. مصطفى يسرى عثمان جمال الدين منى عبدالله سيتوقف التاريخ طويلا أمام ليلة السبت الماضى، 21 سبتمبر 2012، والمشهد المهيب الذى تحقق فى ميدان عابدين بقلب القاهرة، والذى عبر عنه عدد كبير من الشباب بأنه أفضل ما شاهدوه منذ ال 18 يوما، التى لم يخلق مثلها فى الأيام. إنها ليلة انطلاق التيار الشعبى، وتجمع رموزه حول عشرات الآلاف من الذين ملأوا الميدان حيث لم يعد هناك موضع لقدم. كم كان الارتباك كبيرا فى دوائر «الإخوان المسلمون»، وذراعهم السياسية حزب الحرية والعدالة، حيث بذلوا جهودا كبيرة فى الأيام السابقة للمؤتمر، وعبر أكثر من وسيلة أهمها ميليشيات اللجان الإلكترونية عبر مواقع الإنترنت، لتشويه رموز التيار والتشكيك فيه، والتقليل من شأنه. وبقدر المجهود الذى بذلوه، كان تقديرهم للمؤتمر بأنه سيخرج ضعيفا، وأن الحضور لن يتجاوز بضع مئات سيهتفون حتى التعب، ثم يرحلون تحت جناح الإحباط. لكن ما حدث كان مختلفا، فالحضور لم يكن فقط من أجل الهتاف، وإنما تحدث رموز التيار كما لم يتحدثوا من قبل، وتفاعلوا مع الجمهور الذى جاء بحثا عن مصر، مصر التى ليست فى خاطر الإخوان، مصر المدنية التى لا تعمل خادمة لتيار معين، ولا جارية لفصيل احترف خطاب التدين الظاهرى الزائف. «الفجر» التقت بعشرة من رموز التيار الشعبى، قالوا كلمتهم، وكلمة التيار، وما الأهداف التى اجتمعوا حولها وجمعوا الناس، تحدثوا عن كل شيء، حتى المسكوت عنه، بما فى ذلك التمويل، وأكدوا أن الهدف الأكبر ليس مواجهة الإخوان، وإنما بناء وطن
حمدى قنديل: ليس لدينا زيت ولا سكر ولكن تفاعل مع المواطن الفقير رفض الإعلامى حمدى قنديل المقارنة بين فرص التيار الشعبى وفرص حزب الحرية والعدالة فى الانتخابات، معتبرا أن الحزب الذى يمثل جماعة الإخوان له تاريخ كبير فى كيفية الوصول للشارع عن طريق الزيت والسكر واستخدام الخطاب الدينى. قنديل أكد أن التيار الشعبى لن يستخدم هذه الأساليب للوصول إلى الشارع، وإنما يصل عن طريق الشباب والتفاعل مع المواطنين وتقديم الخدمات للمواطن الفقير. متحديا بأن التيار سيحرز نسبة كبيرة فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة وأنه سوف يترك بصمة كبيرة فى الحياة السياسية، وراهن على ثقة الشعب فى رموز التيار الشعبى، وأن المواطنين تعلموا الدرس جيدا من الانتخابات. كريمة الحفناوى: بُنى التيار على خمس.. أولها مدنية الدولة قالت كريمة الحفناوى، القيادية بالتيار، إن هناك خمسة أهداف أساسية يسعى التيار إلى تحقيقها، وهى: الحفاظ على مدنية الدولة، وأن تكون مصر دولة قانون، وتقوم على أساس العدل، والعمل على تحقيق مطالب الثورة، وإعادة المحاكمات على قتل الثوار. وأشارت إلى أن هذا التيار جاء بعد خوض انتخابات مجلس الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية، وكانت هناك خلافات فى الانتخابات الماضية، ولذلك تعلمنا من أخطائنا أيام