ذكرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية أن وكالة الأنباء الفرنسية أجرت حوارا مع المخرج المصرى يسرى نصر الله مع اقتراب الذكرى الأولى لثورة الخامس والعشرين من يناير. وذكرت الصحيفة فى بداية الحوار أن المخرج يسرى نصر الله كان يقوم بتصوير فيلما حول الانتفاضة الشعبية ضد حسنى مبارك فى شهرى يناير وفبراير 2011. وبعد عام ، يخرج يسرى نصر الله "بعد المعركة" (الذى سيصدر يوم الربعاء) وكله مرارة من ثورة يعتبر أنها تم مصادرتها.
وقال نصر الله : "بعد عام ، الأمر لا يتعلق بأن نكون متفائلين أو متشائمين. فالجميع يشعر بذلك : يتم مصادرة الثورة". من الذى يقوم بذلك؟ يقول نصر الله أنه الجيش بصفة أساسية : "فهم مستعدون لفعل أى شئ من أجل الحفاظ على مكانهم. ولكن الجديد أنهم قادرين على التحدث فى الوقت الذى يعملون فيه فى الظلام والصمت" فى ظل النظام السابق.
ويرى يسرى نصر الله أن "الوضع اليوم يطرح أسئلة أكثر من تقديمه لاجابات" حول مستقبل البلاد التى لم يوقف عن التقاط روحها منذ بداياته بجانب المخرج يوسف شاهين. وهذا التناقض بين الفترتين بالبلاد هو ما تلتقطه كاميراته فى "بعد المعركة". ويتابع الفيلم أحد راكبى الجمال والأحصنة فى منطقة الأهرامات والذين حرموا من السياح وبالتالى من سبل كسب الرزق أثناء الثورة وقضوا يوما فى ميدان التحرير. وقد رأى نصر الله هذا المشهد مئات المرات على شاشات التليفزيون ، ولكنه أضاف : "ولكن فى الليلة ذاتها ، وقعت مذبحة حقيقية فى الميدان مع طلقات النار : فى هذا اليوم ، لم يحدث تحقيق حتى الآن من أجل معرفة من أين أتت تلك الطلقات". وقال : "لقد تم استغلال هؤلاء الفقراء. وحاول رجال مبارك خداعهم وكانت صور راكبى الجمال تخفى صورا لعنف آخر".
وأصر نصر الله على أنه لم يرغب فى المشاركة فى ذلك. فيركز فيلمه على أحد الأشخاص الذين يحاولون استعادة كرامتهم بعد تعرضهم للكثير من الازدراء ، لأن عندما نزل الناس إلى ميدان التحرير فى الخامس والعشرين من يناير ، كانوا يطالبون بثلاثة أمور : عيش ، حرية ، كرامة الإنسان.
وقد قام يسرى نصر الله بإخراج هذا الفيلم فى الفترة ما بين مايو وأكتوبر 2011 ، حيث كان قراره بالكتابة والإخراج تدريجيا مع تطور الأحداث ، بين الاستفتاء (حول التعديلات الدستورية) الذى أجرى فى مارس والانتخابات التشريعية.
وقد توقفت أحداث الفيلم عند المظاهرات التى قام بها المسيحيون فى أكتوبر الماضى ، حيث رأى نصر الله أن الجيش قد اتخذ موقفا واضحا ضد الثورة.