أسعار البنزين الجديدة تتصدر التريند.. وترقب بمحطات البنزين    الحفني: تعزيز السلامة الجوية أولوية تستهدف التشغيل الآمن وفق متطلبات الإيكاو    «مش صديقي.. وبقول اللي حسيته».. رد مثير من كريم نيدفيد بشأن هجومه على رمضان صبحي    القبض على المتهمين بارتداء ملابس فاضحة وارتكاب أفعال خادشة للحياء    «سينما من أجل الإنسانية» تتجسد في انطلاق الدورة 8 من مهرجان الجونة    وزير الثقافة يفتتح فعاليات الدورة ال33 لمهرجان الموسيقى العربية    نتنياهو يبحث مع ترامب تطورات ملف جثامين الأسرى الإسرائيليين بغزة    رويترز: الجيش الأمريكي ينفذ ضربة جديدة في منطقة الكاريبي ضد سفينة يشتبه بأنها تحمل مخدرات    بعد إعلان حماس .. نتنياهو: إسرائيل ستعرف كيف تتصرف    أسماء المرشحين على مقاعد الفردي بدوائر محافظة الجيزة لانتخابات مجلس النواب 2025    محافظ أسوان يقرر تعديل تعريفة الأجرة للمواصلات الداخلية والخارجية    مساعد الرئيس الروسي: بوتين يؤيد فكرة ترامب بعقد قمة روسية أمريكية فى بودابست    اتهام مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق ب 18 تهمة بينها الاحتفاظ بوثائق بشكل غير قانوني    سعر الدولار اليوم الجمعة 17102025 بمحافظة الشرقية    فاروق جعفر يتغزل في نجم الزمالك.. ويؤكد: «قدراته الفنية كبيرة»    ستاد المحور: الكوكي يدرس الدفع ب صلاح محسن في التشكيل الأساسي أمام الاتحاد الليبي وموقف الشامي    سعر اليورو أمام الجنيه المصري في تعاملات الجمعة 17 أكتوبر 2025    طقس حار نهارًا وشبورة صباحية خفيفة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس الجمعة 17 أكتوبر 2025    سعر الأسمنت اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 فى الشرقية    «زي النهارده».. وفاة شيخ الأزهر الدكتور عبدالحليم محمود 17 أكتوبر 1978    «زي النهارده».. وفاة الفنان والملحن منير مراد 17 أكتوبر 1981    أطعمة طبيعية تساعد على خفض الكوليسترول في 3 أشهر    حيلة لتنظيف الفوط والحفاظ على رائحتها دائمًا منعشة    لو عايز تركز أكتر.. 5 أطعمة هتساعدك بدل القهوة    حبس متهم بقتل شقيقه فى قنا    أوقاف الفيوم تعقد فعاليات البرنامج التثقيفي للطفل لغرس القيم الإيمانية والوطنية.. صور    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الغاز خلال اقتحام بلدة بيت ريما قضاء رام الله    إبراهيم محمد حكما لمباراة الإسماعيلى والحرس ومحجوب للجونة والبنك    الصحف المصرية: إسرائيل تماطل فى فتح معبر رفح    حمزة نمرة ل معكم: وفاة والدتى وأنا طفل أورثتنى القلق وجعلتنى أعبّر بالفن بدل الكلام    هشام عنانى: حزب المستقلين الجدد يخوض انتخابات النواب على مقاعد فردية    جوتيريش يدعو للعودة إلى النظام الدستورى وسيادة القانون فى مدغشقر    روسيا توسع أسواق نفطها وتستهدف إنتاج 510 ملايين طن    أسماء المترشحين بنظام الفردي عن دوائر بمحافظة الغربية لانتخابات النواب    رفضت إصلاح التلفيات وقبول العوض.. القصة الكاملة لحادث تصادم سيارة هالة صدقي    نجم الأهلي السابق يطلب من الجماهير دعم بيراميدز في السوبر الإفريقي    يونس المنقاري: بيراميدز فريق جيد.. سعيد ب أداء الشيبي والكرتي.. ومواجهة السوبر الإفريقي صعبة    الحفني يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين سلطة الطيران المدني وإدارة الحوادث    أسعار الخضار والفاكهة في أسواق أسوان اليوم الجمعة    بحضور رئيس مجلس الوزراء.. وزير الشؤون النيابية يشهد ختام أسبوع القاهرة الثامن للمياه    ترامب يهدد بتحرك أمريكي ضد حماس حال خرق اتفاق غزة    4 أبراج «مبيخافوش من المواجهة».. صرحاء يفضلون التعامل مع المشكلات ويقدّرون الشفافية    تركي آل الشيخ: «بدأنا الحلم في 2016.. واليوم نحصد ثمار رؤية 2030»    فضل يوم الجمعة وأعماله المستحبة للمسلمين وعظمة هذا اليوم    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ووقتها المستحب    أدعية يوم الجمعة المستحبة للمتوفى والمهموم والأبناء    الداخلية تكشف ملابسات واقعة فيديو «التوك توك» بملابس خادشة للحياء    السيطرة على حريق سيارة ملاكي بميدان الرماية في الهرم    السيطرة على حريق داخل مخزن لقطع غيار السيارات بميت حلفا    تفاصيل لا يعرفها كثيرون.. علاقة فرشاة الأسنان بنزلات البرد    مصطفى شلبي يتنازل عن 50%؜ من مستحقاته لنادي الزمالك    استبعاد هيثم الحريري من انتخابات البرلمان بالإسكندرية وتحرك عاجل من المرشح    قائد منتخب قطر يتبرع ببناء مدرسة وقاعة رياضية بغزة    الرعاية الصحية: المواطن يدفع 480 جنيه ونتحمل تكلفة عملياته حتى لو مليون جنيه    هل يجوز المزاح بلفظ «أنت طالق» مع الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    بالأسماء والأسباب .. تعرف علي قائمة المستبعدين من خوض انتخابات النواب بالقليوبية    هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟.. أمين الفتوى يوضح    جامعة قناة السويس تطلق فعاليات«منحة أدوات النجاح»لتأهيل طلابها وتنمية مهاراتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النص الكامل لمرافعة النيابة العامة فى مذبحة بورسعيد
نشر في الفجر يوم 26 - 08 - 2012

