لجنة القيادات بجامعة بنها الأهلية تستقبل المرشحين لرئاسة الجامعة ونوابها    تشكيل لجنة لفحص طلبات الترشح لانتخابات ممثلي أعضاء صندوق ضمان التسويات    البورصة المصرية تخسر 1.5 مليار جنيه في ختام تعاملات الخميس    الأزهر للفتوى يوضح فضل حج بيت الله الحرام    وزير الدفاع: مصر تقوم بدور مهم وفعال لمساندة القضية الفلسطينية على مدار التاريخ    بعد الأحداث الأخيرة.. وزارة الهجرة تطلق رابط تسجيل للطلاب المصريين في قيرغيزستان    «عاشور» يشارك في المنتدى العالمي للتعليم بلندن بحضور 122 من وزراء الدول    بمشاركة زعماء وقادة.. ملايين الإيرانيين يلقون نظرة الوداع على رئيسي (فيديو)    «قانونية مستقبل وطن» ترد على CNN: مصر ستواصل دعم القضية الفلسطينية    بعد الاعتراف بفلسطين.. الاحتلال الإسرائيلي يوجه رسالة توبيخ للنرويج وأيرلندا وإسبانيا    باحثة سياسية: مصر تعي خطورة المخططات الإسرائيلية لتهويد فلسطين    باحث استراتيجي: إسرائيل تعرقل جهود وقف إطلاق النار ولا تريد إنهاء الحرب في غزة    ميكالي: حلم الميدالية الأولمبية مع منتخب مصر يراودني    رومارينهو يودع جماهير اتحاد جدة في التشكيلة المتوقعة لمواجهة ضمك    عاجل.. محمود الخطيب يفاجئ محمد صلاح برسالة مثيرة    غيابات بالجملة في قائمة الأهلي قبل مواجهة الترجي    وصول جثمان شقيق هاني أبوريدة إلى جامع السلطان حسين بمصر الجديدة "صور"    النيابة تطلب التحريات حول دهس سائق لشخصين في النزهة    نتيجة الشهادة الإعدادية في المنيا.. بالاسم ورقم الجلوس    القبض على رجل أعمال أطلق أعيرة نارية بحفل زفاف في المرج    وكيل «تعليم الأقصر» يوجه رسالة هامة لطلاب الإعدادية    تجديد حبس سائق ميكروباص معدية أبو غالب وعاملين بتهمة قتل 17 فتاة بالخطأ    مواعيد قطارات السكك الحديدية على خط «السد العالي - القاهرة»    تزامنا مع رفعها.. كيف كانت تُكسى الكعبة المشرفة قبل الإسلام؟    أول تعليق من مي سليم بعد إصابتها في حادث سير: «كنت هموت»    أميرة هاني تكشف سابقة تعرضت لها من سائق «أوبر»    اعرف جدول المراجعات المجانية للثانوية العامة في الفيوم    هل يجوز شرعا التضحية بالطيور.. دار الإفتاء تجيب    «حياة كريمة» تطلق قوافل طبية مجانية في الشرقية والمنيا    مستشار الرئيس للصحة: مصر تمتلك مراكز لتجميع البلازما بمواصفات عالمية    «صحة المنيا»: تقديم الخدمات العلاجية ل7 آلاف مواطن خلال شهر    طلاب الشهادة الإعدادية في أسوان يختتمون الامتحانات بدون شكاوى من الهندسة    صباح الكورة.. صدمة في الزمالك ودور ممدوح عباس في الأزمة الكبرى.. لبيب يكشف موقفه من ضم حجازي والشناوي يتدخل لحل أزمة نجم الأهلي وحسام حسن    عضو مجلس الزمالك: نعمل على حل أزمة بوطيب قبل انتقالات الصيف    إصابة طفلين فلسطينيين برصاص الاحتلال شرق مدينة قلقيلية    مسلسل البيت بيتي 2.. هل تشير نهاية الحلقات لتحضير جزء ثالث؟    