أقامت ساقية عبد المنعم الصاوى ندوة تحت عنوان "عبقرية محمد" للباحث والشاعر أيمن مسعود الذى ناقش العديد من الاتهامات التى توجه لسيدنا محمد "ص" وكيف رد عليها العقاد بكل موضوعية فى كتابه "عبقرية محمد" وكيف أنه ناقش هؤلاء الذين يوجهون الإساءة للنبى بلغتهم وبمفاهيمهم.
ردًا على أن الإسلام دين سيف "انتشر بالسيف" نرى أن العقاد شرح واستفاض فى هذه النقطة متسائلاً كيف يكون الإسلام انتشر بالسيف والرسول الكريم بدأ دعوته سراً واستمرت سرًا لفترة طويلة ومنع المسلمون خلال هذه الفترة من حمل السيف، فلو كان الانتشار بالسيف لفعل المسلمون ذلك فى أول الدعوة وما اضطروا إلى الإسلام فى سرية، كما أن أول من حملوا السيف ضد الإسلام وضد الرسول هم القريشيون عندما عزموا على قتله بأن يجمعوا من كل قبيلة رجلاً يقوم بطعنه، والدليل كذلك على أن الإسلام انتشر بالفكر والدعوة وليس بالسيف أن المسلمين هاجروا من مكة إلى المدينة تاركين أموالهم وعزوتهم وذلك حتى يأمنوا على حياتهم ويستقروا ويستطيعوا أن ينشروا الإسلام فى ربوع الأرض..
وعن الغزوات الإسلاميه بدءًا من بدر إلى صلح الحديبية نجد أن جميعها حروب دفاعية وليست هجومية أى أنهم يدافعون عن أنفسهم ضد من يشن الحرب عليهم، وهذا كله يوضح كيف نشر الإسلام فكر السلام قبل الاحتياج للسيف وكيف بدأت الرسالة والدعوة دون استخدام السيف لدرجة أن اليهود كانوا يعيشون مع المسلمين فى المدينة دون أن يتعرض لهم المسلمون بأى أذى.
وعن كونه صلى الله عليه وسلم ارتكب أخطاء تخالف تعاليم القرآن الكريم يقول أيمن مسعود: هذا الاتهام يقصد بعض الأمور التى لم يكن قد نزل بها حكم من الله ويتصرف بها النبى بعد مشاورة أصحابه وبعد أن يطمئن قلبه إلى تصرف معين ثم ينزل القرآن بغير ذلك التصريف أو بمنعه ثم يعدل النبى عن قراره وذلك ليس بالخطأ فهو المعصوم من جميع الأخطاء عليه الصلاة والسلام، فمن أمثلة ذلك عندما أسر المسلمون بعض الأسرى فى غزوة بدر ولم يكن القرآن تنزل فى كيفية التعامل مع الأسرى، أخذ الرسول رأى الصحابة واستقر الأمر على أن الأسرى يفدون أنفسهم من يستطيع أن يفدى نفسه بالمال فليفعل أو بأن يعلم بعض المسلمين القراءة والكتابة، ثم تنزل القرأن الكريم ينهى عن ذلك ويأمر بألا يفتدى الأسرى بالمال، وهذا لا يعتبر خطأ من النبى الكريم لأنه عصم من الخطأ ولا يعتبر امتناعًا عن تنفيذ أوامر الله ولكن هو عدم وجود أمر إلهى فى ذلك سواء بالوحى أو بالقرآن الكريم ولكن عندما كان يتنزل القرآن ليمنع شيئًا ما كان النبى "ص" ينفذه على الفور .
أما القضية الثالثة التى تتهم النبى بأنه كان شهوانيًا تحدث أيضا أ. أيمن مسعود من خلال رؤية العقاد قائلا: "الشهوانى" هو الرجل الذى لا يصبر على النساء، وبالنظر إلى حياة النبى "ص" نجد أنه تزوج فى سن الخامسة والعشرين من السيدة خديجة التى كانت تكبره بخمسة عشر عامًا وعاش معها أثنين وعشرين عامًا حتى توفيت فى سن السابعة والستين وكان عمره آنذاك سبعًا وأربعين سنة ومكث دون زواج ست سنوات إلى أن تزوج السيدة عائشة، النبى يُتهم بذلك لأنه تزوج من 13 امرأة فى حين أنه لم يتزوج عن رغبة منه بل زوجه الله ليضع أسسًا اجتماعية معينة، فنجد أن النبى تزوج من الأرملة والمطلقة وغير المسلمة ومن هى من غير عشيرة الإسلام وذلك لإرساء قواعد اجتماعية هامة فى المجتمع حيث يتم الزواج من الأرملة والمطلقة ومن أهل الكتاب دون حرج فى ذلك، وأيضا من أدلة عدم شهوانيته "ص" أن الله سبحانه وتعالى خصه دون غيره بزواج الهبة ولكن الرسول الكريم رفض هذا الزواج وختم أيمن مسعود حديثه بأن علينا أن ندافع عن إسلامنا وعن نبينا بالعقل وبمخاطبة الناس على قدر عقولهم وثقافاتهم والدفاع عن الإسلام بالعقل مثلما جاء فى القرآن الكريم من تحدٍ كبير للكفار بأن يأتوا بمثل القرآن أو بسورة من مثله أو بعشر سور من مثله وهنا نجد كيف خاطب القرآن الناس بالعقل وتحداهم بما هم بارعون فيه .