استأنفت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد وعضوية المستشارين طارق جاد المولى ومحمد عبد الكريم بحضور المستشار محمود الحفناوى المحامي العام بالمكتب الفنى للنائب العام بامانة سر أحمد عبد الهادى .. جلسات محاكمة المتهمين في أحداث مذبحة بورسعيد والمتهم فيها 74 متهماً من بينهم ضباط وقيادات من الشرطة .. بقتل 73 مشجعاً وإصابه مئات أخرين من ألتراس النادي الأهلي وذلك خلال مباراة الدوري بين فريقي النادي المصري والنادي الأهلي بإستاد بورسعيد في 1 فبراير 2012 ..

بدأت الجلسة في تمام الساعة العاشرة صباحاً حيث أثبت أمين السر حضور جميع المتهمين بمحضر الجلسة .. ثم إستمعت المحكمة الي مرافعة النيابة العامة التي تلاها المستشار محمود الحفناوى المحامي العام الأول بالمكتب الفني للنائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود .. وطالب فيها بتوقيع اقصى عقوبة على المتهمين وطالب من هيئة المحكمة بان تضرب بيد من حديد علي أولئك الذين يعثون في الأرض فساداً لردع كل من تسول له نفسه ان يستهتر بأمن وأمان جماعة أرادت العيش في سلام وأراد هو خلاف ذلك .. وان تقتص لدماء الشهداء لعل حكمها يكون عوضا لذويهم على فراق فلذات ابناءهم ..


وبدأ مرافعته بقولته تعالى " وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " ومقدمة جاء فيها " لقد جئت إليكم اليوم أحمل أمانة وعبئ تنوء عن حملة الجبال الرواس أُظهر فيها حقا ترضونه وباطلا تأبونه وظلم النفس للنفس فهي صرخة من المجني عليهم أن أغيثونا وأُظهر فيها أنفس زين لها الشيطان جريمتها

وقال ان القضية تعددت فيها الاطراف ,الطرف الأول هم المجني عليهم من رابطة ألتراس أهلاوي .. أما باقي أطراف القضية فهم فريقان من المتهمين الفريق الأول قام بارتكاب جريمته بيده التى تلطخت بدماء الشهداء أما الفريق الثاني فقام بمساعدتهم على ارتكابها ..

فبالنسبة للفريق الأول فكانوا منضمين إلى التراس النادي المصري البورسعيدي ودأبوا على التجاوز فى تشجيعهم أمام لاعبي ومشجعي الأندية الأخرى بالهتافات والشعارات واللافتات المسيئة لهم والتعدي والإيذاء وفى هذه الواقعة استخدموا أبشع أنواع الإيذاء واتخذوا من تلك الروابط ستارا لتنفيذ غرضهم الدنيء فى الانتشاء بإراقة الدماء والتلويح بالقوة وإزهاق الأرواح وكأنهم فى معركة حربية مع ألد الأعداء فى حين أنهم مشتركون معهم فى العرق والأصل واللغة وفى ضيافتهم بمحافظة بورسعيد لكنهم ضربوا بذلك عرض الحائط و قاموا بقتل أكثر من سبعين منهم وإصابة المئات وسرقتهم وترويعهم ولم يتذكروا تاريخ أجدادهم البطولي فى الدفاع عن البلاد والشعب الباسل الأبي الذي ينتمون إليه والذي قدمهم بيده إلى هذه المحاكمة متبرئا من جريمتهم التى اهتز لها عرش الرحمن وينتظر الحكم فيها مثلما ننتظر جميعا ليعلن للكافة إن هؤلاء المتهمين لا يمثلوا ذلك الشعب فنحن لا نحاكم شعب بورسعيد كما زعم البعض وإنما نحن وشعب بورسعيد نحاكم الطغاة اللذين استحلوا دماء الأبرياء مزهقين أرواحهم .

