قال الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أن إحالة قيادات المجلس العسكري وعلى رأسهم المشير طنطاوى وزير الدفاع السابق والفريق سامى رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق للتقاعد، جاءت كضربة استباقية قام بها الرئيس محمد مرسى للطرف الثالث الذى كان يدعم الفلول وأنصار شفيق داخل الجيش المصرى، مشيرا الى أن إقالتهم سبب فشل تظاهرات 24 أغسطس التى دعا إليها النائب محمد أبو حامد. وأضاف دربالة فى تصريحات صحفية إن الرئيس مرسى نجح فى التعامل مع هذه المظاهرات وكان تصرفا ممتازا من جانبه بإقالته قيادات المجلس العسكرى، لافتا إلى أن قادة متظاهرى 24 أغسطس كان يضعون الآمال على هؤلاء فى تظاهراتهم لكن الرئيس نجح فى التغلب على ذلك. وتابع: "الداعون لهذه التظاهرات كانوا يعتمدون على مساندة الطرف الثالث، الذى اختفى بقرارات الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية يوم 25 رمضان، بإعادة ترتيب قيادات القوات المسلحة، ومن ثم لم يجدوا من يعولون عليه فى أجهزة الدولة". وأوضح دربالة أن هذه التظاهرات لم تتوافق مع وضع المواطن المصرى الذى يسعى نحو الاستقرار وعودة العمل والإنتاج وليس التخريب والتدمير وإشعال النيران فى المقرات للأحزاب والمنشآت العامة للدولة مشيرا إلى أن المواطن بوعيه أدرك أن هذه التظاهرات ليست ثورة، كما ادعى البعض ولكن هى تظاهرات للتخريب والتدمير. وأشار رئيس مجلس شورى الجماعة إلى أن أن اضطراب وتعدد أهداف هذا التظاهرات كان أيضا من أسباب فشلها؛ قائلا: "تارة يقولون إنها لحرق مقار الإخوان، وتارة لإسقاط رئيس الدولة، وتارة لمنع أخونة الدولة، وما يثير العجب دعوة المتظاهرين لتكوين مجلس رئاسى وضم الرئيس مرسى فيه". كما أكد دربالة أن من أسباب فشل مليونة أبو حامد أن الداعين لها اختاروا توقيتا خطأ خاصة بعد مضى الرئيس فى الحكم لمدة 50 يوما وبعد الإصلاحات التى يقوم بها على مستوى جميع المجالات والتى كانت آخرها إنهاء فترة إزدواجية الحكم لمؤسسة الرئاسة وإزالة ديون الفلاحين وإنهاء مشكلة الكهرباء وإلغاء الحبس الإحتياطى للصحفيين فى قضايا النشر. وفى ذات السياق، قال دربالة على أن إحجام القوى السياسية الفاعلة فى المجتمع المصرى عن المشاركة كان سببا كبيرا فى فشل هؤلاء العملاء الذين كانوا يحاولون إعادة إنتاج نظام مبارك فى دعمهم للفريق أحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية وكذلك حرصهم الدائم على تشوية الثورة والثوار. وطال دربالة المتظاهرين بالرجوع إلى صوابهم والانتظار للانتخابات الرئاسية المقبلة إذا كانوا يريدون الالتزام بالمسار الديمقراطى وليس مسار التخريب إذا كانو يريدون إحداث تغيير حقيقى فى الدولة. وحول مشاركتهم فى مؤسسة الرئاسة والفريق الرئاسى المزمع تشكيله خلال الأيام القادمة، أوضح دربالة أن الجماعة الإسلامية أعلنت قبل ذلك أنا لن تشترط على الرئيس ومؤسسة الرئاسة مناصب محددة لكنها لن تتوانى عن خدمة بلادهم فى أى توقيت خاصة أن الجماعة الإسلامية وحزبها السياسية لديها الكفاءات القادرة على خدمة البلاد خلال الفترة المقبلة، مؤكدا فى الوقت ذاته:"الرئاسة لم تخاطبنا حتى الآن ولكن نحن لدينا الكفاءات ولدينا القدرة على أن نخدم بلدنا".