تحت عنوان "علامات كذب الخبر وصدق دلالته " عقد الدكتور يوسف زيدان ندوته الشهرية بساقية الصاوى ، وسط حضور حشد من رجال الإعلام والفكر .
أستهل الدكتور يوسف كلمته بتقديم صورة للخبر وما دلالة هذه الكلمة من حيث اللفظ والمعنى .. حيث قال : أن الخبر يحمل فى طياته معانى متعددة ، فالخبر يعنى ( الواقعة ) وهناك معنى ثان للخبر فيقع كما هو مشهور عند علماء الحديث بمعنى ( الحديث النبوي ) وهناك معنى ثالث للخبر وهو قديم جداً وهو أن الأخبار تعادل ( التاريخ ) وكلمة خبر أيضاً تعني ( المعلومة المدهشة ) ، هذا التعدد دلالي او كما يقولون عنه التعدد (الانتومولوجي) .
واستطرد الروائى يوسف زيدان فى حديثه موضحاً المعايير التى تساعدنا في الحكم على الخبر ، ودار الكلام حول كيفية تطوير الأصول التراثية في طريقة الحكم على الأخبار ، ثم تطبيق ذلك على واقعنا المعاصر الذي يشهد تدفقاً معلوماتياً تندفع فيه الأخبار الصادقة والكاذبة بإستمرار ، مما يلزم معه إيجاد ( ميزان ) ذهني يحدد درجة الصدق والخبر والمعلومة ، أو مقدار الكذب فيها .
والمح يوسف بأن كلامه القادم هو بمثابة تطوير لمباحث قالها علماء تراثيين قدماء عن كل هذه الافكار ، والأنتقال بها إلى الواقع المعاصر ، فقال متحفزاً صدق الخبر يتعلق بجانبين الخبر ذاته ، المخبر عنه ، وأضيف إليهما المصدر .
وقبل أن يختتم الروائى الكبير والكاتب الدكتور يوسف زيدان ندوته أوصى الجميع بأنه لا بديل عن الفلسفة والمنطق لا سيما مع حالة التدفق الهائل ولسنا نملك الفلاتر والمعايير التي تزيح عن الذهن بطائل الأخبار، فنصبح في حالة التشتت العام النابعة من كثرة وجود الأخبار الموضوعة ما بين القوسين ، حيث أن كمية القضايا الموضوعة ما بين القوسين هائلة لأن الرد الأنطولوجي أو الوجودي أو الواقعي لا يتطابق مع الرد الإبستمولوجي أو المعرفي مما أهلها أن تكون في المرحلة التى تؤدي إلى إعتياد العقل الجمعي إلى تعليق الحكم .