عقد المؤتمر الناصرى العام ندوة امس بعنوان "المجلس العسكرى يقود الثورة المضادة"حضرها عدد كبير من اعضاء المؤتمر والمستشار عصام الاسلامبولى وكان متحدثها الرئيسى هو الدكتور عبدالحليم قنديل القيادى الناصرى والمنسق السابق لحركة كفاية رئيس تحرير جريدة صوت الامة الحالى بدأ قنديل حديثها قائلا انا يجب ان نستقر حاليا على فهم محدد لما حدث لأننا ظللنا اربعين عاما دون احساس بنسمة هواء بل التدهور المستمر والامة قادرة على استعادة حيويتها فى احلك الظروف وبعد هزيمة 67 كان لدى الامة القدرة على امتلاك زمام المبادرة والمقاومة والغريب انه بعد النصر الخاطف انتهينا الى قعود فى التاريخ رغم ان السبعينات والثمانينات كانت اكثر مراحل العالم ثورية منذ اكتشاف غرناطه والعالم الجديد وكنا ضحايا للاستعمار الغربى الى ان جاءت الحربين الاوربيتين "العالميتين" انهكت قوى الاستعمار فانتصرت حركات التحرر الوطنى واصبح لدينا حركة عدم الانحياز كانت مصر فى الستينات من اعلى معدلات التنمية بشهادة البنك الدولى وفى السبعينات خرجنا من العالم فى الوقت الذى بدأت فيه ايران تواجه امريكا"الشيطان الأكبر" وتعاملت مع القرءان كمصدر روحى وتركيا انطلقت من العكس لكن لأن كليهما كان يمضى فى التاريخ صحح حركته ما هو توصيف الحالة التى يثور المصريين ضدها؟ حصر الامر فى الاستبداد السياسى "تضليل" لأننا فى مرحلة انحطاط تاريخى وانتفاضة يناير1977 كانت آخر آهة غضب جماعية للشعب المصرى ثم6ابريل 2008 ثم 25يناير2011 وهى ليست ختاما لمشهد معين خلال تلك الفترة وعى الدرس حيث بى شرعيته على شرعية اكتوبر فكانت صدمته فى يناير1977 عندما رفض المشير محمد عبدالغنى الجمسى وزير الحربية وقتها نزول القوات للشوارع قبل الغاء قرارات رفع الاسعار فبدأ السادات يبحث عن نقطة ارتكاز أخرى وهى كامب ديفيد التى نزعت سيادة مصر على سيناء وجاءت المعونة الامريكية لتنزع سيادة القرار وتضخمت السفارة الامريكية بالقاهرة حتى اصبحت اكبر سفارة امريكية بالعالم قبل احتلال العراق وفى تلك الفترة تضخم الجهاز الادارى للدولة لكنه فقد الفكرة التى يستند اليها واختصرت الدولة المصرية الى فكرة العائلة التى تحكم دوله يحيط بالعائلة طبقة مليارديرات ثم قاعدة امنية ضخمه واصبح النظام معلقا فى الهواء واستنسخ منه انظمة عربية اخرى على ضفاف المجتمع جرى تحلل مماثل وتحول المجتمع الى مجموعة مقيمين بدلا من مواطنين تحولنا الى غبار بشرى ونمت فكرة الهجرة فى الجغرافيا بحثا عن الرزق وفى التاريخ بحثا عن هوية دينية واصبح لدينا اغنى طبقة فى المنطقة وافقر شعب ثلثى السكان جمعوا بين اليأس والبؤس وهو ما يفسر نتيجة الانتخابات السابقة حيث استغلت التيارات الدينية الاسلامية والمسيحية ذلك الحال وخاطبت البؤس دينيا وفى الحقيقة اا مندهش من المندهشين من نتيجة الانتخابات لأنه حتى لو اعيدت فستفرز نفس النتيجة وعندما نقول ان المجلس العسكرى يقود الثورة المضادة فذلك له اسباب تاريخية والمجلس العسكرى لا يفعل ذلك نذالة منه بل حفاظا على مصالحه فمنذ عقد كامب ديفيد نزع سلاح سيناء وخفض عدد القوات الى22الف جندى فقط وتضخمت فكرة تحويل الجيش الى مؤسسة انتاجية مدنية واصبحت ميزانية الجيش خمسة فى المائة من ميزانية الدولة وكما حدث الخصخصة فى الاقتصاد حدث ايضا فى مصانع الجيش المدنية واصبح لديه مزارع وانتج الثلاجات والغسالات وفى نفس الوقت الذى حل فيه النهب العام محل ايديولوجية النظام تم تحويل وزارة الداخلية الى جيش