استمرت الاشتباكات العنيفة في حي صلاح الدين في مدينة حلب في شمال سوريا، حيث ذكر مقاتلون وناشطون معارضون اليوم أن الجيش السوري الحر استعاد "مواقع استراتيجية" في الحي، بعد أن أعلن الانسحاب منه قبل يومين. وأفاد ناشطون من جهة ثانية عن اشتباكات وقعت فجر اليوم في حي التضامن في جنوب مدينة دمشق. وقال قائد العمليات الميدانية في لواء التوحيد التابع للجيش الحر، عبد القادر الصالح، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس صباح اليوم، إن "الجيش الحر تمكن من استعادة مواقع استراتيجية في حي صلاح الدين"، من دون أن يحدد هذه المواقع. وأضاف أن "هناك معارك ضارية لم تتوقف لحظة منذ 24 ساعة مع جيش النظام"، مشيرا في الوقت نفسه إلى "قصف على كل أحياء حلب بالطيران". ويشارك لواء التوحيد في العمليات العسكرية في مدينة حلب على نطاق واسع. وكان النقيب حسام أبو محمد، قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش السوري الحر، قد قال أمس لفرانس برس من صلاح الدين إن "ما يجري في الحي هو حرب شوارع حقيقية". وأعلن قادة ميدانيون في الجيش الحر قبل يومين انسحاب مقاتليهم من صلاح الدين، فيما أعلن الإعلام الرسمي السوري سيطرة قوات النظام على الحي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان صدر قبل قليل، أن حي السكري في جنوبالمدينة القريب من صلاح الدين يتعرض "لقصف عنيف من القوات النظامية، التي يُعتقد أنها تتحضر لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في الحي، الذي يعتبر أهم معاقل الكتائب الثائرة في مدينة حلب". وأشار إلى سقوط قذائف على على حي سيف الدولة، المتاخم لصلاح الدين من جهة الشرق. وأوضح عبد القادر الصالح أن معظم سكان أحياء حلب التي تتعرض للقصف نزحوا من المدينة، واتجهوا خصوصا إلى مناطق في ريف المحافظة. وبحسب الأممالمتحدة، فإن مائتي ألف غادروا مدينة حلب، جراء المواجهات التي اندلعت فيها في 20 يوليو، بينما نزح مليون ونصف المليون سوري داخل البلاد. وقتل 21، هم 19 مدنيا ومقاتلان معارضان في مدينة حلب الجمعة، بينما لم يُعرف عدد جنود النظام الذين قتلوا في المدينة بالتحديد. وفي دمشق، ذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان قرابة الساعة الثالثة فجرا، أن "اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وجيش النظام في حي التضامن". وأشارت الهيئة العامة للثورة صباحا إلى إطلاق نار كثيف يسمع في معظم حي جوبر، مع سماع أصوات قذائف لم يعرف مكان سقوطها. وكانت قد أشارت ليلا إلى "قصف مروحي على أحياء القدم ونهر عيشة والحجر الأسود"، تتزامن مع "اشتباكات عنيفة على طريق أوتوستراد دمشق درعا الدولي". وأفاد المرصد من جهته عن "أصوات إطلاق نار وانفجارات في حي القابون" صباحا. وكانت قوات النظام قد أعلنت أكثر من مرة خلال الأسبوعين الماضيين استعادة السيطرة على مدينة دمشق، التي شهدت قبل 3 أسابيع اشتباكات ضارية. إلا أن مواجهات محدودة لا تزال تسجل بين الوقت والآخر في بعض الأحياء، لا سيما الجنوبية منها المتاخمة لريف دمشق. وقال المرصد إن قصفا استهدف صباح اليوم بلدة حرستا في ريف دمشق، وإن 3 مواطنين بينهم طفل قتلوا بعد منتصف ليل الجمعة، جراء قصف بالدبابات على بلدة دير العصافير في ريف العاصمة، وآخَرَيْن بينهما امرأة في سقوط قذائف على الغوطة الشرقية. كما تتعرض مدينة التل منذ الصباح "لقصف عنيف" مصدره القوات النظامية، بحسب المرصد. وقتل 3 مواطنين بينهم امرأة، بحسب المرصد، جراء القصف الذي تعرضت له بلدة محجة في محافظة درعا في جنوب البلاد، وقتلت امرأة في قذيفة على بلدة طفس. وفي محافظة حماة، قتل مواطنان عند منتصف ليل الجمعة في إطلاق نار مصدره القوات النظامية في منطقة سهل الغاب. وارتفعت حصيلة أعمال العنف في سوريا الجمعة إلى 187، بحسب المرصد، وهم 111 مدنيا و52 عنصرا من قوات النظام، و24 مقاتلا معارضا.