مازالوا يكرهونه ومازالوا يكفرونه متهمين اياه بأبشع التهم ومازال اغلبية الشعب المصرى يحبه انه "جمال عبد الناصر" اعتقل الأبنودى فى عصره وخرج يمدحه اعتقل احمد فؤاد نجم وهجاه فى حياته وحينما مات رثاه مطبقا قول الشاعر "دعوت على عمرو فمات فسرنى فعاشرت اقوام بكيت على عمرو"
ما سر حب المصريون لناصر انها تجربةعميقه الأمر ليس مقصورا فقط على مجرد إنجازات فلو قلنا انجازات فهناك "محمد على" لا ينسى وان قلنا انه لم يخطأ نكذب على انفسنا فالرجل قد اخطأ وهذا طبيعة البشر والأمر ليس مقتصر على تيار معين ان كلمة الناصرية فى حد ذاتها مشتقة من اسمه وليس لها تيار وان كان اقرب التيارات اليها هو اليسار باعتبار ان العدالة الاجتماعية هى القاسم المشترك بينها وهذا ما يجعلنا نسال ما الذى يميزها
ان اهم ما يميز ناصر هوشيئين لا ثالث لهما فالرجل كان مثالا لنزاهة اليد لم يقترف من قوت الغلابة لم يسرقهم ظل كما هو فى بيته بالقسط كان لديه مدخرات قبل ان يصبح رئيسا واصبحت كما هى بعد ان اصبح رئيسا إنها معادلة صعبة ان تقف ضد كل اغراءات السلطة ومفاتنها لم يفكر فى المستقبل لاولاده لم يطمع ظل نزيها (تجربة قد تكون صعبة حتى على الرئيس مرسى ومن يتبعوه ويعارضون كل ناصرى فلا نعلم حتى الان ذمة رئيسنا المالية ولا كم ينفق على مؤسسة الرئاسة) حاولت كل انظمة العالم تشويهه بكافة الطرق لم تفلح اعترفت بنزاهته اللهم الا ماكتب فى كتاب "حوار خلف الاسوار" والذى عرف فيما بعد مدى كذبه تلك خصلة لم نراها فى احد من المعاصرين حتى الان
الامر الثانى هو صمود ناصر نعم صموده ارسلت له الولاياتالمتحدة اموالا كرشوة بنى بها برج القاهرة ضغطت عليه فى مشروع السد
امم القناة اعلنت الحرب ضده حاربها فرضت سيطرتها الاقتصادية استعان بالإتحاد السوفيتى انه حارب انتصر وانهزم الم يهزم نابليون وهو اسطورة فرنسا الم يهزم روميل وهو ثعلب الصحراء ظلت سيرتهم عطرة
قال لى دكتور عاصم الدسوقى اثناء حديث معه عبارة جميلة حيث قال "بضدها تتميز الاشياء" نعم هو الفيصل فبمن نقارن ناصر هل بالسادات الذى فى عصره ارتمينا فى حضن الغرب ووقعنا اتفاقية السلام التى وصمت بالعار فى شروطها وليس فى مبدأها ام نقارنه بغلاء الاسعار فى العصر الساداتى الذى انتج انتفاضة 77 اى بعد ثلاث سنوات فقط من تطبيق سياسة السادات ام نقارنه بمبارك وهو ظلم فادح ام نقارنه بالرئيس مرسى الذى يتبع سياسة راسمالية بحتة وما كلامه عن الفقراء الا من باب الخطب العنترية مشهد واحد يجعلك تشعر بتميزه وهو مشهد جنازته وليست فى الوفاة مجاملة الا ان تكون ممن يتهمون الشعب المصرى بحب الجلاد !
لا ابرأ ناصر ولا الومه فالرجل نفسه اعترف انه اخطأ فى خطابه للعمال عام 1959 والرجل نفسه جدد مشروعه من خلال التأميم والرجل حكم مصر وعمره 34 عاما اى انه كان يجتهد ليس اكثر وما اعظم اجتهاده الذى انصب فى جيوب الفقراء هذا هو الفرق بين ناصر وغيره انه وصل لقلوب المصريين ومن يصل لن يحركه احد ومن جائوا بعده لم يصلوا الى الان خاصة أن ناصر لم يجئ بايدلوجية معينة ولكنه صنع ايدلوجيته بنفسه اما عن كلمة كونه عسكر فعلينا اذان ان نلعن ديجول ونلعن كل عسكرى فى الفترة الماضية استطاع ان ينهض بالبلاد.