يصدر القضاء الأميركي الخميس حكمه على النيجيري المتهم بمحاولة تفجير طائرة كانت تقوم برحلة بين امستردام وديترويت بمتفجرات أخفاها في سرواله الداخلي يوم عيد الميلاد في 2009. وأثار عمر فاروق عبد المطلب (25 عاما) مفاجأة في أكتوبر باعترافه بتهم الإرهاب الثماني الموجهة إليه في اليوم الثاني من محكمته في ديترويت في ولاية ميشيغن ، مما يرجح صدور حكم بالسجن مدى الحياة عليه. وقد اعترف بأنه أراد شن هجوم في 25 ديسمبر 2009 باسم تنظيم القاعدة الذي تبنى زعيمه أسامة بن لادن العملية التي كان يمكن أن تودي بحياة 289 شخصا. وقال الشاب في نص أعده مسبقا وتلاه بهدوء خلال ست دقائق في تلك الجلسة "أنا مذنب في نظر القانون الأميركي ولكن ليس في نظر القرآن" مؤكدا إنه كان يريد الثأر للمسلمين "ضحايا" السياسة الأميركية في فلسطين والصومال. وأضاف أنه "على الولاياتالمتحدة أن تعلم أنها إذا استمرت في مساندة الكفر بمحمد وقتل ومساندة من يقتل الأبرياء المسلمين، فإن الله والمجاهدين سيلحقون بها كارثة كبيرة". وفي إعلانه ، تحدث عبد المطلب – الذي كان يرتدي قميصا مذهبا وسترة – بشكل مقتضب عن أحداث 25 ديسمبر 2009 لإقناع القاضية بأنه فعلا مذنب. وأكد أنه تدرب فعلا لدى تنظيم القاعدة في اليمن. وقد تكون هذه آخر قضية لإسلامي متهم بالإرهاب أمام محكمة مدنية. فمن المرجح أن تحال القضية المقبلة في قضايا الإرهاب في الولاياتالمتحدة على محكمة عسكرية بموجب قانون جديد يشترط أن يتم توقيف المشتبه بقيامهم بالتخطيط أو بتنفيذ هجمات على أرض أميركية في مراكز عسكرية. وفي السابق كان المشتبه بهم في قضايا إرهاب على أرض أميركية من اختصاص القانون المدني. ووقع الرئيس الأميركي باراك أوباما دون اقتناع في 31 ديسمبر هذا القانون الجديد حول تمويل العمليات العسكرية الأميركية في الخارج. إلا أنه تم تعديل بنود القانون بحيث تتولى هيئات الأمن المدني أي قضية إرهاب في حال الحصول على تنازل. وقد تكون قضية عبد المطلب الذي لم تنفجر المتفجرات المخبأة في ملابسه الداخلية، الأكثر شهرة إلا أنها ليست المثال الوحيد على نجاح محاكمات قضايا الإرهاب أمام محكمة مدنية.