أما الفريق الثاني فمن بينهم بعض قادة وضباط وزارة الداخلية اللذين كانوا من خدام العدالة وحماتها وكانوا ممن يهرع إليهم الخائف لنجدته والمظلوم لنصرته وكانوا ممن ائتمنوا على أرواحنا وأموالنا وأعراضنا إلا أنهم بفعلتهم الشنعاء قد انقلبوا على هذه الرسالة العليا فبدلا من أن يقوموا بواجبهم فى حفظ الأمن والأمان فى البلاد اشتركوا مع المتهمين فى تنفيذ مخططهم الإجرامي بمساعدتهم على ارتكابها دون عائق وعلي أكمل وجه وبدلا من حمايتهم للمجني عليهم وتوفير الأمن والأمان لهم احتجزوهم لتركهم بين براثن المتهمين للقضاء عليهم و ذلك للانتقام منهم لسبق تعديهم عليهم وسب قادتهم فى مباراة سابقة

وقبل بداية هذه المباراة تمت الموافقة على إقامة المباراة رغم الظروف التى أحاطتها والمعلومات التى تؤكد على ارتكاب تلك المجزرة ،مستترين وراء مسلسل الانفلات الأمني الهابط ,تاركين بذلك رسالة للكافة بأن هذا هو مصير من تسول له نفسه أن يتعدي على ضباط الشرطة فى حين أن غيرهم من رجال الشرطة يؤدون وظيفتهم على أكمل وجه دون أحقاد أو ضغائن و يقدمون أرواحهم فداءا لوطنهم كما قدم 37 منهم حياته فداءا لمصر فى الستة أشهر الأخيرة ومئات المصابين من خيرة أبناء الوطن ..

وبدا فى سرد وقائع القضية مؤكدا ان جريمتنا هذه يتابعها العالم بأسره لما كشفت عنه من بشاعة المتهمين وفداحة جرمهم فبالأمس القريب حصلنا على صفر المونديال وكم كان ذلك قاسياً علي قلوبنا جميعاً وها نحن الأن نجني الصفر الثاني وكأنه كتب علينا ألا نجني إلا أصفاراً.

فهذه الجريمه مثال للحقد والعنف والكراهية وانهارت معها كافه القيم الأخلاقية التي هي عماد المنافسات الرياضية لأنه في الأول من شهر فبراير عام 2012 أبي الشيطان أن يكون الأمن والأمان هما السائدان فيه فجند المتهمون ليجعلوا الفزع والهلع هما المخيمان عليه .

فبداية المأساة حينما تحدد موعد إقامة مباراة كرم القدم بين فريقي النادي المصري والنادي الأهلي فى الدوري العام والذي قام على أثره مشجعي الفريقين من الالتراس بالتراشق بالألفاظ والعبارات النابية عبر موقع الفيس بوك ,وقام مشجعو اللتراس المصري بتهديدهم بالقتل انتقاماً منهم لوجود خلافات سابقة فيما بينهما وللقضاء على ظاهرة التراس أهلاوي ووافق مدير أمن بورسعيد والقيادات الأمنية من المتهمين على إقامتها على الرغم من علمهم اليقيني بالخطورة الداهمة التى تسيطر على أجواء هذه المباراة ..

