أفتتح كلا من الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وأ.د أحمد حامد محمد رئيس جامعة المنوفية المؤتمر العلمى الأول لثقافة القرية بعنوان " القرية المصرية ملامح التغيير وأفاق التطوير"، الذى نظمته الإدارة العامة للقرية التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الشاعر مسعود شومان بالتعاون مع جامعة المنوفية فى الفترة من 22إلى 24 يناير الجارى بحضور كلا من أ. د أحمد حامد زغلول رئيس المؤتمر، أ. د محى محمد هدهود، أ. ح ياسين محمد طاهر سكرتير عام المحافظة، محمود طرية رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا، سامى حنفى أبو المجد مدير فرع ثقافة المنوفية، إضافة إلى لفيف من الإعلاميين و قيادات الهيئة. حيث أستهل الشاعر سعد عبد الرحمن كلمته بتهنئه الحضور بمناسبة عيد المولد النبوى الشريف، والذكرى الثانية لثورة 25 يناير المجيدة، وأضاف أن المؤتمر يأتى كبداية إستعادة الدور المفقود للهيئة العامة لقصور الثقافة التى نشأت فى عشرينيات القرن العشرين على يد محمد فريد وكانت تسمى بمدارس الشعب، ثم تطورت فى الأربعينيات على يد أحمد أمين وصارت تسمى الجامعة الشعبية، ثم أخذت أسم الثقافة الجماهيرية، ومنذ عام 1989 أصبحت أسمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأضاف أن الهيئة كانت تعمل قبل ثورة 25يناير، ولكن بعد قيام الثورة، أصبحت الحاجة ماسة لتكاتف مؤسسات الدولة حتى يحدث تغيير حقيقي لمجتمعنا، كما أكد سعد أن الإهتمام بتنمية وتثقيف أبناء القرية المصرية تعتبر إستراتيجية فعالة لإعادة بناء الدولة من خلال البحث عن الهوية الأصلية للشعب المصرى، وأشار إلى أن التغيير بعمق يبدأ بالتركيز على دور القرية المصرية، وأشار إلى أنه لم يتم هذا إلا بالتعاون المشترك بين جميع مؤسسات الدولة.
كما أكد أحمد حامد زغلول أن الثقافة هى جوعة من القيم والعادات والتقاليد والممارسات اليومية، وتسأل زغلول، أين نحن الأن من هذه القيم الأصيلة التى تتراجع الأن فى ظلما نشهده من تغييرات خاصة فى عصر العولمة، وقال أن الموروث الثقافى الذى يميز أى بلد هو جملة الأفعال و المماريات اليومية، وهى التى تشكل معنى الثقافة، وأشار إلى أن موروثنا الثقافى المصرى لابد أن يدرس فى المدارس خاصة فى مرحلة إعدادى وثانوى، وأوضح أن هذا هو هو دور لهيئة العامة لقصور الثقافة.
وأوضح طاهر فى كلمته إلى أن هذا المؤتمر هو بداية المشوار الصحيح لرقى مصر وتصحيح الأوضاع الراهنة، حيث أن هذا المؤتمر لا يهدف إلى نهضة القرية فقط ولكن من أجل نهضة المجتمع نفسه وقال أنه من خلال خبرته كرجل عسكرى أن هناك ما يعرف بعلم حساب القدرات الشاملة للدولة، وأن هذا العلم هو أحد الركائز الأساسية التى تهدف إلى قياسها مدى تناسق عمل المؤسسات وتعاونها مع بعضها البعض، حسب هدف قومى، يتم حسب إستراتيجة وتخطيط سياسي يعتمد بدوره على الثقافة والتنمية.
وأشار محمود طرية إلى أن الهيئة تهتم بتثقيف وتطوير القرية المصرية بهدف الإرتقاء بسلوك المواطن المصرى لتحقيق ثقافة متحضرة، ترتبط بثقافة المجتمع، وتفتح على الأخر بشرط الحفاظ على التراث المصرى الأصيل مع النظر إلى ما يحدث فى العالم الأن لذلك أهتمت الهيئة بالتعاون مع الجامعة، وذلك إيمانا بضرورى إرتباط الثقافة بالتعليم.
وأختتم مسعود شومان الكلمات بكلمة أشار فيها إلى أن الأهتمام بالقرية المصرية ليس تقسيم جغرافى أوعلامة دالة أو نوعاً من الحيل، ولكن البحث فى حياة القرية تحمل حيوات تدل على الهوية المصرية المصرية، تعلن عن موروث وإيديولوجيا تدريب الحواس والعقل الجمعى على أدائها، فصارت عادة أو ممارسة صارت بدورها تراث له عمق تاريخى، وأضاف أنه لن يحدث تقدم إلا بتنامى الشعور بما نمللك من مروث هام، وأن أى محاولة لتجاوز هذا الموروث هو خطر يهدد الأمن القومى. كما قام الشاعر سعد عبد الرحمن بتبادل الدروع مع كل من رئيس الجامعة، سكرتير عام المحافظ، و قام بتكريم نائب رئيس الجامعة بإهدائه درع الهيئة. كما رئيس الجامعة بتكريم كلا من مسعود شومان، ومحمود طرية بإهدائهم درع الجامعة.
