لا تزال تطورات الأحداث في سوريا تحظي بمساحة واسعة من تغطية الصحف الغربية في ، كما تناولت آخر التطورات بشأن البرنامج النووي الإيراني على خلفية رفض طهران تفتيش أحد المواقع النووية الحساسة من قبل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فضلا عن تداعيات إحراق نسخ من القرآن الكريم . جبهة جديدة
"الأسد يفتح جبهة جديدة في الحرب ضد شعبه"، كان هذا هو العنوان الذي اختارته صحيفة "الاندبندنت" البريطانية لتقريرها من إعداد مراسلها لشؤون الدفاع كيم سينغوبتا.
تقول الصحيفة إن قوات المعارضة السورية أقسمت على الرد بعد أن استهدف الجنود السوريون مواقعها على الحدود التركية.
بدأ التقرير برواية حادثة وقعت في موقع ما على الحدود السورية التركية، حيث يذكر أن "قوات النظام السوري جاءت في أربع سيارات مكشوفة، بعضهم يرتدون زيا عسكريا وآخرون في ملابس مدنية، لكنهم جميعا يحملون أسلحة".
ويروى التقرير أن هذه المجموعة المسلحة قتلت رجلا في تلك المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن فتى يدعى محمد هاني (19 عاما) قوله "لقد جروا جثته وألقوها في خلفية إحدى السيارات، وقال أحد الجنود إن عليهم القائها في مكان ما".
ويتابع هاني روايته قائلا "لقد كانوا في غاية العفوية، كأنهم قتلوا كلبا ضالا".
وأضاف هاني "هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر، لقد رأينا العديد من الأشخاص الذين قتلوا في المنطقة، لكن الأمر صار أكثر سوءا الآن".
وأشار التقرير إلى أنه "كانت هذه عملية اغتيال واحدة بين العديد من العمليات التي وقعت في المنطقة خلال عملية عنيفة وانتقامية شنتها قوات بشار الأسد".
وأضاف التقرير "لقد تعرضت القرى على طول الحدود بين سوريا وتركيا إلى عملية تطهير منهجي في محاولة لتدمير خطوط الإمداد الضرورية لملاذات المعارضة الآمنة".
دعم المعارضة السورية
وفي هذا السياق ، ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية أنه لا يبدو أن دعوة السيناتور الأمريكى جون ماكين لمنح المعارضة السورية الوسائل الضرورية لوقف المجزرة التى يرتكبها النظام السورى، تسترعى انتباه الإدارة الأمريكية وغيرها من الحكومات الغربية فى وقت يعدون فيه لمنتدى "أصدقاء سوريا" غدا الجمعة الذى يهدف إلى تنسيق رد دولى للأزمة.
وقالت المجلة - فى سياق تقرير بثته اليوم الخميس على موقعها الإلكترونى - إن سبب ذلك هو حالة عدم التأكد لدى صناع القرار الغربيين بشأن من ستمثله المعارضة السورية فى ظل عدم وجود قيادة واحدة تتحدث بالنيابة عمن يقاتلون النظام على الأرض فى المدن بجميع أنحاء سوريا خاصة وأنه توجد مؤشرات على أنها تضم فى صفوفها عناصر تعتبر معادية للغرب.
وأضافت الصحيفة أن السبب فى عدم استقرار الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول الغربية على قرار يتمثل أيضا فى أنه ليس من الواضح الكيفية التى سيوقف بها تسليح قوات الثوار - فى الحقيقة - المجزرة لا زيادتها.
وأشارت المجلة إلى أن المشكلة التى تواجه الأطراف الدولية التى تحاول التعامل مع هذه الأزمة بينما تصارع من أجل التوصل لرد على حمام الدم الذى يتحرك ببطء هى وجود ثلاث روايات مختلفة على الأقل تلعب دورا فى نفس الوقت وكل منها يعقد الآخر.
وأوضحت المجلة أن هناك رواية عن نظام متسلط وحشى يواجه تمرد شعبى من المواطنين لا يستطيع سحقه على الرغم من عام من القمع المتصاعد ببطء.
