أيام قليلة تفصلنا عن تأسيس الدستور، وبعدها يبدأ ماراثون الانتخابات البرلمانية من جديد والتى تعتبر أول انتخابات صحيحة بعد مجلس الشعب المنحل .
شاهدنا فى الإنتخابات السابقة الكثير من التحالفات ، كتحالف حزب الحرية والعدالة ، إضافة إلى تحالف حزب النور السلفى وقائمة الكتلة المصرية وقائمة الثورة مستمرة وما إلى ذلك من تحالفات وتيارات كثيرة . فى الإنتخابات البرلمانية القادمة سيكون الصراع على أشده بعد تولى الإسلاميين منصب رئاسة الجمهورية وعقب أداء جعل البعض يغير رأيه كثيراً وعقب أحزاب جديدة دخلت فى المنافسة مما يجعل الأمر ما بين هذا وذاك . تناثرت التصريحات بشأن تلك التحالفات وصل بعضها إلى حد الإجراءات الفعلية والبعض الأخر وقف محلك سر ولم يأتى بشأنه أحد . وكانت أولى التحالفات التى تناثرت أخبارها هى تحالف الإخوان مع السلفيين الممثل فى حزب النور السلفى ، وقد أعلن المتحدث الرسمى بإسم الحزب "نادر بكار" إنه يمكن التحالف مع الإخوان ولكن ما لبث أن أعلنت قيادات فى حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين ،أنهم سيخوضوا الإنتخابات بدون أى تحالفات وهو ما يعنى إستبعاد تحالف الإخوان مع حزب النور . يأتى هذا فى الوقت الذى يعانى فيه حزب النور وهو الحصان الأسود فى الإنتخابات البرلمانية الماضية والذى فاز بعدد من المقاعد فى أول انتخابات برلمانية له حتى كان منه الوكيل والقيادات يعانى هو الأخر من تمزق داخلى بعد الأزمة التى حدثت بين رئيس الحزب الدكتور عماد عبد الغفور، وأعضاء من الهيئة العليا برئاسة مخيون ، وهو الأمر الذى يجعل من الصعب أن يحظى الحزب بنفس العدد بعد تلك الأزمة التى حدث كما أن الحزب سيخوض انتخاباته الداخلية وهو الأمر الذى يجعل هناك أمل ضعيف فى تحقيق نجاح . لم يختلف حزب الوسط كثيراً الذى خاض الإنتخابات البرلمانية السابقة مستقلاً ومن المتوقع كما صرح بذلك قيادته ان يستمر الحزب فى موقفه وأن يخوض الانتخابات المستقلة . أما فيما يتعلق بحزب الأمة المصرية بقياد "حازم صلاح أبو إسماعيل" فقد أعلن انه سيخوض الحزب مستقلاً كما أعلن عن ذلك أيضا حزب "مصر القوية" بقيادة الدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح" . أما حزب البناء والتنمية الممثل عن الجماعة الإسلامية فقد أعلن هو الأخر عن خوض الإنتخابات مستقلاً بعيداً عن التحالفات الأخرى . أما على الجانب الأخر فهناك التيار الشعبى الذى أسسه المرشح السابق "حمدين صباحى" وسيخوض الإنتخابات رافعاً شعار الدولة المدنية وقد حظى التيار بأعداد كبيرة من المؤيدين ممن كانوا فى حملة حمدين صباحى الانتخابية إضافة إلى بعد الكيانات الأخرى وهو الأمر الذى سيشعل الصراع فى الإنتخابات القادمة . أما فيما يتعلق بالجبهة المدنية فكانت هى الأخرى على صفيح ساحن على الرغم من تفككها إلى أكثر من جهة . كانت أولى تلك الجهة هى "حزب المؤتمر" الذى يريد أن يؤسسه "عمرو موسى" وهو يضم عشرون حزباً من الأحزب ولكنه يواجة مشاكل كبيرة وفيما يتعلق بذلك . فقد قال "ممدوح قناوى" رئيس حزب الدستور الحر ، الذى أعلن رفضه للإندماج كما أن هناك حزب المصريين الأحرار الذى اشترط أن يكون التحالف سياسى فقط فيما ينتظر حزب المواطن المصرى انعقاد الجمعية العمومية لتقرير مصيره .
و عن " الأحزاب الناصرية وحزب الدستور واليسار المصرى "
كان حزب الدستور من أكثر الأحزاب التى أثارت ضجة منذ تأسيسه نظراً لأن رئيسه هو الدكتور "محمد البرادعى" وإنضم إليه العديد من القوى السياسية ك"جورج إسحاق" وغيره من الشخصيات السياسية البارزة ، فى العمل السياسى ، وقد دارت حول هذا الحزب الكثير من التكهنات فى إمكانية تحالفه إلى أن أعلنه الكاتب الصحفى "وائل قنديل" أحد قيادات الحزب فى تصريح خاص ل"بوابة الفجر" ، أن حزب الدستور ، لن يندمج مع أى فرد وأنه يقبل الدمج وليس الإندماج . أما فيما يتعلق بالأحزاب الناصرية فقد أعلن الحزب العربى الناصرى ، عن خوضه لمناقشات من أجل تحالف ناصرى فى الإنتحابات البرلمانية القادمة . وقد أعلن "أحمد حسن" أمين عام الحزب أن الحزب بالفعل دخل فى مناقشات من هذا القبيل مع عشرة أحزاب كان على رأسها حزب الكرامة وحزب الوفاق ولكن إلى الأن الأمر مجرد مناقشات . واما فيما يتعلق بالتحالف مع التيار الشعبى فقد أكد حسن أن التيار الشعبى رفض تحالف من هذا النوع . على الجانب الأخر فقد أعلنت الأحزاب اليسارية هى الأخرى تحالفها الذى سمى "التحالف الديمقراطى الثورى" وقد أعلن ، "عبد الغفار شكر" وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى أحد أحزاب هذا التحالف أن هذا التحالف سيخوض الإنتخابات البرلمانية القادمة وهو يضم عشرة أحزاب منها الحزب الشيوعى المصرى إضافة إلى حزب العمال والفلاحين . على الجانب الأخر يستعد أنصار المرشح السابق أحمد شفيق إلى الإنتخابات البرلمانية على الرغم مما يشوب رئيس الحزب من اتهامات لكنه أعلن أنه سيخوض الإنتخابات تحت مسمى حزبه الجديد "الحركة المصرية" ومن المتوقع أن يكون يحصل هذا الحزب على أعداد نظراً لكثرة أنصار "الفريق شفيق" . لم يقف أيضا فلول الحزب الوطنى المنحل محلك سر بل أنهم ايضا يجهزون للإنتخابات البرلمانية القادمة جاء هذا من خلال الاجتماع الذى عقد بالشرقية بقيادة 70 عضو من أعضاء مجلس الشعب عن الحزب الوطنى فى الشرقية تحت إسم "نواب الشعب" رافعين شعار الدولة المدنية وإستقلال القضاء وكان التحالف يضم النواب السابقين ك "عبد الرحيم الغول وهشام مصطفى خليل وعاطف النمكى وحيدر بغدادى واللواء حازم حمادى" . أما القوى الأخرى فهى لم تعلن إلى الأن انتمائتها أو توجهاتها فهل ستسير الانتخابات على نهج هذا التحالف أم أن فى خلال تلك المدة الصغيرة سيكون للأحزاب رأى أخر .