الانتخابات، لذلك قومنا بعمل تيار شعبى يضم جميع أطياف الشعب، وجميع السياسيين الذين يعملون من أجل الديمقراطية أمين إسكندر: نطالب بمفوضية كاملة الصلاحيات أو رقابة دولية على الانتخابات “بالطبع، فإن هناك احتمالية كبرى أن نتعرض لحملة تشويه. كان هذا حديث أمين إسكندر، أمين عام حزب الكرامة، الذى استطرد قائلا: نحن فى صراع سياسى، وكل شيء محتمل ووارد، وتطرق نائب البرلمان السابق إلى قضية الإشراف الدولى على الانتخابات، معلنا أنه أمر جائز، وذلك فى ظل التزوير الذى حدث فى الانتخابات الرئاسية وكذلك “الشعب” والانتهاكات التى حدثت. نعم، من الممكن أن نقبل بذلك.. واستدرك بأن الحالة الوحيدة التى تجعلنا، أى التيار الشعبى، نرفض الإشراف الدولى على الانتخابات هى إنشاء مفوضية عليا، كاملة الصلاحيات، كهيئة مشرفة ومنفذة للانتخابات
عزازى: لم نأت لمواجهة الإخوان وإنما لخدمة البلد رفض عزازى على عزازى، محافظ الشرقية السابق، القول إن التيار جاء لمواجهة الإخوان، وأوضح بأن الاهتمام المبالغ فيه بالجماعة يجعلهم يظنون بأنهم أكبر فصيل سياسى فى البلد. وقال عزازي: سوف نخوض الانتخابات المحلية، ليس من أجل التيار الشعبى، ولا لمواجهة الإخوان، ولكن من أجل العدالة الاجتماعية التى يريدها الشعب المصرى، والتى من أجلها ضحى شباب مصر فى ثورة 25 يناير، ونحن الآن نسعى إلى أن نكون فى كتلة موحدة بين أطياف الشعب المصرى. وكشف الصحفى البارز أن التيار يستعد الآن لانتخابات المحليات، وسيكون هناك فريق عمل لاختيار المرشحين.
عبد الغفار شكر : التحالف مع الليبراليين وارد.. مع الإسلاميين مستحيل قدم عبد الغفار شكر، مؤسس التحالف الشعبى الاشتراكى، تعريفا للتيار الشعبى بأنه تحالف يضم القوى المؤمنة بالعدالة الاجتماعية، وأشار إلى تحالف آخر للقوى الليبرالية. لا يرفض شكر التنسيق فى الانتخابات المقبلة مع أى جهة بينها وبين التيار الشعبى أهداف مشتركة، طالما يسعون إلى هدف واحد وهو خدمة الشعب وليس تيار ما أو جماعة بعينها. مستبعدا فى الوقت نفسه التحالف مع القوى السلفية أو جماعة “الإخوان المسلمون” التى تحكم مصر الآن؛ حيث تختلف مبادئهم تمامًا عن مبادئ التيار. وفاء المصرى: تمويلنا من جيوبنا ولا نقبل فلوس الخارج كالآخرين تحدثت وفاء المصرى، القيادية بالتيار الشعبى، عن تمويل التيار، وقالت إنه يعتمد على التبرعات، تماما كما كان تمويل حمدين صباحى فى الحملة الانتخابية الرئاسية يعتمد على التبرعات. أوضحت وفاء أن تبرع الأعضاء يبدأ من جنيه واحد، كما أن بعض الشخصيات داخل التيار يتبرعون بمبالغ كبيرة، مؤكدة أن التيار لا يقبل تمويلا من دول أخرى مثل قطر أو السعودية أو أمريكا، كما تفعل أحزاب وجماعات أخرى. حساب آخر فى البنوك سيتم فتحه لتبرعات أعضاء التيار، الحساب الجديد لن يتم تخصيصه للتيار وإنما لصالح مشاريع تنمية. خالد تليمة : نضم كافة الأطياف والباب