بحث محمد عمرو وزير الخارجية مع نظيره الروسي سيرجى لافروف خلال زيارته لروسيا اليوم الأربعاء العلاقات بين البلدين والتي تحمل طابع الشراكة الاستراتيجية. وتناول الجانبان في اجتماعهما الخطوات المثلى لوقف سفك الدماء في سوريا والمخرج من الأزمة السياسية التي تشهدها دون تدخل خارجي.
كما بحث عمرو ولافروف الوضع في مصر وآفاق تسوية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي والتطورات الأخيرة في ليبيا واليمن والملف النووي الإيراني بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين مصر وروسيا .
ووصف عمرو في مؤتمر صحفي مع لافروف المحادثات بالطيبة والجيدة، مشيرا إلى أنها تأتي على طريق التعاون الاستراتيجي بين موسكو والقاهرة.
وأعرب عن أمله في أن يكون توقيع سوريا للبروتوكول الخاص بالمبادرة العربية خطوة لحل الازمة هناك في اطار عربي دون اي تدخل اجنبي.
كما شدد على قلق مصر من عدم حدوث تقدم في عملية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل نظرا لتعنت الاخيرة في هذا الشأن.
وعبر عن أمل مصر بعقد مؤتمر للسلام اواخر عام 2012 لاعلان منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل.
وأكد دور روسيا الكبير في هذا المجال باعتبارها احدى الدول الثلاث المودعة لديها اتفاقية الحظر الشامل للانتشار النووي.
وقال عمرو ان مصر ستنظر في طلب روسيا لاجراء تحقيقات دولية في انتهاكات حقوق الانسان اثناء تنفيذ عمليات حلف الناتو فى لببيا.
واضاف ان النظر في هذا الامر سيكون بجدية لاتخاذ الموقف المناسب بعد التشاور مع الجانب الروسي.بدوره قال لافروف ان روسيا تعتقد بضرورة استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
وقال "ان روسيا قلقة مثل مصر بسبب الطريق المسدود الذي وصلت اليه التسوية العربية الاسرائيلية، ومن الضروري العمل على استئناف المباحثات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين".
وثمن لافروف عاليا الجهود التي تبذلها قيادة مصر من اجل انهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية وقال "انها تجلب نتائج ملموسة".
وحول الاوضاع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا اشار لافروف الى ان روسيا ومصر كانتا متفقتين على ان التغييرات في المنطقة هي امور موضوعية لافتا الى ان جوهر التغييرات يجب ان تحدد من خلال الحوار وبالطرق السلمية و بدون تدخل خارجي .
كما اشار لافروف الى ان روسيا ومصر اتفقتا على تنسيق العمل بخصوص عقد مؤتمر حول موضوع الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية.
ودعا لافروف السلطات السورية الى فتح الابواب امام بعثة المراقبين العرب في كافة مناطق سوريا والتعاون معهم.
وقال لافروف: "يتضمن مشروع القرار الذي قدمناه الى مجلس الامن الدولي ترحيبا بتوجه بعثة المراقبين العرب الى سوريا، مشددا على ضرورة أن تتمكن هذه البعثة من زيارة أي جزء من سوريا لكي تتمكن من وضع تصور موضوعي مستقل عن الاحداث الجارية فعلا".
واشار لافروف الى اهمية ذلك لان تغطية الاخبار عن سوريا احادية الجانب. وقال "نحن على اتصال مستمر مع القيادة السورية وندعوهم باستمرار الى التعاون مع المراقبين وخلق ظروف ملائمة للعمل بحرية".
وحسب قوله فان مشروع القرار الذي وضعته روسيا بمشاركة الصين ينطلق من ضرورة وقف كافة اشكال العنف في سوريا من جانب كافة الاطراف.
وقال "ان مشروع القرار يدين استخدام القوة من جانب السلطات ضد المظاهرات السلمية، وكذلك الاستفزازات التي تمارسها المجموعات المسلحة في هذه المظاهرات".
كما اشار لافروف الى ان مشروع القرار يتضمن دعوة المظاهرات السلمية الى رفض الاستفزازات المسلحة رفضا قاطعا.
ودعا لافروف المعارضة السورية الى التعاون مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية.
وقال "ان مايقلقنا هو الدعوات التي تطلق من بعض العواصم والموجهة الى المعارضة والى الرأي العام الى عدم اخذ موافقة سوريا على استقبال بعثة مراقبي الجامعة العربية موضع الجد، لانها لن تؤدي الى نتائج جيدة، وهو تكتيك من جانب السلطة.
واضاف أن هذه الدعوات تلعب دورا سيئا واستفزازيا".وقال "نحن نعول على ان مسئولية ممثلي المعارضة هي عدم الاستماع الى هذه الدعوات، بل ستساند عمل هذه البعثة، باعتبار انها تفتح الطريق الى التسوية في نهاية الامر".