ولفتت المجلة إلى أن هناك رواية عن حرب طائفية ترتعش فيها الأقليات العرقية - العلويون المهيمنون على النظام وقواتهم الأمنية والمسيحيون والأكراد والدروز وطوائف أصغر - فى سوريا فى وجه التمرد الذى يطغى عليه السنة والذى يرون فيه روح انتقام طائفى يدفع الكثيرين إلى التنحى جانبا أو دعم النظام للخوف من البديل. ونوهت المجلة إلى ثالث الروايات والخاصة بالمخاطر الجيوسياسية فى الوقت الذى يرى فيه ملوك الخليج السنة فرصة لتقييد العدو الإيرانى عن طريق مساعدة الحلفاء للإطاحة بنظام تدعمه طهران بالإضافة إلى أن سوريا تتحول أيضا إلى ساحة تستخدمها الصين وروسيا فى منع توسع النفوذ الغربى فى الشرق الأوسط الذى يطيح بالأنظمة.
وأشارت المجلة إلى أن بالنسبة للقوى الغربية والعربية وكذلك المجلس الوطنى السورى قد فات الأوان فيما يتعلق بالتفاوض مع الأسد.
واعتبرت المجلة أن تطوير استراتيجية للتوصل إلى حل وإجماع فى فترة ما بعد الأسد بالنسبة لسوريا قد لا يقدم الكثير من النجدة للسنة فى حمص الذين ينزفون ويموتون فى الوقت الذى يجتمع فيه أصدقاؤهم فى تونس.
وأضافت المجلة أن القوى الغربية ترغب بشكل واضح فى سقوط نظام بشار الاسد إلا أنها في نفس الوقت لا ترغب فى أن يؤدي ذلك إلى وجود فراغ في السلطة تشغله عناصر لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها وأكثر عداء للغرب من الاسد ، مشيرة إلى أن تبني تنظيم القاعدة لهجومين إنتحارين كبيرين في دمشق وحلب جعل المؤسسة الاستخباراتية الامريكية تتردد في تسليح المعارضة السورية.
وأشارت المجلة أيضا إلى أن تراجع أعمال العنف بشدة خلال الاشهر الاخيرة في العراق يرجع أساسا إلى عبور الجهاديين من السنة الحدود الى سوريا لحمل السلاح ضد نظام الاسد وان الحل السياسي الذي تتصوره الجامعة العربية يتضمن تخلي الاسد عن السلطة والاستسلام للعملية الديمقراطية إلا أن توازن القوى على الارض لايجعل ذلك أمرا حتميا. الأزمة الإيرانية
وفي الشأن الإيراني ، نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية نشرت تقريرا عن رفض إيران السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التوجه إلى أحد المواقع الحساسة.
يقول جوليان بورغر محرر الشؤون الدبلوماسية في الجارديان إن "الخيارات الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمة النووية الإيرانية قد تضاءلت الأربعاء بعد أن عاد فريق من مفتشي الأممالمتحدة النوويين من طهران من دون إتفاق على زيارة موقع مشتبه فيه".
وأشار التقرير إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصدد إصدار آخر تقاريرها بشأن البرنامج النووي الإيراني يوم الجمعة المقبل.
وتابع التقرير "لكنها (الوكالة) اتخذت خطوة غير معتادة بانتقاد نهج طهران في بيان أصدرته بينما كان المفتشون في رحلة العودة إلى رئاستهم في فينا".
ووصف التقرير رفض إيران السماح لفريق الوكالة الدولية بزيارة موقع عسكري في مجمع بارتشين بأنه "حجر العثرة".
وأشارت الصحيفة إلى أن التقرير الأخير الذي أصدرته الوكالة الدولية بشأن البرنامج النووي في نوفمبر" تشرين الثاني" الماضي كان قد ذكر أن مجمع بارتشين يحتوي على غرفة من الصلب يمكن أن تستخدم لاختبار متفجرات شبيهة بتلك التي تستخدم لإنتاج رؤوس نووية.