وزير الري يلتقي مدير عام اليونسكو على هامش فعاليات المنتدى العالمي العاشر للمياه    النائب محمد المنزلاوي: دعم الحكومة الصناعات الغذائية يضاعف صادراتها عالميا    رجل متزوج يحب سيدة آخري متزوجة.. وأمين الفتوى ينصح    "شوف جمال بلدك".. النقل تعلن تركيب قضبان الخط الأول للقطار السريع - فيديو    تحرير 116 محضر إشغالات في ملوي بالمنيا    توريد 197 ألف طن قمح إلى شون وصوامع كفر الشيخ منذ بداية الموسم    الرعاية الصحية تعلن نجاح اعتماد مستشفيي طابا وسانت كاترين يجنوب سيناء طبقا للمعايير القومية المعترف بها دوليا    «المنيا» ضمن أفضل الجامعات في تصنيف «التايمز العالمي» للجامعات الناشئة 2024    «حماة الوطن»: انتهاكات إسرائيل في رفح الفلسطينية تفضح نية نتنياهو تجاه الهدنة    آخر موعد للتقديم في مسابقة التربية والتعليم 2024 (الرابط والتفاصيل)    رئيس جهاز مدينة 15مايو يتفقد المشروعات الجارية.. ويجتمع بمسئولي الجهاز    اليوم.. النقض تنظر طعن المتهمين بقضية ولاية السودان    ل برج الجوزاء والميزان والدلو.. مفارقة كوكبية تؤثر على حظ الأبراج الهوائية في هذا التوقيت    أول تعليق من دانا حمدان على حادث شقيقتها مي سليم.. ماذا قالت؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-5-2024    "تمريض القناة" تنظم مؤتمرا علميا حول "القبالة والصحة النفسية للمرأة"    «زى النهارده».. وفاة الكاتب المسرحي النرويجي هنريك أبسن 23 مايو 1906    أمين الفتوى ينفعل على زوج يحب سيدة متزوجة: ارتكب أكثر من ذنب    استشهاد 8 فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي على وسط غزة    «دول شاهدين».. «تريزيجيه» يكشف سبب رفضه طلب «أبوتريكة»    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جودة عبدالخالق: مصر مهددة ب«ثورة جياع»
نشر في المصري اليوم يوم 23 - 02 - 2011

حذر الدكتور جودة عبدالخالق، وزير التضامن والعدالة الاجتماعية، من حدوث «ثورة جياع» فى مصر، إذا لم تتحقق العدالة الاجتماعية، بين أقلية قال إنها تملك كل شىء وأغلبية لا تملك أى شىء.
وقال «عبدالخالق»، فى حواره ل«المصرى اليوم»، عقب تكليفه بالوزارة، إنه لن يتردد فى تقديم استقالته، إذا لم يحدث تعاون إيجابى بين وزارته وجميع الوزارات. وأضاف أن التوجه الجديد للحكومة هو محاربة الفساد واستئصاله دون هوادة. وطالب الحكومة بالاعتذار للشعب عن الإساءة إليه على مدى 30 عاماً.
وتابع أن تكليفه بالوزارة كان مفاجأة له، وأنه لم يتوقع أو يسع للوصول إلى أى منصب. وقال إنه إذا لم يتحقق العدل فإن المجتمع سيدفع فاتورة خسائر ضخمة، تفوق فاتورة 25 يناير. وأكد أنه طلب من رئيس الوزراء اعتماد سياسة تحصيل الضرائب تصاعدياً.
■عندما تم تكليفك بالوزارة طلبت مهلة للتفكير.. من الذى أبلغك بالقرار؟ ولماذا ترددت فى القبول؟
رئيس الوزراء الدكتور أحمد شفيق هو الذى أبلغنى، ولم أوافق بسرعة لأن التكليف كان مفاجأة فلم أكن أصبو لأى مناصب حكومية وطلبت مهلة للتفكير وأثناء التفكير كان فى ذهنى الغلابة والفقراء من المواطنين، بالنسبة لى الوزارة تكليف وعبء أكثر من أى شىء آخر.
