوم الممثلون بخلقه وتكوينه. لهذا السبب أشعر بأنني أقرب إلى الأفلام الوثائقية. يمكن لهذه الأفلام أن تظهر بعض المواقف الصعبة وأن تحولها إلى شيء إيجابي. لا يمكنني تصور فيلم خيال إلا بعد إخراج فيلم وثائقي.
حتى في أفلامك الخيالية، أن تلجأين في أغلبية الوقت إلى ممثلين غير محترفين. لماذا؟ إن العمل مع ممثلين غير محترفين لم يتعلموا التمثيل أبداً، يسمح لي بإدخال بعض الأصالة إلى أفلامي والتعبير عن الأمور بطريقة أكثر حيوية وواقعية.
ما رأيك بالسينما اليابانية كما هي اليوم؟ لقد حظيت بفرصة لمشاهدة جميع الأفلام المشاركة في المنافسة وهي أفلام مختلفة جداً عن بعضها البعض. أعتقد أن هذا ما تفتقد إليه السينما اليابانية. هي بحاجة إلى مزيد من التنوع. الكثير من نصوص الأفلام اليابانية تعتمد على القصص المصورة (المانغا) أو على قصص خيال كتبت للتلفزيون. لا أعرف إذا كانت هذه هي الحال في البلدان الأخرى ولكني أولي أهمية خاصة إلى السيناريوهات المميزة في السينما. لا نملك الكثير من الأفلام المميزة والمختلفة في اليابان. ربما يعود ذلك إلى كون اليابان بلداً يتميز بثقافة خاصة جداً.
بالفعل، هل من الصعب أن تكون المخرجة امرأة في اليابان؟ الأمر صعب، ولكني صامدة.