ونقل التقرير عن يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية قوله "من المؤسف أن إيران لم تقبل طلبنا لزيارة بارتشين، لقد انخرطنا (في المفاوضات) بروح إيجابية، لكننا لم نتوصل إلى اتفاق".
وتخلص الجارديان إلى أنه "بات في حكم المؤكد أن يصدر تقرير الجمعة (الصادر عن الوكالة الدولية) تقييما سالبا للتعاون الإيراني".
غضب أفغاني
والى افغانستان حيث توقعت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية أن حالة الغضب العارمة التي باتت تعتري عدد كبير من الافغان ممن قادوا مظاهرات منددة بقيام أفراد من قوات التحالف بحرق نسخ من المصحف الكريم فى قاعدة (باجرام) الأمريكية الجوية في أفغانستان لن تنحسر قريبا.
وأوضحت الصحيفة-في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت-أن أعضاء من البرلمان الافغاني دعوا بالفعل مواطنيهم الى حمل السلاح ضد جنود الجيش الامريكي،فيما يخشى المسئولون الغربيون من أن يبادر عدد من رجال الدين المتشددين عقب صلاة يوم الجمعة المقبل،بإطلاق دعوات تحريضية ومن ثم إشعال فتيل مزيد من أعمال العنف.
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله بعض المتظاهرين الغاضبين في أنحاء عدة من العاصمة الافغانية كابل وأمام مقر البرلمان الافغاني -خلال لقاءات أجرت معهم- "لم تكن تلك هى المرة الاولى التي يعمد فيها الامريكيون الى انتهاك الثقافة الافغانية والاعراف الدينية، لذا فإن الاعتذارغيركاف"،كما وصف أحد نواب البرلمان الافغاني ويدعى عبد الستار خاواسي الامريكيين "بالغزاة"،معتبرا أن الجهاد ضدهم يعد واجبا دينيا"،داعيا الرموز الدينية الى حث المواطنين من خلال منابرهم على خوض الجهاد ضد الامريكيين بحسب ما أفادت الصحيفة.
من ناحية أخرى، رأت الصحيفة الامريكية أن تلك الواقعة من شأنها أن تكسب الرئيس الافغاني حامد كرازاي دعما في نقاشاته بشأن ضرورة نقل المسئولية الامنية لإحدى المعتقلات الامريكية الواقعة بأقليم "باروان"،حيث يقبع أكثر من 3000 مسلح مشتبه به،الى الحكومة الافغانية،حسبما سبق وأن طالب الامريكيين في شهر ديسمبر الماضي غير أن المطلب قوبل برفض من قبل الولاياتالمتحدة معللة ذلك بوجود بعض الاسباب القانونية وأن الافغان ليسوا متهيأيين بعد لتولي المسئولية الامنية لاحد أشد المعتقلات حراسة أمنية.
وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى تصريحات أميال فايزي -الناطق باسم الرئيس الافغاني حامد كرازاي - اوضح خلالها أن كرازاى قال " كلما أسرعتم بوتيرة نقل المسئولية الامنية لمعتقل باجرام الى السلطات الافغانية كلما ساهم ذلك في تفادي تكرار مثل هذه الحوادث."
ولفتت الصحيفة الى أن الجهود الامريكية في هذا الصدد تأتي في مرحلة مفصلية حيث تسعى واشنطن الى إجراء مفاوضات حول إبرام إتفاق شراكة إستراتيجية مع الافغان لتمهيد الطريق أمام محادثات سلام، مستشهده في ذلك بقول مارك ثورنبورج المتحدث بإسم السفارة الامريكية في كابل "أن الدبلوماسيين الأمريكيين و المسئولين العسكريين يدركون تماما حجم الاضرار التي قد تسفر عن واقعة إحراق القرآن الكريم لذلك بادروا من جانبهم بعقد لقاءات مع كل من الرئيس كرازاي والحكومة الافغانية والرموز الدينية في مسعى منهم لإخماد نار الغضب الافغاني."