مفتوح للجميع عن “فكرة” التيار قال خالد تليمة، القيادى الشاب، إنه عبارة عن تنظيم لجميع الأطياف السياسية، والتيار مفتوح لجميع الأشخاص غير المنتمين لحركات سياسية، أو أحزاب أو تيارات إسلامية، وهذا التيار يعبر عن جميع الشباب، ويعبر أيضا عن وجهة نظرهم. وأشار تليمة إلى أن التيار الشعبى يقوم على نقل مصر لدولة مدنية ديمقراطية تعتمد على أساس المساواة، ويعبر عن مضمون الثورة الشعبية والدولة المدنية الحديثة، والعدالة الاجتماعية. رئيس الفلاحين: أخيراً.. الفلاحون دخلوا السياسة عن طريق التيار قال عبد المجيد الخولى، رئيس اتحاد الفلاحين وعضو التيار الشعبى، إن التيار هو التشكيل السياسى الأول الذى يضم فى عضويته فلاحين، فى أول مشاركة لهم فى الحياة السياسية المصرية، متوقعا نهوض دور الفلاح من خلال التيار الشعبى، لأنه يعطى الفلاح الأولوية فى مقدمة النهضة الحقيقية للبلد.. واستكمل الخولى بأن الحزب الوطنى المنحل أفسد الحياة السياسية بأشكال متعددة سواء بسرقة الأراضى، أو نهب الممتلكات. كما أضاع حق الفلاح المصرى خلال فترة توليهم زمام الحكم، وكانت الخدمات تقتصر فقط على العائلات الكبرى التى تمتلك مئات الأراضى. واستدرك بأن هناك بعض أعضاء الوطنى المنحل كانوا ينتمون إليه بالاسم فقط، فى حين كانوا يساعدون الأهالى، ويقدمون الخدمات. محمد الزملوط: نظام القائمة لا يخدم إلا التيار الإسلامى بأمواله الضخمة يهتم المهندس محمد الزملوط، ممثل أعضاء التيار الشعبى فى سيناء، بالخطوة التالية، ويرى أن هذه الخطوة هى الانتخابات البرلمانية القادمة، ويرى ضرورة قصوى فى أن يجمع النظام الانتخابى بين نظامى القائمة والفردى. زملوط أشار فى حديثه ل«الفجر» إلى أن نظام القائمة يؤدى إلى حرمان فئات معينة من التمثيل فى البرلمان؛ وذلك لاتساع الدوائر، وعدم قدرة الأحزاب عامة على صرف مبالغ ضخمة فى الانتخابات، وبالتالى يسمح للمال السياسى بالتدخل فى العملية الانتخابية. كامل أحمد: نتصدى لكوارث لجنة تأسيس الدستور جماعة “الإخوان المسلمون” والتيار السلفى يصنعون دستورا لحمايتهم وبقائهم فى الحكم” هكذا يرى كامل أحمد، عضو المكتب السياسى للتيار الشعبى، ويصف ما يحدث الآن فى الدستور بأنه كارثة لا يتم السكوت عليها، فالدستور ليس لتيار معين أو حزب محدد، إن الدستور المصرى يجب أن يكون لكل المصريين. يشير كامل إلى أن العرف العام فى أى دولة ديمقراطية يقضى بأنه عند صياغة دستور جديد تسقط جميع مقاعد الدولة، رئاسة وبرلمان، وتعاد الانتخابات. ولكن “التأسيسية” تضع مادة تقضى ببقاء الرئيس حتى نهاية مدته، وهم يفعلون ذلك من أجل بقائهم فى الحكم، ولذلك فإن التيار الشعبى وجميع أطياف الشعب يتصدون لهذا. وأشار كامل إلى انسحاب شخصيات عامة من اللجنة التأسيسية، حيث اتضح أن هناك تلاعبا من التيارات الإسلامية وأنهم يحتكرون اللجنة وليس للصوت الليبرالى صوت فى اللجنة.