أعقبها عقد الجلسة الأولى ضمن فعاليات المؤتمر تحت محور عام بعنوان "عمارة القرية المصرية ... رؤى وتصورات" حيث أشار أ.م.د إسلام محمد السيد فى بحثه " القيم الجمالية للعمارة الريفية وعلاقتها بالإمكانات الوظيفية والمعيشية فى الريف المصرى" إلى أن هناك علاقات تبادلية بين القيم الجمالية والإمكانات الوظيفية للأغراض المعيشية فى الهندسة المعمارية الريفية، وتصنيف هذه العلاقة شكليا وأثرها على العمارة الريفية، كما طالب الباحث بضرورى الحفاظ على توارث الاجتماعية والحضارية لمجتمعنا، إضافة إلى الحفاظ على التراث يتيح الفرصة لأن تصبح القرية ذات طابع مميز يعبر عن هوية المجتمع الذى يسكن فيها. كما إستعرض الباحث مكونات العمارة الريفية ومنها جزء الضيوف، وجزء المعيشة والنوم، وجزء الخدمات والفناء الداخلى، وأكد أن العمارة الريفية تتميز بمجموعة من التوافقات مثل التوافق مع الموقع والمناخ والعوامل الاجتماعية. كما أضاف للباحث الدكتور محمد سمير أستاذ الاقتصاد وتخطيط التنمية بالمعهد القومى للتخطيط فى بحثه "البناء فى القرية المصرية..الفوضى فى مقابل التخطيط" مع مقترح لإنقاذ الأرض ونسقها .
موضحا أن أهمية البحث تكمن فى أنه يعد محاولة لكشف الأخطاء والخطايا وتأكيد على أن الفرصة لم تضع بعد لإصلاح عمران القرية المصرية، حيث تضمن البحث عددا من النقاط الأساسية وهى الملامح الأساسية للقرية المصرية، وإفقار القرية المصرية،والبناء فى القرية المصرية محصلة البيئة، وعمران القرية المصرية ومخططات البناء فى العقود الأخيرة. والقواعد المنظمة للعمارة الريفية، إضافه إلى تقديمه مقترحا لإنقاذ الأرض ونسقها من أهمها إقامه ركائز إعادة عمران العمارة الريفية ومنها القضاء على فقر الريف والتنمية البشرية، مضيفا أنه لابد أن تكون هناك مبادىء عمارة القرية المصرية من خلال إدماج عناصر البيئة المحلية فى شكل القرية وبيوتها وقصر البناء فى الظهير الصحراوى للقرى فى الدلتا والصعيد وغيرها وأختتم الباحث مقترحه بمطلب تمويل إعادة تخطيط عمران القرية المصرية عبر توجيه جزء معنوى من حصيلة أموال الزكاة المجموعة من مصارفها الشرعية، إضافة إلى تكوين صندوق قومى لبناء القرية المصرية .
كما قدمت للباحثة الدكتورة سامية فاضل إبراهيم المدرس بقسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة جامعة المنوفية ورقة بحثية بعنوان "البيئة العمرانية للقرية المصرية- بين تراث الماضى وحداثة المستقبل" أشارت فيها إلى ضرورى إلقاء الضوء على عمران القرية المصرية بحثا عن هويتها وتميزها وكذلك رصد تطورها العمرانى وما وصل إليه الحال فى عصرنا الحالى وأضافت أن البحث يهدف إلى رصد العوامل التى أثرت على البيئة العمرانية فى القرية المصرية وأثر هذه التغيرات على البيئة الريفية بقرى مصر فى محاولة لفهم منتجها المعمارى والعمرانى وطرح الإمكانات والرؤية المستقبلية لتنمية القرية المصرية لإنتاج عمارة ريفية محلية تحمل روح تراث الماضى ويستوعب عمرانها التطورات المعاصرة وذلك من خلال دراسة وتحليل للبيئة العمرانية للقرية المصرية والمتغيرات المواكبة التى أثرت على عمارة القرية وصولا إلى طرح الإمكانات والرؤية المستقبلية نحو تحقيق التنمية للقرية المصرية واستدامتها فى إطار القيم والتراث المحلى.
واختتمت فعاليات اليوم الأول بتقديم فرقة المنوفية للموسيقى العربية عروضها الفنية يمسرح قرية فينيسيا.