فتجمع حزب الشيطان من قادة تلك الروابط واتفقوا على قتلهم للمجني عليهم وسرقة ملابسهم ومتعلقاتهم والأدوات التى يستخدمونها فى التشجيع مهما كانت النتائج وأعدوا عدتهم بحشد أعداد غفيرة منهم والاتفاق معهم على ذلك المخطط مستعينين بالمسجلين الخطرين وفى يوم المباراة توجه المجني عليهم إلى محافظة بورسعيد ولم يخطر ببالهم أن تلك المباراة سوف تكون أخر مباراة يحضرونها و أن استاد بورسعيد سوف يشهد مثواهم الأخير و أن الأنشودة التي تغنت بها روابط الالتراس البورسعيدي على مواقع التواصل الاجتماعي سوف تتحقق فلقد بدءوا رحلتهم من القاهرة إلى بورسعيد بالهتاف مستبشرين بالنصر لفريقهم ثم ذاقوا الأمرين بدءا من رشقهم بالطوب والحجارة على طول طريقهم ثم إنزالهم قبل محطة بورسعيد بأربعين كيلو مترا وذلك حتى دخلوا الى المدرج الشرقي المخصص لهم و من ناحية اخرى قام باقي المتهمين عدا الأخير بالسماح للمجرمين بالدخول إلى الإستاد دون تفتيش وفي سابقة هي الأولى من نوعها في مباريات الناديين ادخال المتهمين بالمدرج الملاصق لمدرج المجني عليهم حتى يسهل الوصول إليهم بعد نهاية المباراة بل وفتح بوابات دخول جماهير النادي المصري بالإستاد على مصراعيها لتزداد أعدادهم بغض النظر عن سعتها الرسمية التى لا تسمح بذلك العدد الكبير وما أن بدأ المجني عليهم فى التشجيع حتى قام المتهمون من مشجعي التراس المصري بإثارتهم واستفزازهم بعبارات وألفاظ وهتافات عدائية تهديداً ووعيداً لهم معلنين رغبتهم فى قتلهم انتقاماً منهم وبين شوطي المباراة قام المتهمون بإطلاق المزيد من الألعاب النارية ولم يتخذ الامن معهم أية إجراءات بل وصل الأمر إلى النزول بأعداد كبيرة إلى مضمار الملعب حاملين فى أيديهم أسلحة بيضاء والعاب نارية متجهين بها إلى المجني عليهم لإيذائهم ولم يكن هناك أي إجراء أو حتى تدبير من الشرطة لمنع ذلك وبدأ الشوط الثاني وأثناءه ظلوا منتظرين بمدرجاتهم مترقبين نهاية المباراة أيا كانت نتيجتها لتنفيذ مأربهم الحقير وارتدى البعض منهم الزى المميز لرابطتهم و المكتوب علية عبارة "عقليه حربيه" الشعار المميز لرابطتهم و التى انضموا إليها من أجل الحرب والعدوان و اتخذوا دستورا لها هو إزهاق الأرواح أما الشعار الثاني الذي يظنون أنه من سماتهم فهو أنهم من أحفاد 56 فمن العار عليهم أن يظنوا ذلك لأن أجدادهم البواسل قد استخدموا العقلية الحربية في أمن مصر و سلامة أراضيها و ليس فى إزهاق الأرواح و سلب الأموال وما أن أطلق الحكم صافرة النهاية حتى اندفعوا جميعا إلى ارض الملعب عبر البوابات الفاصلة محطمين إياها متجهين إلى مدرجات المجني عليهم وبحوزتهم الأسلحة للفتك بهم وكأنهم ذئاب بشريه يسيل لعابها تعطشا لافتراس ضحيتها ثم صعدوا إلى مدرجاتهم بعد أن أفسح لهم المتهمون من رجال الشرطة الطريق حتى تصبح الضحايا لقمة سائغة لهم وما أن أصبحوا في متناول أيديهم حتى قاموا بضربهم وطعنهم فأحدثوا إصابة المئات منهم أما الباقون فحاولوا الفرار للنجاة بأرواحهم فمنهم من هرع إلى اعلي المدرجات فى سبيل الوصول إلى أي مخرج للنجاة إلا أن المتهمين كانوا يتعقبونهم ويقومون بحملهم وإلقائهم إلى أسفل بلا رحمة ومن ارتفاع كبير فقد قست قلوبهم وقتلوهم بدم بارد وسرقوا أموالهم بكل خسة ولم يرحموا ضعفهم وصغر سنهم ومن المجني عليهم أيضا من هرع إلى الممر المؤدي إلى بوابة الخروج ولم يكن في مخيلته أنها مغلقة بإحكام وبفعل فاعل فتلحقهم المتهمون مطاردين لعلمهم بغلق الأبواب ولعلمهم بوجود فريق آخر منهم يحاصرهم من الجهة المقابلة لها مسلحين بالأسلحة والأدوات الكافية لقتل المجني عليهم وبذلك لا يكون أمامهم أي سبيل للنجاة فلقد قاموا بمحاصرتهم من خارج وداخل البوابة حال تواجدهم فى مساحة صغيرة لا تتناسب مع أعدادهم وقاموا بضربهم من الداخل والخارج ولم يكتفوا بذلك بل أمطروهم بوابل من الشماريخ الملتهبة والحارقة بطريقة منظمة ومتوالية حتى يختنقوا من أدخنتها مستغلين تدافعهم وكثرة عددهم فى تلك المساحة فكان الجحيم بعينه وليتأكدوا من تنفيذ مأربهم أطبقوا عليهم داخل الممر بالأسلحة والأدوات التى كانت بحوزتهم فأزهقوا أرواح أكثر من سبعين شهيداً وأصابوا المئات من المجني عليهم والتى تفوق اعداد القتلى فى بعض المعارك الحربية فما كان من المجني عليهم إلا أن توسلوا لرجال الشرطة المتواجدين خارج البوابة لفتحها إلا أنهم امتنعوا عمدا عن نجدتهم مع قدرتهم على ذلك مما نتج عنه ازدياد التدافع لكثرة الإعداد المتواجدة بالممر ذلك المشهد الذى حمل شابا فى مقتبل عمرة هو الشهيد يوسف حمادة على الاندفاع نحوهم بكل طاقته غير عابئ بالخطورة الداهمة التى تحيط به وكأنه يستشرف قول الشاعر " إذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جباناً " ولسان حاله يقول لرفاقه حياتي ليست اغلي من حياتكم ولسوف أضحى بنفسي فداءا لنجدتكم فلقد ظن البطل بسمو خلقه هذا أن بمكنته إنقاذ المجني عليهم من ذلك الجحيم بتحطيمه البوابة الحديدية بكلتا يديه فحاول تحطيمها بالفعل بكل ما أوتى من قوه إلي أن بزغ قبس من رحمة الله فإذ بالبوابة الحديدية تغادر الحائط من قراره وتسقط عليه ومن فوقها رفاقه ليكتب الله لهم النجاه من الموت المحقق ويكافئه الشهادة ..

وردد قائلا بصوت قويا وحزين هز ارجاء القاعة : " رحمك الله يا يوسف و رحم رفاقك من الشهداء وأسكنكم فسيح جناته ووهب لكم جنة الخلد واعلي درجات الشهداء والقديسين " ..

ولم يكتف المتهمون بذلك بل قاموا بإتلاف وتخريب أي شيء يرونه إما لاستخدامه في التعدي وإمعانا فى الأذى قاموا بسرقة المجني عليهم بالإكراه واستولوا على ملابسهم ومتعلقاتهم وأموالهم ثم أعلنوا عن انتصارهم فى تلك المعركة متباهين بإزهاق الأرواح وسلب الأموال وعقب ذلك انسحبوا جميعا من المدرج وبطريقة منظمة حتى يفروا بفعلتهم من وجه العدالة

وإستكمل قائلاً ولم يكتفوا بذلك بل قام المتهم محمد محمد محمد سعد بإغلاق باب الخروج من ذلك المدرج قبل نهاية المباراة وهو باب الرحمة الوحيد أمام المجني عليهم من ذلك الطوفان الجامح بعد أن قام مدير الأمن بإصدار قرار قبل المباراة بإغلاق باقي الأبواب الخاصة بالخروج من المدرج الشرقي حتى لا يستطيع المجني عليهم النجاة بأرواحهم كما قام الباقون منهم بتعمد ترك محل خدمتهم بالمدرج لأسباب واهية تسهيلا للكارثة القادمة مما مكن المتهمون من محاصرتهم من كل جانب وارتكاب جريمتهم ..