■هل عبء المسؤولية هو الذى دفعك للتردد فى الموافقة؟
لا لكن الموازنات حول الظرف الراهن والأوضاع والحاجة إلى أن يوضع موضوع العدالة الاجتماعية ضمن جدول الأعمال الذى جاء على خلفية غياب العدالة الاجتماعية بالدرجة الأولى ومن هذه الزاوية وبعد التفكير والمشاورة قبلت المنصب.
■ما السبب فى اختيارك وزارة التضامن الاجتماعى؟
التضامن لم تكن الاختيار الأول، لكن عندما عرض على الأمر كانت قضية الفقر والغلابة مسيطرة على كيانى كله، ورأيت أنها أكثر وزارة تخدم قطاعات كبيرة من المصريين وهى التى باستطاعتها أن تشعرهم بأنهم مواطنون فى هذا البلد.
■هل هذا يعنى أنه كان أمامك عدة وزارات لتختار منها؟
لا لم تعرض على أكثر من وزارة وإنما كان يمكن أن أطلب وزارة الصناعة أو الزراعة أو التجارة، لكن بحكم تكوينى التضامن الاجتماعى فى الظرف الراهن أراها وزارة شديدة الأهمية بالنسبة لجموع المصريين.
■ما أول قرار ستتخذه عندما تجلس على كرسى الوزارة؟
أولا يجب أن أفهم مداخل الوزارة ومخارجها وأعلم أن هناك ملفات جاهزة بالفعل وطبعا القرار سيكون بعد الاطلاع على هذه الملفات وليس قبل ذلك.
■هل هناك اتجاه لزيادة مبلغ التأمينات لأصحاب المعاشات والتى تتراوح بين 100 و160 جنيهاً فقط؟
التضامن فى النهاية جزء من الكل والكل هو المنظومة الوزارية وهناك علاقات منطقية ووظيفية بين الوزارات، مثلا وزارة المالية المسؤولة عن الداخل والخارج من المال العام، وقد أجريت حديثا مع وزير المالية فى هذه المسائل، وهو يعلم جيداً أنه توجد لدى تصورات خاصة بالموازنة العامة للدولة، فى حين أن هذا المجتمع عانى كثيراً، وقلت من قبل إن مصر ليست فقيرة وإنما منهوبة، وبعد 25 يناير هناك إمكانية حقيقية لوقف النهب وهذا السبب أو الهدف هو الذى دفعنى لقبول التكليف، فإذا أمكننا ذلك وأعتقد أن هناك مؤشرات واضحة على وقف النهب وميدان التحرير موجود فإنه سيتم حل الجزء الأكبر من المشكلة.
■كيف سيتم توفير الموارد لتحقيق ذلك؟
كان هناك دائما منطق يتم العمل به وأنا ضد هذا المنطق، لأنه سقيم جداً يعتمد على لعبة صفرية المجموع أى تضيف هنا فتنقص هناك أو أنه مفيش وهذا غير صحيح، هناك بنود فى الموازنة العامة للدولة يمكن التخلص منها ودائما أشير إلى الأمن والعدالة والدفاع، وهو ما يتعلق بالأمن المركزى والذى تقدر أعداده بثلاثة أضعاف الجيش المصرى، فإذا دخلت الوزارة سأدفع بقوة اتجاه هذا البند ليعاد النظر فيه بحيث يتوفر لدينا نوع جديد من الشرطة.
■ما ملامح الشرطة الجديدة؟
إننا نعيش مرحلة جديدة الحديث فيها يكون عن أمن المواطن وليس النظام الواحد ونصف مليون كان وجودهم مفهوماً فقط فى إطار أمن النظام، لكن بما أننا ننتقل إلى أمن المواطن فيجب أن نعيد النظر فى ذلك.
