قرى فى الوجه البحرى تطلب الانفصال والصعيد يظهر بعلم جديد جمال زهران : السبب الأول عدم توفير المتطلبات الأساسية وهذا الغضب وليد اللحظة
عاصم الدسوقى : هناك قوى ستستغل الموقف من باب الحريات والاقليات
هل يمكن أن ننفصل فعليًا ؟, الأمر خطير ولا يمر علينا مرور الكرام والسؤال صعب فى إستيعابه قبل أن يكون صعب فى الإجابة عليه, وقد يقول البعض متأثرًا بلحظة حماسية معًا لا وألف لا, فمصر غير قابلة للتقسيم, فلسنا سودانًا جديد ولا كان يمنًا آخر ويحيا الهلال مع الصليب .
قد يكون هذا هو الماضى فعلًا ولكن السؤال يطرح نفسه الآن وبدلائل وإشارات إذا أغفلنا عنها قد نكون فعلًا إنفصلنا لأول مرة منذ توحيد الشمال واليمين على يد الملك "مينا" موحد القطرين, وقد نكون أكثر من دولة إذا لم نفيق بسبب هذا الأمر ووقتها سيكون كلام الكاتب الكبير "جمال حماد" عن شخصية مصر مجرد نظرية فقدت شرعيتها وأثبتت خطأها .
بدأ الأمر فى قرية فى الدقهلية فى قرية "التحسين" التى أرادت الإنفصال بسبب تردِّى الخدمات .
ثم تبعها بعد ذلك قرية "السرو" بمحافظة دمياط التى أعلنت هى الأخرى رغبتها فى الإنفصال بسبب ما تعانيه من إهمال واضح إلى أن كان الأمر الذى يبين خطورة الموقف, هو ظهور عَلَم الصعيد أمس فى مظاهرات أمام مجلس الوزراء والعَلَم إحتوى على 9 نجوم يمثلون محافظات الصعيد وإحتوى أيضًا على نخلة مما يجعل هناك مؤشرات أن الإنفصال أصبح واردٌ جدًا فى ظل إعلام أصبحت تُعبِّر عن أصحابها, فهل سنرى مصر منفصلة أم ما هى ملابسات الأمر ؟
دكتور "جمال زهران" أستاذ السياسة بجامعة القاهرة يرى: أن الأمر يرجع إلى سببين أولهما الإهمال فى الإستجابة إلى المطالب الأساسية لدى هؤلاء المواطنون وعدم التلبية فى أبسط حقوقهم كالمياه أو ما إلى ذلك, فمياه الشرب غير متوفرة ومع الوقت والثورة توهَّجَت عند الناس تلك الفكرة, وفى ظل قانون غائب ومخالفات واضحة,
وأضاف زهران: لو وضعنا أنفسنا مكان المواطن الذى يرى أن غرامة "أحمد عز" وحدها "20 مليار" جنيه فكم سرق من الدولة, وهم لا يبحثون فقط عن مياه نظيفة .
وأكمل قائلًا: أما السبب الثانى فهو الرئيس الإخوانى, لأنه لا يعمل لصالح الدولة وإنما لصالح الجماعة, ويختارهم فى أمور معينة وهم كيان غير شرعى, وهذا سيزيد من رغبة الإنفصال, فأشخاص ليس لديهم متطلباتهم الأساسية ورئيس لا يعمل لصالحهم فوقتها تنشأ تلك الفكرة .
ويضيف زهران: أن الثورة كانت نتيجة تراكمات, وأخشى ما أخشاه أن يكون هذا الأمر ناتج عن تراكمات فى ظل غياب الرئيس, وقتها ممكن أن يحدث الإنفصال وإن كان ما يحدث الآن هو من وليد اللحظة ليس اكثر .
وأشار إلى: على الرئيس أن يخرج من تلك العباءة وإلا سننهار, على الرغم من أن التاريخ حتى الآن يُثْبِت لنا وحدة الشعب المصرى ولكن إلى الآن ولا أحد يعلم ما القادم فى ظل رئيس يعمل من أجل جماعة .
أما الدكتور "عاصم الدسوقى", أستاذ السياسة بجامعة حلوان يرى: أن سيناء الآن فى حكم الإنفصال, فمن فيها وتلك العلميات هم مصريون إنفصلوا بها, والنوبة هى الأخرى فى الطريق ورأينا أعلاما تظهر وهى محاولات إلى الآن وإن كنا نتسم بالسطحية ولكن من الوارد أن تصبح حقيقة .
وأضاف عاصم: فحينما يرى المواطن أنه ليس له دور وإنه ضُحِكَ عليه فوقتها ينطبق عليه "إتقى شر الحليم إذا غضب", وهو ما يؤكد فى ظهور تلك المحاولات من قرى أقصر فقرًا ولو إستنكرت تلك التراكمات لا أعرف إلى أين ستهذب مصر .
وأوضح الدسوقى: هناك من الدول من سيتدخل فى هذا الأمر سواء من باب رعاية الفقراء أو حقوق الأقليات ووقتها سنتعرض إلى مسلسل سودانى جديد .
هذه هى بداية كارثة أخرى يمكن أن تحدث فى مصر , إلا إذا تحرك المسئولون وإنتبهوا لما يحدث حولهم , فهناك العديد من الأمور التى لا ينبغى أن نهملها أو نتجاهلها أبدًا , فهل من مسئول يستمع لهؤلاء ؟ !