رأت مجلة "تايم" الأمريكية أن الشهور المقبلة تشهد قرارات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأكثر أهمية في الشأنين الإيراني والسوري. ولفتت المجلة -في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني الجمعة- إلى ما يردده الإيرانيون حول التفاوض بشأن اتفاق نووي عقب إجراء انتخاباتهم الرئاسية في يونيو المقبل، مشككة في نوايا الإيرانيين الذين وصفتهم بأنهم أكثر شعوب العالم جلبا للاحباط على صعيد المفاوضات. وألمحت المجلة - مستشهدة على صحة وصفها- إلى تاريخ تعاملات إيران الاقتصادية مع أية دولة أخرى على مر الزمان، على حد قول المجلة ، راصدة دعم الشعب الإيراني -حتى المعارض للحكومة- امتلاك طهران لسلاح نووي ، مستشهدة في ذلك بقول إحدى الناشطات الإيرانيات :"إننا دولة عريقة ذات حضارة عظيمة.. باكستان حتى ليست دولة وتمتلك قنبلة.. لم لا نمتلك نحن أيضا قنبلة؟" وتساءلت المجلة الأمريكية عما يمكن أن تفعل الولاياتالمتحدة إزاء إيران إذا أقدمت الأخيرة -حال فشل المفاوضات- على الإسراع في خطوات صنع القنبلة تحت وطأة التهديد على غرار ما فعل اليابانيون، مستبعدة لجوء أوباما إلى الخيار العسكري ضد إيران في ظل المعارضة التقليدية للقوات المسلحة الأمريكية للدخول في حرب ستتمخض عن مأساة قد تفوق حربي العراق وفايتنام. ورجحت أن ينهج أوباما النهج المتعقل الذي اتبعه رؤساء أمريكا في الماضي إزاء الاتحاد السوفييتي والذي تمثل في سياسة الاحتواء والردع. ولكن أوباما، بحسب المجلة، سيدفع ثمن هذا النهج بفقدان مصداقيته في العالم. وانتقلت "تايم" بعد إيران، إلى الحديث عن سوريا معتبرة أزمتها أكثر إشكالية ، فقالت إن المشهد في سوريا الآن يعد، على نحو ما، تكرارا للمشهد في العراق. ورأت المجلة الأمريكية أن تعاطي أوباما مع الأزمة السورية حتى الآن يسير على نحو جيد عبر محاولة جمع الدول المحيطة بسوريا على استراتيجية تهدف إلى الحد من حجم الأضرار الناجمة عن الحرب السورية والحيلولة دون اتساع دائرتها وكذلك تشجيع المعارضة على التفاوض مع نظام الأسد، إضافة إلى الدعم بمساعدات غير عسكرية لإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها حال انتهاء القتال. واختتمت المجلة تعليقها بالقول إن أي إجراء قد تلجأ إليه إدارة أوباما خارج هذا الإطار يعتبر محض حماقة.