■هل هناك بنود أخرى ترى ضرورة إعادة النظر فيها؟
ما أطلق عليه دعم الأغنياء وهنا أستحضر معنى العدالة الاجتماعية فلا يمكن على الإطلاق أن أعطى 4 مليارات جنيه إلى عدد من الأفراد يعدون بالكاد على أصابع اليدين فى الوقت الذى أقتر فيه على الفلاحين وكل خلق الله، ومهمتى هنا هى إقناع الحكومة وبقية الأعضاء بأن هناك «براحاً» مالياً كما نسميه يسمح لنا بذلك مع التركيز باستمرار على أن «العدل أساس الملك» وإذا لم يتحقق هذا العدل فسنتحدث عن فاتورة «جامدة» جدا مقارنة بفاتورة 25 يناير التى كانت رحمة.
■هل تقصد أن هناك احتمالاً لحدوث ثورة جياع؟
نعم وستكون أكبر كثيراً وبالخطورة التى تجعلنا نتذكر أن الوقاية خير من العلاج، بمعنى أننا يجب أن نعيد النظر فى الأولويات ونعيد الحقوق إلى أصحابها.
■هل يعنى هذا أنك ستلغى دعم الأغنياء؟
سأطرح على مجلس الوزراء التخلص من دعم الأغنياء وطبعا أملى أن يوافقوا وهذه القضية سأصر عليها وسألح فيها، وبما أنه يوجد 25 يناير وميدان التحرير فنحن نتحدث عن مرحلة مختلفة تماما، وما كان من الثوابت أصبح جزءاً من الماضى، وعلينا أن نرسى ثوابت جديدة أساسها العدالة الاجتماعية، إذن مهمتى هنا هى إقناع الحكومة ككل بوجاهة هذا الاتجاه أولا وإمكانياته عمليا.
■المساعدات المالية التى كانت تعطى للفرد فى الحوادث والكوارث الطبيعية ضعيفة جداً.. ما موقفك منها؟
هذا جزء من ظاهرة استفحلت فى الواقع المصرى وهى انقسام المجتمع بشكل حاد إلى أقلية قليلة جدا تملك كل شىء وأغلبية ساحقة لا تملك شيئاً، وهذا ينطبق على قضية الأجور والعلاج والتعليم والنقل والمواصلات والإسكان، وبالتالى الإطار الشامل لكل هذا هو الموازنة العامة للدولة من خلال إعادة النظر فى الأولويات بشكل جوهرى ومراجعة بنود الإيرادات والنفقات.
■كيف يمكن زيادة بند الإيرادات؟
لقد طرحت موضوع الضريبة التصاعدية، لأنه لا يمكن على الإطلاق أن من يكسب مئات الملايين من الجنيهات يدفع 20% ومن يكسب مئات الجنيهات يدفع 20% أيضا، فهذا ليس عدلاً ولا علاقة له بكفاءة الأداء، وهذا سيفعل شعار العدالة الاجتماعية مما يتطلب سياسات توزيعية تعطى من هو أقل قدرة على الدفع تحقيقا لمبدأ المواطنه والتماسك الاجتماعى.
■ماذا عن الجمعيات الأهلية أو الخيرية؟
لم أطلع على تفاصيل هذا الأمر بعد، وأفضل إرجاء الحديث لحين الاطلاع.
■المساعدات التنموية.. هل سيكون لها مكان فى أجندتكم؟
نعم لكن فى إطار أن وزارة التضامن والعدالة الاجتماعية لا تسطيع أن تنظر إلى هذا الواجب بمفردها لأنه كى توفر مساعدة فى إطار تنموى لابد أن يواكب هذا سياسات حافزة فى المجالات الأخرى مثل الزراعة، إذ إن أغلب الفقراء يقطنون الريف و56% من فقراء مصر فى صعيد مصر، وأحد أسباب هذا الفقر فى الواقع هو السياسات الزراعية التى طبقت لفترة طويلة وأدت إلى إفقار الفلاح وطلاق بين المزارع والأرض بعد تحويل الأرض إلى سلعة يتم تداولها بموجب قواعد القانون المدنى، وهذه بدعة لأن الأرض والزراعة نمط حياة ولها طبيعة مختلفة تماما، وقد طرحت على الفريق شفيق هذه المسألة وقلت له: إننى لن أعمل فى جزيرة منعزلة.