كما أعلن المتهم الأخير انتصاره هو الأخر فى تلك المعركة بتمكينه للمتهمين من ارتكاب جريمتهم بتعمده قطع التيار الكهربائي عن الإستاد فى ذروة الأحداث مخالفا بذلك تعليمات رئيسه فى العمل ليمكن المتهمين من الإجهاز على المجني عليهم حال حملهم لعصي مضيئة والتي يستطيعون من خلالها رؤية المجني عليهم وتمييزهم للقضاء عليهم ..

واشار الى ان هذه الوقائع تنم عن الخطورة الإجرامية التى تأصلت فى نفوس المتهمين الذين قتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق فلقد تسلحوا بالغدر وجعلوا من الحقد والكراهية دستورا لحياتهم مستخدمين الأسلحة الفتاكة والمفرقعات لتنفيذ غرضهم الدنيء فى الانتشاء بإراقة الدماء

اما بالنسبة للجانب القانونى فى تلك الجريمة فهى تشكل فى ثناياها جرائم عدة اكتملت اركانها المادية والمعنوية ومن ادلة قولية من اقوال الشهود وادلة فنيه من تقرير الصفة التشريحية للمجنى عليهم وهى جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد المقترن و الشروع فيه و السرقة المشددة و الشروع فيها و تخريب الأملاك العامة في زمن هياج و فتنه بقصد إحداث الرعب بين الناس و تخريب أموال منقولة مملوكه لآخرين وجعل حياه الناس وصحتهم و أمنهم فى خطر و إحراز مواد فى حكم المفرقعة وارتباط جناية القتل بجنحه البلطجة كما أنها تشكل جريمة الاشتراك بالمساعدة فى الجرائم سالفة الذكر وجريمة إحراز أسلحه بيضاء وأدوات مما تستعمل فى الاعتداء على الأشخاص بدون ترخيص ..

وقد اكدت التحقيقات أن المتهمين جميعا ارتكبوا تلك الجرائم والدليل على ذلك إن المتهمين من الأول وحتى رقم( 61) ما جاء بأقوال شهود الواقعة أمام المحكمة وبالتحقيقات من مشاهدتهم جميعا للمتهمين حال إحرازهم لأسلحة بيضاء مختلفة الأنواع وعصي ومواد مفرقعة وإشهارها فى وجه المجني عليهم مهددينهم بها رافعين لافتة مكتوب عليها باللغة الانجليزية "موتكم هنا "

وقد قامت المحكمة بمناظرة البعض منهم و تأكدتم من صدق أقوالهم كما شهدوا بقيام المتهمين بتعقبهم حال فرارهم إلى اعلي المدرج وإلقاء البعض منهم من اعلي السور ومن ارتفاع جاوز 11 مترا وذلك على نحو ما جاء بشهادة المجني عليه محمد حامد مصطفى الذى شهد أمام عدالتكم بقيام المتهمين بالقاءة من أعلى سور الإستاد مما نتج عنه إصابته بكسر في العمود الفقري وهذا خير دليل على وجود وقائع إلقاء من اعلي أسوار الإستاد وقد تعرف الشاهد على العديد من المتهمين وهم يعتدون على غيره من المجني عليهم ..

فلقد شوهد المتهمون جميعا على مسرح الجريمة كما شوهدوا وهم يطعنون الأبرياء ويضربونهم بكل قسوة وجبروت كما شوهدوا وهم يلقون الشماريخ بالممر حتى يختنق المجني عليهم من أدخنتها لدرجة أنهم أطلقوا على ذلك الممر اسم " ممر الموت "

واشار الى ان النيابة العامة لم تتصيد الاتهامات للمتهمين والدليل على ذلك أن هناك من لم يتعرف على أي من المتهمين أثناء عرض الصور والاسطوانات عليهم وأن كل منهم أدلى بشهادته بصدق وأمانة ، كما ان من تعرف عليهم قد حدد ادوار كل متهم منهم وعدد اقوال الشهود ..

ومن بين المتهمين الذين تعرف عليهم الشهود المتهم محمد مجدي البدري الشهير بشيكولاته فلقد شهد المجني عليه 38 بتعديه عليه بالضرب بشومه والاستيلاء علي حافظة نقوده وهاتفه الجوال بينما شاهده الشاهد 57 وهو يعتدى علي المجني عليهم بالمدرج الشرقي بابشع انواع التعدي من ضرب وركل وايذاء ولم يكتف بذلك بل اراد ايزاء بعض لاعبي النادي الأهلي ومن بينهم اللاعب احمد فتحي الذي قام الشاهد 55 بالحيلولة دون ذلك ودفعه بعيدا عنه حتي سقط ارضا ..

وهذا كله يدل دلالة قاطعة علي ارتكاب المتهمين لتلك الواقعة لرؤيتهم جميعا علي مسرح الأحداث فمنهم من شد من ازر الباقين ومنهم من ضرب والقي وقتل وسرق فالجميع تواجد علي مسرح الأحداث علي نحو ما جاء باقوال شاهدي الاثبات الثاني والستون والثالث والستون وهما مجريا التحريات في تلك الواقعة اللذين اكدوا ان جميع المتهمين شاركوا في الواقعة عن عمد مع سبق الاصرار والترصد بعد اتفاقهم فيما بينهم علي ذلك هذا بالنسبة إلى جميع الشهود ..