موازى واصبح لى الداخلية صناديق خاصة واستعمل نظام مبارك نظرية نجيب الريحانى "الشىء لزوم الشىء" لبناء نظامه باكمله واصبح لجنرالات المجلس العسكرى بيزنس خاص يصل الى اربعين فى المائة من الاقتصاد وهو الفرق الذى يتعمد البعض اخفاؤه بين بيزس الجنرالات وميزانية الجيش تحت دعاوى السرية غاب طموح الضباط ليصبحوا ناصر او الشاذلى او جمسى آخرين واصبح همهم على طريقة احمد عز الحصول على مكافأة نهاية الخدمة وتقلص عدد الضباط بالاحالة للتقاعد من رتبة عقيد وخرج 6من كل 10ضباط دخلوا الجيش لأن السرقة لا تقبل القسمة اضافة الى بدلات الولاء ورغم انشاء المجلس الاعلى للقوات المسلحة بعد هزيمة1967 لانهاء ظاهرة عبدالحكيم عامر الا انه تحول فى عصر كامب ديفيد الى وجود عشرة اعضاء به على الاقل من22عضوا ثروة كل واحد منهم منفردا تساوى ثروة احمد عز لذلك فالمجلس العسكرى لا يقوده الثورة المضادة نذالة او قلة اصل بل يقودها عن عمد وسبق اصرار وترصد ونصف اعضاء المجلس هاربون من شرطة التاريخ المجلس لم يكن مستريحا لتوريث الحكم لجمال مبارك لكى لا يتصادم البيزنس العسكرى مع البيزنس العائلى وتصادم البيزنسين كان فى حدود وكان المجلس يريد استمرار مبارك فى الحكم للأبد لكن الثورة أخذتهم على حين غرة وبعد رحيل مبارك تصرفوا نفس تصرفاته فى تعديل الدستور وادارة البيزنس وبعد مرور عام لم يكنس النظام القديم او يفتح الطريق بل جرى تمكين لنظام مبارك فى مبناه ومعناه قسم عسكرى يتبنى نفس الخيارات العسكرية المباركية والتحكم المركزى فى الصورة وعودة القمع وترميم الآلة الامنية لحماية انفسهم والتصرف بالكذب على حساب الثورة بنفس تصرفات مبارك ونشر الفوضى فجر د.عبدالحليم قديل مفاجاة من العيار الثقيل وهى ان الارقام الرسمية تكذب ادعاءات المجلس العسكرى بخراب الاقتصاد حيث بلغ دخل السياحة 10مليارات دولار وزادت الصادرات المصرية بعد الثورة وزادت عوائد المصريين فى الخارج عن الاعوام السابقة فضلا عن ازدياد عوائد قناة السويس السبب الرئيسى لادعاء المجلس العسكرى بخراب الاقتصاد هو توقف عجلة النهب العام والادارة المرتشعة اوقفت امضاءات على منح او قروض المستثمرين فحدث انخفاض فى النهب وعندما تحدث محمود نصر وزير مالية المشير طرح حلول من نوعية"الدعم لا يصل الى مستحقيه "بنفس نغمة مبارك ولم يأت فى خياله وضع ضريبة تصاعدية او حدين ادنى واقصى للاجور اما بخصوص 25يناير فقد قال انا لا نذهب الى السوبر ماركت لكى نشترى ثورة وما حدث ان نظام مبارك نهب البلد التى تحتاج الى بلد واختزنت حيويته فى باطن الارض ومنذ2005 لاحظت هذه الظاهرة فقلت ان لدينا آبار غضب عميق الموارد وكل ما نحتاجه هو كتلة حرجة من مائة الف ترفع الغطاء عن ابار الغضب فتخرج الملايين وهو ما حدث صحيح انها ثورة بلا رأس لكن هذا له ميزة انها لا تقتل مرة واحدة وهذا هو سر حيويتها وهى عمل عضلى منهك لكنها ستستمر وحتى لو خدعت فى رؤوس من يمين المجتمع دينى او ليبرالى فانها ستتخلص منه تدريجيا فلا فارق بين الاخوان وحزب ساويرس فى توجهاته الاقتصادية التى تعنى استمرار نظام مبارك وحول الهدف من 25يناير القادم قال د.عبدالحليم انه يجب ان يكون الشعار هو محاكمة المجلس العسكرى ويبدو ان المجلس العسكرى سيستخدم السلفيين الموالين له كأمن مركزى يضربون به الثوار ونحن فى بداية عام 2012 دخلنا فى منطقة زلازل ولن يبقى حجر على حجر فى هذه المنطقة وختم حديثه قائلا سنة ثورة وكل سنة وانتم طيبون وحكامكم مخلوعون هالكون