قال المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي إن بداية الخلاف بين مبارك وعمرو موسي، أثناء انعقاد مفاوضات كامب ديفيد 2 ( بين الفلسطينيين واسرائيل)في شرم الشيخ، ووقتها طلب موسي من مبارك أن يشارك في الاجتماع مع الرئيس كلينتون، إلا أن مبارك رفض، وأكد أن مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية حينها لن تشارك، إلا أن إصرار موسي على المشاركة، أصاب مبارك بالاستياء، وفكر بدءًا من يومها في إقالة موسى، وبحث طرق التخلص منه. وقال الفقي إنه بدأ عمله مع الرئيس السابق مبارك في أوائل الثمانينيات وكان وقتها رونالد ريجان رئيسًا للولايات المتحدةالأمريكية، مؤكدًا أن علاقته بمبارك كانت عادية، ولكنها ساءت بسبب حادث اختطاف مركب أمريكي في عرض البحر واحتجازه ببورسعيد، بعد إلقاء المختطفين رجلاً قعيدًا في البحر ووقتها أهان السفير الأمريكي الشعب المصري بشتائم سيئة. وأضاف الفقي أن فرانك ويزنر أخطر سفير أمريكي وصل إلي مصر، وتعيينه كان إشارة لضرورةأ ن يكون التوجه المصري إلي البعد الأفريقي، وتجاهل البعد العربي، مؤكدًا أنه كان سفيرًا نشطًا جدًا ويحب التجول في محافظات مصر، وهو من تم إيفاده من أمريكا خلال أيام ثورة 25 يناير، لبحث الأزمة مع مبارك. وأضاف الفقي خلال برنامجه "سنوات الفرص الضائعة" علي قناة "النهار"، أن مبارك كان حساسًا جدًا ويستفز من تدخل الإدارة الأمريكية والكونجرس في حقوق الأقليات، وحقوق الإنسان، والمعتقلين، وملف الإخوان المسلمين، وقال الفقي:"الأمريكان كان عندهم رغبة دائمة في الحوار مع الإخوان، وعلاقتهم بهم ليست جديدة، فالأمريكان يرون ن جماعة الإخوان هي التي تستطيع ضرب الإرهاب وهزيمة القاعدة بالإسلام السياسي المعتدل، خاصة أن مزاج الصندوق الانتخابي في المنطقة يتجه دائمًا نحو الإسلاميين.
وروى الفقي قصة "الكلب" خلال عمله مع مبارك فقال:قصة طريفة دارت بينه وبين مبارك بسبب كلب الرئيس، قائلاً: مبارك كان يهوي تربية الكلاب، وكان لديه كلب مثل "الجاموسة"، وفي إحدى المرات شد كلبه تليفون الخط الأحمر الرئاسي فأعطي إشارة عند الحرس الجمهوري، وأمن الرئاسة، ما أثار حالة فزع داخل القصر. وأضاف الفقي في إحدى المرات طلب مني مبارك "البوسطة"، وكان يجلس إلى جواره كلبه، فرفضت الذهاب، فقال لي:"ده قرار جمهوري، وأمام خوفي ربط مبارك الكلب، ووقفت أمامه أعرض "البوستة" وأنا ارتعش، وسألني: لو الكلب هاجمك هتعمل ايه، قلت له همسك في حضرتك"، فرد: "إنه مدرب ألا يهاجمني". وقال الفقي في إحدى المرات مر أمامنا في حديقة القصر سيد مدرب الكلاب، وبصحبته الكلب الضخم، و"عشان اتقي شره، قلت له يا سيد هوصي لك على شقة المحافظة، فحضر ليتحدث معي ومعه الكلب الذي لحس ظهر رأس الدكتور أسامة الباز، وسط رعب الجميع. وأضاف الفقي في برنامجه "سنوات الفرض الضائعة" علي قناة "النهار" أن سعد الدين إبراهيم كان رجلاً صاحب نشاط اجتماعي كبير عبر مركز ابن خلدون، وأنه كان قريبًا جدًا من الرئيس مبارك وأستاذ سوزان مبارك في الماجستير، وفجاءة اكتشف مبارك رغبة سعد الدين في مراقبة الانتخابات، فغضب وانقطعت الصلة بينهم. وقال الفقي إن مبارك اتصل به هاتفيًا، قائلاً: "سعد الدين إبراهيم أكل من الشيخة سعاد الصباح 7 مليارات جنيه، وأنت ما زلت عضو مجلس أمناء في مركزه، ولكني أكدت له أن سعد الدين شخصية محترمة ويحبك، فقال لي: "أنت مش فاهم حاجة". وأضاف الفقي بعد عدة أشهر اتصل بي الرئيس غاضبًا وقال لي: "تخيل جورج بوش أرسل لي رسالة بيقول لي سيدي الرئيس، ولم يذكر اسمي كعادته، وواضح أنه يتعامل برسمية بسبب غضبهم من قضية سعد الدين إبراهيم، لكني لن ارضخ أو اتدخل في أعمال القضاء". وقال الفقي: جمال مبارك ذهب إلى واشنطن ليلتقي الرئيس بوش الابن، وكان بصحبته الدكتور أسامة الباز، وكان اللقاء بناء علي رغبة أمريكية للتعرف عليه، ولكن عاد جمال إلي مصر واشتكي لابوه من أن أسامة الباز سيطر علي الحوار مع بوش، وأنه لم يمنحه فرصة للكلام، وكانت تلك الواقعة هي أساس الغضب علي الباز.