أنا: صباح النور يا أم سيد.. بصراحة أنا جاية النهارده مش عايزة خضار ولا حاجة.. لكن وحشتينى.. ووحشنى كلامك اللى بأحس إنه من قلبك من غير حواجز.
أم سيد: ربنا يجبر بخاطرك يا ست هانم.. أنا ست غلبانة.. بس إيه «كده» - وأشارت بيدها وإصبعها إشارة العزم والتأكيد المعروفة- ومش بس أنا.. والنبى كلنا.. خصوصاً الستات.
أنا: ما تقوليش كده أحسن يقولوا بيحابوا بعض ويخرّفوا.
أم سيد: اللى يقول كده يبقى هو اللى بيخرّف.. أنا اليومين اللى فاتوا كنت حاجى لحضرتك بس انكسفت.
أنا: إزاى بقى.. دا كلام.. على العموم خير.. كنت عايزة تقولى إيه؟
أم سيد: أصل وأنا قاعدة قدام التليفزيون الصغير اللى قلت لحضرتك عليه المرة اللى فاتت، اللى باتفرج عليه لوحدى من غير أبوسيد والعيال.. على مزاجى يعنى.. كنت قاعدة كده لقيت جنازة «ألاجه».
أنا: ألاجه يعنى إيه؟!
أم سيد: يعنى كُبّارة.. ملوكى كده.. كانت فى بلاد الانجليز.. للست تاتشر بتاعتهم اللى كانت رئيسة وزارة زى ما قالوا وسموها زى ما فهمت «المرأة الحديدية» من قوتها وشجاعتها، وقاعدين يهللوا ويقولوا عنها ويحكوا كأنها عجبة.. قلت فى عقل بالى «واحدة بس اللى حديدية» وعاملين لها الزفة دى كلها.. أما احنا نعمل إيه؟!
أنا: قصدك إيه؟
أم سيد: قصدى يا هانم إن الستات عندنا كلهم «حديدية» زى دى.
أنا: إزاي؟
أم سيد: إيييه.. يعنى حضرتك مثلاً مش حديدية؟
أنا: أبداً يا أم سيد.. دنا غلبانة.
أم سيد: والنبى أنا باكلم جد يا ست هانم.
أنا: أنا باضحك.. بس عايزة اسمعك واسمع قصدك إيه؟
أم سيد: قصدى يا أختى.. إيه إذا كانوا الانجليز عاملين الهيصة دى كلها علشان عندهم أو كان عندهم لأن الست توفيت.. فاحنا لازم نعمل مية هيصة وزفة لأن الستات عندنا «حديد»، وبذمتك قوليلى إن كنت غلطانة: الست أم كلثوم - الله يرحمها- كانت ست حديدية ولا لأ؟! والست اللى قاللى عليها أبوسيد واسمها هدى شعراوى اللى عملت مظاهرات ودافعت عن حقوق الستات.. ست حديدية ولا لأ؟ وقاللى كمان عن ست صحفية- الله يرحمها- كانت حديدية برضه.
أم سيد: أيوه: هو قاللى عن دول وعن غيرهم بس يمكن أنا مش فاكرة أساميهم.
بس خلينا فى الستات اليومين دول.. واللى شايفنهم طول النهار بيدافعوا عن حقوقهم وبيقولوا رأيهم فى كل حاجة بصراحة وشجاعة.
أنا: زى مين يا أم سيد؟
أم سيد: فيه واحدة بيقولوا متجوزة يحيى الفخرانى الفنان الجميل اللى باموت فى تمثيله.
أنا: الأستاذة لميس جابر.
أم سيد: أيوه.. أيوه.. الست لميس جابر حديدية دى ولا لأ؟
أنا: حديدية صحيح.
أم سيد: والست المستشارة تهانى الجبالى اللى نفسى أشوفها وأبوسها وأحضنها حديدية ولا لأ؟! وبتتكلم بشجاعة جامدة بس بكل أدب واحترام.. والست «شاهنده» مش فاكرة شاهندة إيه؟
أنا: الست شاهندة مقلد.
أم سيد: أيوه مقلد.. دا جوزها مات زمان فى حكاية غدر وفساد كده.. وابنها كمان راح روسيا وحصل له إيه مش فاكرة.. بس هى لسه بتكافح وتنزل وتهتف ولا هاممها إلا مصر حبيبتنا كلنا.. يبقى الست «مقلد» دى حديدية ولا لأ؟ حقولك إيه ولا إيه.. مش حاعطلك أكتر من كده، بس لازم كمان أفكرك بالمرأة الحديدية «ميرفت التلاوى» المحترمة.
أنا: تعطلينى إزاى.. دنا اللى جاية لك.. ووحشنى كلامك وآدى انتى جبتيلى فكرة جديدة أو تصوير جديد للمرأة المصرية من واقع حدث معاصر.
فإذا كانوا هناك فى انجلترا يفخرون بأن السيدة «مارجريت تاتشر» رئيس وزرائهم السابقة التى رحلت منذ أيام، هى امرأة حديدية فماذا نفعل نحن فى مصر.. وكل أو معظم سيداتنا حديديات.. صحيح.. المرأة المصرية حديدية فاحذروها.
واحذروا تهميشها تحت أى شعار أو ادعاء.
أم سيد: مش عارفة بقى. عجبك كلامى ولا لأ؟
أنا: عجبني!! دا دايما بيعجبنى يا أم سيد يا حديدية!