واشار انه بالنسبة للشاهد الثاني بقائمة أدلة الثبوت الذي عدل عن أقواله أمام عدالتكم فالنيابة العامة تتفهم اسباب ذلك العدول وهو خشية البطش به وبذويه والدليل على ذلك انه بعد يومين من إدلائه بأقواله بالتحقيقات توجه من تلقاء نفسه إلى إدارة البحث الجنائى بمديرية امن بورسعيد وحرر محضرا بتاريخ 7/2/2012 أثبت به تلقيه تهديدا و وعيدا من أحد الاشخاص لادلائة بتلك الشهادة وطلب حمايته واتخاذ اللازم وكان قد ثبت فى اقواله مشاهدته لوقائع الموت بطريقة واضحة ومفصلة وتعرفه على أعداد كبيرة من المتهمين أثناء إلقاءهم للمجني عليهم من المدرج إلى خارج الإستاد وضربهم بالآلات والأدوات التى كانت بحوزتهم وقتلهم للمجني عليهم وذلك لكونه من أبناء بورسعيد وعلى علم تام بهم وبشخصهم كما انه قدم بالتحقيقات اسطوانة مدمجة للأحداث ثبت من مطالعتها أحداث الضرب والإيذاء كما انه هو الذي مثل أمام النيابة العامه عدة مرات لسؤاله بالتحقيقات بعد تقديم طلب أثبت به تفصيلات الواقعه كما أنه توجه بإرادته رفق النيابه العامه لإجراء المعاينه لاستاد بورسعيد ووصف كيفية إرتكاب المتهمين لجريمتهم و أماكن ارتكابها فكل ذلك يؤكد لنا انه أدلي بأقواله بإرادة حرة وبصدق لذلك فأتمسك بشهادته بالتحقيقات وما جاء بها كدليل إدانة قبل المتهمين والمحكمة لها مطلق الحرية فى الأخذ بأقواله والتعويل عليها فى حكمها حتى وان كانت فى محضر جمع الاستدلالات ..

كما أن المحكمة في هذه القاعة قد شاهدت الاسطوانات المدمجة الثابت بها تصوير أحداث المباراة والتى تركت اثرا بالغا فى نفوسنا جميعا والتى ثبت بها انسحاب قوات الأمن من أمام بوابات المدرج الشرقي مكان تواجد جماهير التراس النادي الأهلي وتركها مفتوحة أثناء الهجوم عليهم فضلا عن وقوف المتهمين من رجال الشرطة موقف المتفرج كما شوهد العديد من المتهمين حال ارتكابهم أفعال التعدي واحتفالهم بارتكاب جريمتهم ..

كما توافر الركن المادي للجريمة بما جاء بالتقارير الطبية الخاصة بالمصابين والتي ثبت منها حدوث إصابتهم وفق التصوير الوارد بأقوالهم وبأقوال الشهود من جروح قطعية ورضية وكسور وكدمات وبمختلف الإصابات وقد تأيد ذلك أيضا بما جاء بتقرير الصفة التشريحية وبتقارير مصلحة الطب الشرعي الأخرى وبأقوال نائب كبير الأطباء الشرعيين من أن وفاة المجني عليهم كانت بالاختناق نتيجة اسفكسيا وقد تأيد ذلك أيضا بما جاء بأقوال كلا من العقيد محمد خالد محمد نمنم والعميد احمد محمود بدير حجازى مجرى التحريات بان المتهمين من الاول وحتى 62 هم مرتكبوا الواقعة وقد تأيد ذلك بما جاء بإقرارات المتهمين على أنفسهم وعلى بعضهم البعض بارتكاب الجريمة وتحديد دور كل متهم منهم وعلى نحو ما جاء بقائمة أدلة الثبوت بأنهم من الروابط المشجعة للنادي المصري وان غرضهم من الانضمام إلى تلك الروابط هو إرهاب جمهور الفريق المنافس وبث الرعب والخوف فى نفوسهم واستخدام الألعاب النارية والهتافات والألفاظ المسيئة وسرقة الزى المميز لهم وأدوات التشجيع الخاصة بهم وانه تم عقد اجتماع قبل المباراة وتم الاتفاق فيه على التعدي على التراس الأهلي والحصول على ملابسهم ومتعلقاتهم الخاصة والتي تميز رابطتهم التى ينتمون إليها حتى وان ترتب عن ذلك القتل وإزهاق الأرواح مهما كانت نتيجة المبارة ..

وقد اعترف عدد من المتهمون بذلك وهم المتهم احمد محمد حسين وشهرته " الكحكي " والمتهم محمد السيد عارف احمد " الشهير بميدو عارف " والمتهم حسن محمود حسن الفقي شهرته " حسن بيجو" أضافوا بتسمي أفراد الروابط بأسماء شهرة حركية حتى يصعب على أجهزة الأمن التوصل إليهم في حالة وقوع أعمال شغب بالملاعب وأن أماكن جلوس الروابط بالمدرجات يتم عن طريق المتهمين محسن مصطفي شتا المدير التنفيذى للنادى المصرى و محمد صالح محمد دسوقي وشهرته " البرنس " مدير الامن به وأن هناك اتفاق مسبق بين أعضاء روابط الألتراس في اجتماع عقد يومي الاثنين والثلاثاء السابقين علي المباراة وفى صبيحته إنتهوا فيه إلى التعدي على المجني عليهم من جمهور التراس الأهلي لرد اعتبارهم وشرفهم نتيجة الخلافات والمشاحنات السابقة بينهما حتى وإن وصل الأمر إلى إزهاق الأرواح كما قرروا بمسئولية المتهمين محسن مصطفي شتا و محمد صالح محمد دسوقي وشهرته " البرنس " عن دخول المتهمين " المسجلين خطر" الإستاد ووجود ما يسمي باللجان الشعبية بمضمار الملعب طوال المباراة وتمكنوا من تنفيذ ما اتفقوا عليه من خلال قيامهم باستطلاع ردود الأفعال الأمنية طوال المباراة من تكرار نزولهم إلى الملعب وتأكدهم من عدم تدخل الشرطة بمنعهم وبتواطئها في الواقعة لعلمهم بذلك المخطط مسبقاً ..