■ما مدى توقعك لتحقيق هذا التجانس والتعاون بين الوزارات؟
أتصور أنه سيحدث أخذ وعطاء وتفاعل مع جميع الأطراف من منطلق أننى ضد منطق «نجيب منين ده» لأنه منطق سلبى ولا يؤدى إلى شىء وإذا تم ذلك ستكون المساعدات التنموية مرتبطة بسياسات محددة فى وزارات أخرى تعزز جهد وزارة التضامن، وإذا لم يتم توافر هذا الإطار التعاونى فيما بين الوزارات فاستقالتى فى «جيبى».
■هل هناك أطروحات أخرى طرحتموها على رئيس الوزراء؟
لابد أن تكون الحكومة أكثر حساسية للرأى العام، لأن واقع الحال يقول إنه عندما اندلعت الشرارة فى 25 يناير، ظل الناس 4 أيام ولم يكن يوجد أحد يتحدث إليهم، والاتجاه العام حاليا من جانب رئيس الوزراء وغيره هو مخاطبة الرأى العام بوتيرة أسرع، فنحن أمام مشكلة مجتمع ومشكلة المجتمع سياسة والسياسة التعامل معها يكون بالسياسة وليس بالأمن، والتعامل بالسياسة أساسه التواصل مع المجتمع ويتطلب الأمر أحياناً إرسال رسائل قبل أن أستقبل رسائل. نحن فى مرحلة جديدة سنتعقب فيها الفساد ونستأصله بلا هوادة لأنه الذى أدى بالبلاد إلى ما آلت إليه، أيضا الإفراج عن المعتقلين فلا يجوز التباطؤ فى هذا أكثر من اللازم والتحقيقات فيما حدث فى 28 يناير وكل هذا ضرورى لتهيئة بيئة موجبة للتعامل مع الحكومة بصدر رحب أى كالزواج، ولابد أن يتوفر القبول بين الشعب والحكومة.
■ما مدى توقعك لتحقق كل هذه الأمانى؟
أنا شخص حالم جدا وقد يكون هذا مشكلة وقد لا يكون، لكنى أعتقد أن الحلم ضرورى يضاف إليه الإصرار وألا يكون هناك ما تبكى عليه وليس لدى ما أبكى عليه.
■هل ذهبت إلى ميدان التحرير؟
طبعا حوالى 5 مرات كنت أجلس فيها مع الشباب والصعايدة والفلاحين الذين كانوا هناك وكنت أجلس معهم على الرصيف.
■ماذا كان شعورك؟
سعيد طبعاً أننى عشت هذه التجربة وكان لا يمكن على الإطلاق أن أكون بعيداً عنها بحكم تكوينى والمسؤولية السياسية، لأنه لا يمكن أن أدعى فهم ما يجرى فى المجتمع دون أن أذهب إلى ميدان التحرير الذى أصبح رمزا على مستوى العالم كله، فهذا شىء عظيم وتحول كبير حدث للإنسان المصرى قبل أى شىء، فبعد أن كان يوجد 85 مليوناً من الرعايا أصبح لدينا 85 مليون مواطن، وهناك فرق هائل بين الرعية والمواطنة.
■هل كان لديك هدف محدد من الذهاب إلى ميدان التحرير أم مجرد المشاهدة والمشاركة؟
أولا فى الميدان كانت المسألة عفوية تلقائية ولم يكن هناك مجال للتخطيط وإنما خارج هذا السياق وفى إطار لقاءات مع عناصر ائتلاف 25 يناير، وهم شباب يفيضون حماسا وطاقة، ولكن الطاقة إذا لم تمنهج وتوجه بشكل سليم ممكن أن تؤدى إلى الضرر إلى جانب الفائدة، وهنا لا أتحدث عن كبت الطاقة وتثبيط الهمم، وفى هذا الإطار عليهم أن يعلموا أننا نمر حالياً بعملية تغيير اجتماعى شامل بالمعنى الشامل لكلمة اجتماعى والذى يشمل الاقتصاد والسياسة والثقافة.. إلخ، وهذه عملية دقيقة وحساسة للغاية وبالتالى إن لم نتعامل معها بما تقتضيه الحساسية والدقة، قد يفلت الأمر منا وهناك توجيهات كثيرة، وقد دافعت عن هؤلاء الشباب بكل ما استطعت ضد من كانوا يتهمونهم بأنهم «أوقفوا حال البلد» وكنت أقول إن هذا البلد نهب على مدى 30 عاما.
