من المعروف ان حوالى 30 % من الانواع المختلفة للضفدعيات مهددة بالاندثار في الاتحاد الاوروبي والنسبة ذاتها تقريبا في المانيا. مع حلول الربيع تنتقل البرمئيات التي تمضي الشتاء في الغابة لتتكاثر في البحيرة المجاورة. وتحمل الانثى الذكر على ظهرها وهو اصغر منها حجما بمرتين. لكن قبل الوصول الى وجهتها على هذه الحيوانات ان تعبر الطريق حيث تسير السيارات بسرعة 50 كيلومترا في الساعة او اكثر. ثمة لوحة تحذر سائقي السيارات الا ان الحيوانات "لا تملك اي فرصة للنجاة" على ما تقول اكيرمان. لوضع حد لهذه "المجرزة" نصبت اكيرمان ومساعدوها بدعم من اتحاد حماية الطبيعة (نابو) على جانبي الطريق حواجز بلاستيكية يبلغ ارتفاعها 40 سنتمترا وتوضع عند اقدامها في حفر اسطل بلاستيكية. وتسير الضفادع بمحاذاة الحاجز البلاستيكي بحثا عن ثغرة تمر عبرها فتسقط في الاسطل حيث يعمد المنقذون على اخراجها صباحا ومساء. وتقول ايفلين ماير وهي ربة عائلة مكلفة دورية انقاذ "يسرني ان اساعد كل من يحتاج الى مساعدة". ويتناوب نحو عشرين متكوعا قرابة التسعة اشهر سنويا لانقاذ الضفادع. فبعد وضع البيوض وتمضية الصيف في البحيرة تعود الضفادع الى الغابة مع بدء تدني الحرارة. قبل سنتين قام حوالى اربعة الاف حيوان برمائي بالرحلة ذهابا و ايابا في هذا الحي في برلين. في العام 2010 كان العدد اقل بمرتين اي 2500 بحسب ماير. فاصدقاء الطبيعة هؤلاء لا يكتفون بانقاذ الضفادع بل يقومون باحصاء اعدادها مدونين المكان الذي عثروا فيه عليها حتى. ويفيد اتحاد نابو ان الالاف من الحيوانات البرمائية من انواع مختلفة تستوطن برلين. ولا تتوافر اي احصاءات حول اعدادها في مجمل المانيا او الاتحاد الاوروبي. وفي هذا البلد الذي يتمتع باكبر شبكة طرقات في العالم (600 الف كيلومتر) يعتبر اتحاد نابو ان ملايين البرمائيات تدهس سنويا من قبل السائقين. الا ان تراجع اعدادها يعود الى اسباب اخرى ايضا مثل تلوث المياه والتربة والاجواء والقضاء على موطنها الطبيعي في البحيرات والغابات. وتقول اكيرمان "لحمايتها فعلا يجب بناء نفق تحت الارض. نعمل على اقناع البلدية بذلك". الا ان هذه المنشأة تكلف بحدود نصف مليون يورو فيما تعاني مالية برلين من عجز دائم.