اغتيال السادات مؤامرة و "كامب ديفيد" جلعتنا منهزمين
تعديل "كامب ديفيد" يعنى الحرب والإتفاقية أخرجت مصر من إطار العروبة
صرح الدكتور عاصم الدسوقى المؤرخ والدكتور فى العلوم السياسية فى الحلقة الثانية فى حواره مع "بوابة الفجر" أن اغتيال السادات كان مؤامرة اشتركت فيها قوى كثيرة ، مشيراً إلى أن "كامب ديفيد" اخرجت مصر من اطار العروبة وإنها كانت نكسة بكل المقاييس وهناك أشياء كثيرة شابت تلك الإتفاقية كما أعرب عن سعادته عند سماع خبر اغتيال السادات و إلى نص الحوار :
هل كان قتل السادات مؤامرة ؟
بالطبع هذا شئ لا يمكن إنكاره ، والدليل أن الطريقة التى تمت بها حادثة الإغتيال خاصة فيما يتعلق بعدم التفتيش الجيد وإشتراك "خالد الإسلامبولى" فى حد ذاته هو دليل على تلك المؤامرة .
ولكن هناك وجهة نظر أخرى تقول أن المناخ السائد فى هذا الوقت هو ما أدى إلى هذا الإهمال وليس المؤامرة ؟
بالعكس إن المؤامرة استندت فى الحقيقة إلى هذا المناخ وبالتالى يبدو الأمر طبيعياً ،ففى هذا الوقت كانت الكراهية للسادات على أشدها وكان السادات يقول على نفسه أنه أخر فرعون سيحكم مصر ، وبالتالى كان المناخ ملائم لمثل تلك العمليات .
هل وقع السادات وثيقة وفاته بإغتيالات سبتمبر ؟
نعم ، حينما إشتد الإنتقادات للسادات فعل ما يسمى بإعتقالات سبتمبر إضافة إلى معاهد السلام ، فلاشك إنها كانت إحدى الأسباب الرئيسية فى الإغتيال.
بمناسبة المعاهدة هل فعلاً "كامب ديفيد" هى معاهدة مجحفة ؟
نعم بل وحينما تقرأها بملحقاتها ترى أن مصر خرجت من إطار العروبة بسببها فحينما تنص المعاهدة فى مادتها الثانية على أن الحدود بين مصر وإسرائيل هى الحدود بين مصر وفسلطين وقت الإنتداب ، والتى كانت تضُم الضفة وقطاع غزة وإسرائيل الحالية ، وهو ما يعنى إنك لم تعترف بالدولة الفسلطينية بل إعترفت بفلسطينين يعيشون تحت السيادة الإسرائيلية وعندما تنص المعاهدة فى المادة الثالثة على أنه لا يجوز لأحد من الطرفين ان يدعم أى نشاط يعادى الطرف الأخر ، وهذا ما يُفسر الصمت أمام تلك الإنتهاكات .
بم تفسر تغير وجهة النظر لدى الإسلاميين فى المعاهدة فهم لاموا السادات عليها واعترفوا به لاحقاً ؟
ببساطة لإنهم وصلوا إلى الحكم وتعاملوا كرجال سلطة ومصالح ولكن فى السابق تعاملوا على إنهم المسلمين ، وأن هؤلاء اليهود ، وما يدل على أن المعاهدة فاعلة ، هى أحداث رفح الأخيرة فبعد وصول أسلحة ثقيلة للمنطقة "ج" وهكذا قالت إسرائيل لمصر "عُد كما كنت" وبنص المعاهدة وهذا ماحدث .
هذا ما يأخذنا إلى المناخ الذى وقعت فيه المعاهدة وهل كان للولايات المتحدة دور ؟
بالطبع لها دور ومازال التاريخ سيقف أمام الإجتماع الثنائى بين "السادات" و"كيسنجر" ولم يسجل ولم يحضره ثالث وهو عكس الطبيعى وبعدها أخذت قرارت السلام وقد قال عنها "كيسنجر" إن السادات عرض علينا ما لم نكن نتوقعه .
هل تعديل "كامب ديفيد" يعنى الحرب ؟
نعم .
لماذا التعديل يعنى الحرب ؟
لأن المعاهدة تنص على اذا كان هناك اى تعديل يجس الطرفان وإذا لم يتفقا يذهبان للتحكيم الدولى ، ونحن فى التحكيم الدولى خاسرون ولكى نعدل المعاهدة ، لابد أن نكون قادرين على تحمل العقوبات .
كيف استقبلت خبر وفاة السادات ؟
فى هذا اليوم 6 أكتوبر 1981 ، كنت أعمل كأستاذ سياسة فى قطر ، وكنا نتحدث عن حرب أكتوبر وقلت بعفوية "ياريت يجيلنا خبره" وبعدها كنت اشترى مستلزمات للبيت وسمعت الخبر ولا أخفى عليك كنت سعيد .
لماذا كثيرون كانوا سعداء بموت "السادات" كأحمد فؤاد نجم وغيره على الرغم من أنه ليس من طبيعة المصريون الشماتة فى الموت ؟
ليست شماتة ولكن السادات ، أهدر كرامة المصريين ، على حد قوله ، مشيراً إلى أن هذا الشعب حين يفقد كرامته يفقد كل شئ ، وهو مؤمن بنظرية الدولة الكفيلة التى اسسها "محمد على" فالدولة هى من تعلم وتوظف وتزوج وكان هذا سائدا فى عصر"عبد الناصر" لكن مع السادات أدخل النظام الرأسمالى من جديد ، وأصبح هناك صراع طبقى وأصبح المصريون عرضة لسوق العرض والطلب وهو ما فعله السادات بالمصريين ، على حد قوله .
وكيف ترى وصول احد من الإخوان إلى منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة ؟
أنا حزين إلى ما آلت إليه الدولة المصرية ، والثورة المصرية فالإخوان المسلمين يصلون الأن إلى كل مفاصل الدولة ، وأنا أعتبر أن الرئيس مرسى ،هو ثالث رئيس للجمهورية التى نادى بها "السادات" فهو نظام رأسمالى بعيد عن أى مشروع عروبى ولذلك ستجد دعماً أمريكياً كبيراً لهم وهو ما شاهدناه منذ قيام الثورة ، من تلميحات من السياسية الأمريكية اننا نقبل الإخوان كما أن "جيمى كارتر" الرئيس الأمريكى الأسبق كان هنا وحدث لقاءات معهم ولابد أن ننظر إلى تلك الأشياء بعين الإعتبار لأن تلك هى السياسة الأمريكية .