شنت جريدة تشرين السورية هجوما عنيفا ضد زعماء دولتى السعودية وقطر بعد انتقادهما الدائم للسياسة السورية التى يتبعها بشار الاسد واصفا اياهم بمصاصى الدماء ولكن فى نسختها العربية وجاء نص ما نشرته الصحيفة كالتالى ... هل احتاج الأمر إلى تعديل جيني لكي تتماهى سياسات وأهداف مشيخات النفط ولاسيما السعودية وقطر إلى حد التطابق مع سياسات وأهداف الكيان الإسرائيلي والدول الاستعمارية؟ أم إن المسألة ليست مسألة نسخة معدلة بل هي النسخة الأصلية الطفيلية ظهرت دون مساحيق تجميل, فبدا جلياً أن حكام السعودية وقطر أزلام الصهيونية مصرون على تنفيذ مخططات أسيادهم بمداد الدم السوري متنكرين بالأزياء العربية؟ ولذلك بدا جلياً أيضاً تسابق سعود الفيصل وحمد بن جاسم على الإيغال في قتل السوريين عبر أدواتهم الإرهابية وإعلامهم الأسود, الأمر الذي لم يلبث أن يجد صداه سريعاً لدى »إسرائيل« عدوة الأمة وصديقة المتآمرين على الأمة، فعلينا إذاً إعادة تعريف الأعداء والأصدقاء. »إسرائيل« ولأنها طرف أساسي في جوقة التآمر التي تضم مشيخات النفط و»أولي الأمر« في الغرب الأمريكي والأوروبي, ولأن كل ما يجري يخدم مصالحها بشكل أساسي, سارعت إلى تلقف ما قاله زميل التآمر سعود الفيصل أحد متعهدي المخططات الأمريكية- الصهيونية خلال اجتماع أعداء سورية المتنكرين بزي (الأصدقاء) حين دعا علانية إلى تسليح وتمويل الإرهابيين العاملين بإمرته وإمرة زملائه في المؤامرة للإيغال في سفك دماء السوريين, فلم يكد سعود الفيصل ينتهي من دعوته التسليحية هذه, حتى تردد صداها عند تسيبي ليفني وزيرة خارجية الكيان الصهيوني السابقة, ودان ميريدور الوزير المكلف إدارة الاستخبارات في حكومة الاحتلال. فليفني لبت دعوة الفيصل بالدعوة إلى إعادة إنشاء ما سمته (معسكر البراغماتية في الشرق الأوسط) لمواجهة سورية وإيران, بما يعني إسقاط سورية الدولة المقاومة الممانعة, وهذه الدعوة تقود تلقائياً إلى التذكير بما قاله أفرايم مارون الضابط السابق في الموساد الإسرائيلي الذي كشف عن خطة إسرائيلية سرية لتفكيك لبنان وسورية إلى دويلات طائفية متصارعة وعقد تحالفات مع بعضها. أما دان ميريدور فقد أعلن أمس الأول أن إسقاط سورية سيكون جيداً ل(إسرائيل) لأنه يكسر محور المقاومة الذي تشكل سورية مع إيران عماده الأساسي. تصريحات ميريدور هذه التي نقلتها (أ ف ب) إذا أضيفت إلى تصريحات ليفني وما سبق من تصريحات لغيرهما, وإذا أضيفت إليها أيضاً الكميات الكبيرة من الأسلحة الإسرائيلية التي تم ضبطها مع المجموعات الإرهابية المسلحة تصبح كافية تماماً لإلقاء ضوء ساطع على المخطط التآمري الاستعماري- الصهيوني الذي يستهدف سورية ويتم تنفيذه بأيد اسمها عربية!. وعلى طريقة تنافس مصاصي الدماء, وخشية أن ينال الفيصل وجوقته, النصيب الأكبر من دماء السوريين وبالتالي الفوز بالنصيب الأكبر من رضى الأسياد في (إسرائيل) وأمريكا وغيرهما, سارع حمد بن جاسم إلى تكرار دعوته إلى تسليح خفافيش الظلام أولئك الإرهابيين للاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم النكراء بحق السوريين, وفق ماجاء في أحدث تصريح لحمد بن جاسم ليضيف بذلك دليلاً جديداً إلى مئات الأدلة على أنه ومشيخته النفطية ليس فقط ضالعاً في المؤامرة إلى أقصى الحدود بل إنه وزملاءه السعوديين هم من يجروا قاطرة التآمر على سورية والأمة. حمد هذا الذي أعماه إدمانه على الدماء, لم تسمع أذنه ولم تر عينه الجرائم الإسرائيلية اليومية بحق الشعب الفلسطيني, ولم لا؟ فبماذا تهمه فلسطين؟ وأيهما أقرب إليه علاقة وسلوكاً الإسرائيليون أم الفلسطينيون؟ فمن يعمل على تدمير سورية وتفتيت المنطقة واستجداء الاستعماريين الجدد والتسول على أبواب الناتو لا تهمه فلسطين, وهذا يفسر أن المشيخة القطرية ومعها باقي مشيخات النفط لم تفعل شيئاً يذكر إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين. وبالنظر إلى ذلك, لم يعد من المثير للدهشة الصمت المذل الذي غرق فيه حمد والفيصل وبقية متغولي النفط عن إحراق الجنود الأمريكيين للمصحف الشريف في أفغانستان, فهل يحتاجون إلى من يذكرهم بأن المصحف الشريف هو كلام الله الذي يدعون الإيمان به؟ وهل يحتاجون إلى تذكيرهم بقدسية الأقصى الذي يدنسه الصهاينة؟ كما لم يعد مدهشاً أن حمد بن جاسم لم يقل كلمة واحدة عن تهديد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشن حرب جديدة على لبنان بتمويل خليجي, وبدلاً من ذلك دفعته غريزة القتل وشهوة الدماء إلى الدعوة لتشكيل ما سماه تحالفاً دولياً نواته عربية للتدخل في سورية فلا مفر إذاً من إعادة التساؤل: (إسرائيل).. قطر .. السعودية.. ما الفرق؟ أو ربما يكون التساؤل أدق: سعود.. حمد.. نتنياهو.. باروخ غولدشتاين.. ما الفرق؟ والجواب في ذمة السلوك السعودي والقطري بلا أقنعة.