وقد تأيد ذلك بما جاء بتقرير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية والمعمل الجنائي من أن الألعاب النارية المضبوطة هي مواد تعتبر فى حكم المفرقعات وما جاء بمعاينة النيابة العامة لمكان الواقعة ..

واوضح ان ما جاء بأقوال بعض شهود النفى لا تنال منه المحكمة لان ما جاء بأقوالهم لا يدرأ عن المتهمين ارتكابهم للجريمة كما أن البعض منهم قد أثبتها عليهم والبعض الأخر منهم سرد وقائع غير متفقة مع العقل والواقع وما قصد منها سوي محاولة نفي الاتهام عن المتهمين ومنهم أيضا من جاءت شهادتهم على سبيل المجاملة لهم وان ما جاء بأقوالهم جميعا لا يغير وجه الرأي فى القضية .

وقد توافر الدليل على القصد الجنائي وسبق الاصرار والترصد لدي المتهمين من الأفعال التى قاموا بها من استخدامهم لأسلحة وأدوات قاتلة وإحداث إصابات المجني عليهم فى أماكن قاتلة من أجسادهم وانهم كمنوا للمجني عليهم من بداية رحلتهم وحتى دلوفهم إلى داخل الإستاد للإجهاز عليهم ثم أعلنوا عن تلك النية بالتهديد والوعيد لهم بان نهايتهم سوف تكون بالإستاد عن طريق الهتافات واللافتات وأعلنوا عن تلك الرغبة عبر شبكة المعلومات الدولية وعقدوا عدة لقاءات للاتفاق على تنفيذ جريمتهم ,فضلا عن أنة وردت معلومات لمدير الأمن بين شوطي المبارة على اعتزام المتهمين الهجوم على مدرجات النادي الأهلي للاعتداء على المجني عليهم وانتظار المتهمين بالمدرجات المخصصة لهم حتى نهاية المباراة مترقبين صافرة الحكم حتى ينقضوا على المجني عليهم ..

وان المتهمين من 62 إلى 73 اشتركوا فى تلك الجريمة والدليل على ذلك ما ثبت بالأوراق من علمهم باعتزام المتهمين سالفي الذكر على قتل المجني عليهم من خلال التصريحات التى أفصحوا عنها بشبكةالانترنت والتي تتضمن تهديدهم بالقتل وهو ما دعاهم إلى الموافقة على إقامة المباراة رغم تلك الظروف للقضاء على المجني عليهم وفق مخطط باقي المتهمين فقام رجال الشرطة بتغيير خط سير المجني عليهم وصولا للإستاد ثم تدعيم قوات الأمن المركزي بقوات إضافية داخل مضمار الملعب ولكن دون فائدة وذلك حتى يظهروا أمام الرأي العام وجهات التحقيق أن الواقعة التي سوف تحدث كانت ظرفا قهريا ولا يمكن منعها وأنهم بذلوا ما فى وسعهم لتلافي حدوثها.