■ما حجم الفاتورة التى دفعت حتى الآن؟
هى فاتورة هزيلة جدا بمعايير تجارب دول أخرى وبمعايير تجاربنا، ولو أخذنا بالمعيار النسبى مثلا النشاط الاقتصادى للمصريين يقاس بحجم الناتج المحلى الإجمالى بحوالى 1.1 تريليون، والتكاليف لا تصل إلى 2% من هذا المجموع.
■ما أكثر القطاعات تأثرا؟
السياحة لكن ما يميز قطاع السياحة أنه يقع بسرعة ويقوم بسرعة، وهناك مؤشرات على أن القطاع بدأ يتعافى تدريجيا، وهنا أنبه إلى أنه يجب عدم التهويل ولا التهوين من حجم الخسائر.
■هل تعتقد أن السياسة التعليمية فى مصر ستتغير؟
طبعا وهناك شواهد كثيرة على ذلك بالنسبة للتعديل الوزارى، حيث وجدت وزارة للبحث العلمى وليس للتعليم العالى فقط، مما يدل على أن قضية البحث العلمى ستؤخذ مأخذ الجد، فتم الاستيلاء على جبهة النيل التى كانت فى الواقع انحرافاً على مشروع زويل وباستمرار أقول إن ميدان التحرير موجود فلابد أن نتذكر ونذكر أنفسنا دائما بذلك.
■ماذا يعنى ميدان التحرير فى نظرك؟
فكرة ميدان التحرير، كما أراها على مستوى مجرد جداً، هى آلية للمراقبة والحساب والتسليح، إذ أصبحت لدينا آلية، وسائق تاكسى قال لى: بغض النظر عن الكلام الكبير الذى ترددونه أنا كمصرى أشعر أننى فى «السحاب»، فسألته: كيف، فقال: بعد 25 يناير أثناء سيرى فى أحد الشوارع وجدت سيارة شرطى تقف خطأ فأوقفت سيارتى أمامها وعندما حاول الضابط أن يثنينى عن هذا طلبت منه أن يصحح وضع سيارة الشرطة وتقف صفاً أول وتكاتف معى المارة.
■ماذا عن المظاهرات والاحتجاجات المستمرة حتى الآن؟
أنا سعيد جداً بأنك أثرت مسألة المظاهرات والاحتجاجات لأنى أتصور أنه لاتزال بعض عناصر الثورة المضادة تحاول التواجد بعد 30 سنة من النهب المنظم والمنهجى لهذا البلد ليس لديها ما يقيم الأْود أى لا أكل كافياً ولا مأكل ولا ملبس ولا مسكن ولا وظيفة مع بؤس الأجور التى يحصلون عليها مع وجود تفاوت شاسع مع فئات أخرى، فمثلا لم يكن مقبولا أبداً أن تحصل سكرتيرة وزير المالية السابق على راتب يقدر بمئات الآلاف من الجنيهات، وفى الوزارة نفسها وكيل وزارة ليس من المحظوظين ويحصل على 2000 جنيه، فهذه المطالبات الفئوية تعبير عن حصاد مرحلة من النهب تعرض لها الشعب المصرى، وبعد 25 يناير الناس استشعرت أن هناك إمكانية للمطالبة بالحقوق فخرجت تطالب بحقوقها.
■كيف نتعامل معهم؟
نرسل رسالة إلى هؤلاء الناس تقول: نحن نتفهم وضعكم ومطالبكم ولابد أن أعلم من لا يستطيع العيش أنى كحكومة متفهم أنه لا يستطيع أن يعيش بأجور متدنية وسيكون تصحيح هذا الوضع له الأولوية، لكن فى ظل الوضع الراهن يجب علينا جميعا أن نتعاون حتى نخرج سالمين وقبل أن يغرق المركب بنا جميعا، وكى أقنع المواطن بذلك يجب أن أتخذ إجراء يبث الثقة.
