كشفت دراسة حديثة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أن الطلاب المتطوعين بأنشطة خاصة بتوعية المجتمع يشتركون في صفات متعددة، منها أن أغلبهم من الفتيات المسلمات اللاتي تلقين تعليمهن في مدارس ثانوية تقع في محافظات ريفية أقل حظوة وتخرجن من مدارس مصرية حكومية. كما تظهر الدراسة أن الفتيات يظهرن مظاهر أكثر تدينا من زملائهن و يتكلمن العربية أكثر من الإنجليزية في المناسبات الإجتماعية، كما يظهرن التزاماً أكبر للمشاركة في الخدمة العامة و يظهرن افتخارهن بالجامعة. قام بالدراسة مجموعة من الطلاب بقسم علم الاجتماع, علم الأنثروبولوجي، علم النفس، علم المصريات، بالجامعة الأمريكية بالقاهرة و نشرت نتائج البحث في ( 2013 Global Journal of Community (Psychology Practice.شملت الدراسة، التي أجريت عن طريق استطلاع للرأى مطبوع و من خلال الإنترنت، على 518 من طلاب البكالوريوس والدراسات العليا، بحثا عن خصائص شخصية المتطوع في الجامعة الأمريكية.
وتقول منى عامر، مدرس علم النفس بالجامعة أن معظم الأبحاث السابقة ركزت على فرص التعليم الخدمى الرسمي في حين أن هناك دراسات قليلة اهتمت بدراسة مبادرات التطوع في الحرم الجامعي. اما نادية حضارة، الباحثة الأساسية للدراسة وخريجة علم النفس بالجامعة،فقالت أن الدراسة كشفية بالأساس, "بالرغم من أنه كان لدينا فكرة عما سنكتشفه من نتائج، و كان لدينا أيضاً متغيرات كثيرة كنا نتوقع أن يكون لديها بعض التأثير على المشاركة في الأنشطة المجتمعية، إلا إننا لم نكن نعلم مدى ذلك التأثير أو اتجاهه ." ففي مصر، العمل التطوعي الطلابي لديه القدرة على التأثير بشكل كبير على جهود التنمية المجتمعية. ولقياس تأثير ذلك، هدفت الدراسة إلى بحث و تحديد خصائص العمل التطوعي في جامعة خاصة من أجل الوصول لفهم أعمق للمشاركة المدنية في هذا السياق ومناقشة كيفية تطبيق النتائج للممارسة المجتمعية في مصر والشرق الأوسط. الهدف الثاني للدراسة هو بحث مدى تأثير الارتباط بالمجتمع المحلى بنسبة الالتزام بالمشاركة المدنية. أما الهدف الثالث هو بحث الارتباط في نطاق أصغر و بالأخص علاقة الولاء، و الفخر و الإحساس بالانتماء للجامعة. الهدف الرابع هو كشف العلاقة بين المشاركة التطوعية و الحالة النفسية للطلاب، خاصة الاكتئاب، والقلق والتوتر. أظهرت الدراسة أن مستويات الاكتئاب لا تختلف بين الطلاب المتطوعين و غير المتطوعين، على الرغم أن معدلات القلق كانت أعلى بين المتطوعين. تقول عامر، أن من الأطروحات المقدمة لتفسير إزدياد معدلات القلق لدى المتطوعين أنهم يتعرضون لحقائق صعبة من خلال مشاركتهم في العمل التطوعى. و توضح أن ذلك التأثير عكسي لدى كبار السن، فالمشاركة المدنية توفر لهم الإحساس بالصفاء النفسي و الإنجاز، خاصة في الحالات التي تحل فيها الخدمة المجتمعية محل العمل بالنسبة للمتقاعدين. و ترجح الدراسة أيضا أن محاولة الطلاب إحداث توازن بين متابعة دروسهم العلمية و إلتزامهم بالعمل التطوعى، يزيد من معدلات القلق لديهم. من أكثر النتائج المثيرة للإهتمام، كما توضح عامر، أن معظم المشاركين في العمل المجتمعي جاءوا من مناطق ريفية أو الأقل ثراء في مصر. و تضيف، "تكشف الأبحاث العالمية أن من يسكن في منطقة ما يشعر بالإرتباط بها و لكن يتضح من خلال الدراسة الحالية أن القاهريين لم يكن لديهم هذا الإرتباط القوى بمجتمعهم." وعلى الرغم من أن المشاركة المدنية من أساسيات الدراسة الثانوية الأجنبية، إلا أن الدراسة أظهرت أن حاملي شهادة الثانوية العامة المصرية هم الأكثر مشاركة في المشروعات المجتمعية.
كما كشفت الدراسة أن نسبة المشاركة المجتمعية التطوعية بلغت 19 % من المشاركين في الدراسة، ممثلة بذلك اختلافا كبيرا عن النسبة القومية للمشاركة المجتمعية التطوعية التي تبلغ 2.3 %. وتضيف ، "أن الأرقام السابقة توضح أن نسبة كبيرة من الطلاب المصريين بالجامعة لديهم ميل أكثر للمشاركة في مبادرات المشاركة المدنية. لابد أن يحفزنا ذلك لكى نحاول إكتشاف ما يشجع الطلاب على القيام بالمشاركة الإيجابية و استخدام تلك النتائج لتحفيز الآخرين على أن يحذوا على خطاهم.".