وسهلوا للمتهمين ارتكابهم لجريمتهم تسهيلا لم يسبقله مثيل فلقد ثبت من أقوال الشهود أن المتهمين من رجال الشرطة المختصين بحفظ الأمن والأمان بالإستاد والمدير التنفيذي للنادي المصري محسن شتا وهو الأب الروحي لروابط التراس المصري والذي لا تتحرك صغيرة ولا كبيرة فى النادي المصري إلا بتعليماته ومشرف الأمن به "البرنس" قد سمحوا لجمهور النادي المصري ومن بينهم التراس المصري بالدخول إلى الإستاد بالأسلحة والأدوات والألعاب النارية دون تفتيش ووضع البعض منها فى الغرفة المخصصة للالتراس قبل المباراة وسمحوا بدخول أعداد تفوق سعة المدرجات فى زيادة لا تقل فى حدها الأدنى عن خمسة آلاف مشجع وفتح أبوابها على مصراعيها طوال أحداث المباراة للسماح للمزيد من المتهمين من الدخول إلى المدرجات وإمعانا فى ذلك استعانوا بمسجلين خطر كلجان شعبية بحجة تامين المباراه وقد ثبت من إفادة مصلحة الامن العام أن 14 متهما مسجلين خطر ,والسماح لهم فى سابقة هى الأولى من نوعها بالتواجد بالمدرجات البحرية القريبة من مدرج جمهور النادي الأهلي بحيث يسمح ذلك بمحاصرة المجني عليهم وتسهل الوصول إليهم وكل ذلك لعلم المدير التنفيذي للنادي المصري اليقيني بهم و بصحيفة سوابقهم الجنائيه المشرفه التى دفعته للإستعانه بهم وذلك لسبق عمله فى مجال الأمن العام كضابط شرطة وذلك لأكثر من عشرين عاما بمديرية امن بورسعيد خلافاً لزعمه الكاذب في بداية التحقيقات من نفيه وجود صلة بينه وبين أي من أعضاء الالتراس المصري وهو ما عدل عنه بأقواله في نهاية التحقيقات كما أنهم لم يتخذوا أية إجراءات رادعة مع المتهمين الذين ضبطوا بمعرفة ضباط الأمن المركزي اثناء إثارتهم للشغب قبل وأثناء وبين شوطي المباراة بل تركوهم يعودون إلى المدرجات بتعليمات صريحة من المتهمين مما ادخل الجرأة فى نفسهم على ارتكاب الجريمة دون خوف فضلا عن أنهم لم يتخذوا أية تدابير للحيلولة دون حدوث الواقعة على الرغم من تأكدهم من اعتزام المتهمين إزهاق أرواح المجني عليهم بل قاموا بغلق باب الخروج الوحيد بالمدرج الشرقي لاحتجاز المجني عليهم بالمدرجات للإجهاز عليهم وانتظروا بداية المعركة بكل شوق وشغف وانتظروا حتى نهاية المباراة فتركوا المتهمين يجتازون مدرجاتهم عبر مضمار الملعب متجهين إلى مدرجات المجني عليهم ومعهم أسلحتهم وأدواتهم لقتلهم دون منعهم من ذلك بل أفسحوا الطريق لهم وتعمدوا ترك محل خدمتهم بالمدرج الشرقي حتى يمكنوا المتهمين من الإجهاز على المجني عليهم ، وبالفعل تم الإجهاز عليهم على مرآي ومسمع منهم ولم يحركوا ساكنا بل أمعنوا فى ظلمهم بعدم الاستجابة للبعض منهم وهم يتوسلون إليهم لفتح باب الخروج أو الحيلولة بينهم وبين المتهمين وبعد الانتهاء من تنفيذ جريمتهم وبعد تأكدهم من تمام حصولها صعدوا إلى المدرج الشرقي واصطحبوا الناجي من المجني عليهم إلى ارض الملعب لإسعافهم بعد اغتيال أمنهم وتأيد ذلك بما جاء بأقوال شهود الواقعة جميعهم أمام عدالتكم من أن رجال الأمن آنذاك كانوا موجودين بأجسادهم وغير موجودين بأفعالهم مما يؤكد اشتراكهم فى ارتكاب الواقعة والدليل على ذلك نجاح المتهمين فى تامين لاعبي النادي الأهلي وجهازه الفني والإداري على الرغم من تواجدهم فى مضمار الملعب وبالقرب من المتهمين فهذا دليل قاطع على أنهم يؤمنون من يرغبون فى تأمينه فقط وان ما حدث مع المجني عليهم كان مدبرا ومعدا له سلفا ..

اما بالنسبة للمتهم الأخير وهو مهندس الكهرباء والإذاعة الداخلية بإستاد بورسعيد فلقد تعمد قطع التيار الكهربائي عن الإستاد رغم تعليمات مديره الصريحة والتي أكد عليه فيها عدم فصل التيار الكهربائي عن الإستاد نهائيا و قد اعترف بالتحقيقات بصدور تلك التعليمات له فعليا ولكنه صمم على مخالفة التعليمات وقام بقطع التيار الكهربائي بعد بدء الأحداث وبعد علمه اليقينى بقيام المتهمين بالصعود إلى مدرجات المجنى عليهم و التعدى عليهم بالضرب و الالقاء من أعلى المدرج و احتجازهم بممر الموت ..

والدليل على ذلك ما قدمه محاميه بيده فى هذه القاعه من اسطوانة مدمجه للأحداث تم تصويرها من داخل غرفة التحكم والتى يمكن لمن بداخلها أن يرى المدرج الغربى و الشرقى و أرض الملعب بوضوح و التى كان المتهم متواجدا بها و ثبت من مطالعة الاسطوانه لوقائع بداية المجزرة فخرج من الغرفه و توجه إلى غرفة الاضاءه وطفى أنوار الاستاد على الرغم من مشاهدته لوقائع الموت فهذا يدل دلاله قاطعه على اشتراكه فى الجريمة وعلمه بحمل المتهمين لعصي مضيئة وقد اكد ذلك بشهادة كل من مهندسي الإضاءة بإستاد القاهرة الرياضي والمقاولون العرب من انه لا يجوز إطفاء أنوار الإستاد نهائيا إلا بعد خروج جميع المتواجدين ..

واكد ان الأدلة دامغة فى القضية وتؤكد على ارتكاب المتهمين جميعهم للمجزرة ..



وختم مرافعته قائلا : لقد عرضت عليكم قضية مجتمع بأسره وهي قضية لا نحافظ فيها علي تطبيق القوانين علي الجناة ولكن نحافظ علي ما تبقي في المجتمع من قيم .. وما كنا أمامكم ألان لو تحلي الجناة بمثقال ذرة منها ولكن قدر الله أن يرى الكافة المتهمين الآن خلف القضبان ليكونوا عبرة لهم ..

وناشد الحفناوي في نهاية مرافعته هيئة المحكمة قائلاً " تذكروا ان المتهمين ليسوا اهلا للرحمة وتذكروا أرواح المجني عليهم وهي تناشدكم بالله ان اقتصوا ممن ظلمنا تذكروا قول الله عز و جل " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب " .. صدق الله العظيم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.