■ما الإجراء الذى يجعل المواطن يثق فى الحكومة وحسن نواياها؟
إذا أعلنت الحكومة أن الوزير لن يكون لديه إلا سيارة واحدة ستثق الناس فى أن الحكومة تغيرت وتريد أن ترد الحقوق إلى المواطنين وهذا الإجراء سيوفر مبالغ ضخمة سيستفيد منها المواطن، ثانيا تقول له: أعتذر لأنى أسأت إليك على مدى 30 عاما وليس عيبا إن اعتذرت، وهنا اغرورقت عيناه بالدموع تأثرا بحال المواطن، وقال بصوت مختنق: أعتقد أنه ليس عيبا أن أعتذر وأرسل إشارة بأننى جاد فى اتخاذ التدابير التى تصحح هذا الوضع، ثالثا: أطلب مهلة لكن فى إطار خطة للتعامل مع هذا الواقع.
■وإذا لم يتم هذا كله؟
إذا لم يتم ذلك فهذا يعنى أننا نتعامل بأسلوب غير سياسى مع مشكلة سياسية وهذا وضع سيكون خطيرا جدا، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «اتقوا غيظ القلوب ولو فى قلب بهيمة»، وأنا لا أتكلم على قلب بهيمة وإنما قلب أم يئن ابنها ولا تجد ما يسكت أنينه.
■هل تعتقد أن مصر حالياً آمنه ومستقرة؟
نعم إلى حد ما بالمقارنة بدول عشت فيها مثل البرازيل وبعض المناطق بأمريكا، وإذا كنا نتكلم عن الاستقرار بمعنى الاستقرار الاجتماعى فمصر مرشحة على المديين المتوسط والبعيد لأن تتمتع بقدر كبير من الاستقرار لأن ما كان موجوداً فى السابق لم يكن استقرارا وإنما كان تجميداً لأوضاع مزرية لفترة طالت أكثر من اللازم، وما حدث فى 25 يناير هو رد فعل لهذا التجميد، وعندما نعيد هيكلة الأشياء والمؤسسات والشخصية سنرسى واقعاً جديداً ومنظومة جديدة تكون أكثر ديناميكية تواكب ما يجرى من تغيرات وتطورات ستكون هذه هى المنظومة الأكثر قدرة على البقاء والاستقرار فى المديين المتوسط والبعيد.
■ماذا عن الأمن؟
لقد قلت أكثر من مرة إن ألف باء السياسة هو استعادة الأمن والنظام، بالتالى النقطة الأولى التى يجب أن نعمل على تحقيقها هى استعادة الأمن والنظام فى المجتمع المصرى بعد الغياب الواضح للشرطة، وهنا أشير إلى أننا فى حاجة إلى شرطة جديدة غير التى عرفناها وهذا سيأخذ بعض الوقت، لكن يجب ألا نغفل أن الشعب استعاد سيطرته على الأمور.
■هل سيتم تعيين حرس خاص للوزير جودة عبدالخالق؟
أرفض هذه الفكرة وأتمنى أن أستقل المترو لأذهب إلى الوزارة، وقلت ذلك بالفعل لكن رد على بأنه «مايصحش»، لكن هذا هو تفكيرى لأنى داخل أخدم وليس لأخدم.
■هل ستصر على طلبك هذا؟
كى أكون واقعيا أنا لم أخض هذه التجربة من قبل، لكن من خاضوها من أصدقائى قالوا لى إن هناك ضرورات، فقلت إننى سأقبلها بشكل مختلف بمعنى أنه لن يوجد «كشك» مرور عند المنزل، لن يحدث ذلك لأنى لست فى حاجة إلى أن يحرسنى أحد فالحارس هو الله ولا أخشى أحداً، وإن كان هناك كود فى الجهاز الإدارى للدولة يقول إن الوزير يجب أن يحصل على كل ما يطلب فكل ما سأطلبه سيارة بسائق فقط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة