اخترقت " الفجر " عالم العيادات الخاصة في بني سويف، في ظل تدني مستوى الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة، عبر الوحدات الصحية والمراكز الطبية التي تفتقر لأهم عناصر الخدمة، وهو الطبيب المتخصص. العيادات الخاصة في بني سويف تبتعد عن مراكز التكتل السكني، ويضطر الأهالي لقطع مسافات كبيرة للوصول إلى أقرب عيادة، إلى جانب إرتفاع سعر تذكرة العلاج.
فى البداية يقول هنيدى زكى " فلاح " من قرية الميمون : " نقوم بشد رحالنا من القرى التى نقطنها إلى عيادات الأطباء بمدينة بنى سويف بعد صلاة الفجر، لنلحق بالكشف الطبى، مساء نفس اليوم، ونأخذ معنا الطعام والشراب ونفترش أى مكان بمدخل عمارة عيادة الطبيب أو الشارع نظرا للزحام الشيد بالعيادات، وعدم تواجد أماكن للإنتظار ويصل الأمر لمبيت العديد منا بالشارع ليلحق دوره فى الكشف بعد أن تخلت عنا وحدات الصحة ".
وتضيف عايدة قرنى - ربة منزل - قائلةً : " غالبا ننتظر بأطفالنا فى الشارع حتى يأتى الطبيب الذى لا يدخر جهدا فى المحافظة على عدم تنظيف عيادته المليئه بحفاظات الأطفال والحشرات، وغالبا ما يصاب الأطفال فى إعادة الكشف بمرض جديد بسبب عدم النظافة والزحام ". وبدأت فاطمة محمد " ربة منزل " حديثها قائلة نحتاج " للسرنجة " فى قرانا ولا نجدها بسبب غلق الوحدات الصحية ليلاً ونهاراً، ونضطر لتحمل كل ما يفعله بنا أصحاب العيادات الخاصة لدرجة أنهم يقوموا بإجراء العمليات الكبيرة فى تلك العيادات وهو ما يتسبب فى إنتشار أمراض الكبد وغيرها بين فلاحى القرى ولكن ما باليد حيله ".
من جانبه أكد الدكتور عبد الوهاب محمد رئيس إدارة العلاج الحر والتراخيص، بأن الإدارة معنية بحصر وترتيب وتنظيم العمل بالمستشفيات والعيادات الخاصة ومعامل التحاليل والغسيل الكلوى، وهو ما يسمى بالقطاع الطبى الخاص والدور الذى نقوم به هو معاينة المكان وترخيصة إذا كان مطابقا للمواصفات ".
وأضاف " محمد "، " إذا كانت العيادة تتماشى مع النظم واللوائح والقوانين نتركها تعمل أما فى حالة المخالفة نقوم بإنذارها، وبعد 15 يوماً نقوم بإصدار قرار بإغلاقها ". وفجر عبد الوهاب مفاجأة حينما أكد بأن ادارة العلاج الحر لا تتدخل فى ممارسات الأطباء أصحاب العيادات الخاصة، من أعداد الكشوفات التى يقبلها فى اليوم ومواعيدها وكذلك ليست لنا علاقة بتحديده لسعر الكشف بالعيادة حتى المستشفيات الخاصة نكتفى بنشر التسعيرة التى تحددها للمرضى.
وفيما يتعلق بإجراء العمليات الجراحية بالمخالفة للقانون داخل العيادات الخاصة أكد بأن هناك 50 قرار غلق لتلك العيادات وننتظر لإستقرار البلاد وعودة الأمن لتنفيذ تلك القرارات. وناشد عبد الوهاب الأهالى بتقديم شكاوى لمديرية الصحة وعدم الصمت فى حال مخالفة أى طبيب لمهنة الطب داخل عيادته حتى نستطيع أن نتخذ ضده الاجراءات القانونية.