11بدأ المسيحيون السبت الاحتفال بعيد الميلاد وخاصة في الاراضي المقدسة حيث دعا بطريرك القدس للاتين المونسنيور فؤاد طوال في مدينة بيت لحم، مهد المسيح، الى "السلام والاستقرار والامن في الشرق الاوسط" مصليا من اجل هذه المنطقة التي تشهد سلسلة ثورات وصعودا للتيار الاسلامي. وفي روما كشف مساء اليوم عن مغارة ميلاد عملاقة في ساحة القديس بطرس حيث أطل البابا بنديكتوس السادس عشر من نافذة مسكنه لاضاءة قنديل زيت من اجل السلام في بداية الاحتفالات بعيد الميلاد.
وقد ظهر البابا قرابة الساعة 18,00 (17,00 ت غ) لرؤية المغارة من نافذة مسكنه ثم اضاء قنديل زيت ولوح به للجمهور راسما علامة الصليب.
وتراس البابا اعتبارا من الساعة 21,00 ت غ في كاتدرائية القديس بطرس قداس الميلاد الذي يقام احتفالا بمولد السيد المسيح قبل اكثر من الفي عام حسب تقويم الكثير من الكنائس. وقال في عظته "يجب ان ننحني كي نقابل الله بعيدا عن احكامنا المسبقة وعن ارائنا" مذكرا بانه حسب التقليد، فان يسوع ولد في مزود.
وقال ايضا "فلنصلي للرب كي يساعدنا على ان نتجاوز برؤيتنا الواجهات المضيئة في هذا الزمن كي نجد وراءها الطفل في اسطبل بيت لحم (...) اصبح الميلاد عيدا تجاريا يخفي بريقه سر تواضع الله". وقال البابا متوجها الى الله "معك، يجب ان نبعث السلام وان نحب ابنك ونحب نبذك للعنف" في حين ان "العالم مهدد باستمرار بالعنف في الكثير من الاماكن وبشتى الطرق".
وفي الوقت نفسه اقام المونسنيور فؤاد طوال، وهو اعلى سلطة كاثوليكية في الاراضي المقدسة، قداس منتصف الليل. ودعا طوال (71 سنة) في عظته التي وزعتها الكنيسة قبل قداس منتصف الليل التقليدي في كنيسة المهد الى "السلام والاستقرار والامن في الشرق الاوسط" والى "المصالحة في سوريا ومصر والعراق وشمال افريقيا".
وقال طوال في هذه العظة "اننا نريد السلام والاستقرار لكل الشرق الاوسط ... ونصلي من اجل عودة الهدوء والمصالحة في سوريا ومصر والعراق وشمال افريقيا". وكان طوال اعرب خلال رسالته للميلاد الاربعاء الماضي عن "قلقه" من خروج المسيحيين من الشرق الاوسط بسبب عدم الاستقرار السياسي وتنامي التيار الاسلامي بعد الثورات الشعبية التي انهت عقودا من الديكتاتوريات في مصر وتونس وليبيا.
وقال طوال في عظته ايضا "تمر منطقتنا بتغييرات راديكالية لها تاثير على وجودنا ومستقبلنا. ولا يمكننا ان نبقى في مقاعد المتفرجين". واشاد طوال في هذه العظة، التي جاءت سياسية الطابع اكثر من عظاته السابقة منذ توليه بطريركية القدس عام 2008، بالرئيس محمود عباس الذي سيحضر قداس منتصف الليل مرحبا ب"جهوده الثابتة لتحقيق السلام العادل في الشرق الاوسط واحد اهم مكوناته انشاء دولة فلسطينية".
وتحدث طوال عن توجه الفلسطينيين مؤخرا للامم المتحدة مطالبين بعضوية كاملة في المنظمة الدولية "على امل التوصل الى حل عادل للصراع وبنية العيش في سلام وامن مع جيرانهم الذين يطلبون منهم العودة الى عملية سلام فاشلة تركت طعما مرا من الوعود المنكوثة وعدم الثقة". وكان طوال شدد الاربعاء في رسالة الميلاد على تمسكه بقرار الفاتيكان الواضح الداعي الى حل الدولتين مع حل قضايا الامن والحدود.
وقد توافد عشرات الالاف من المسيحيين منذ فجر السبت الى بيت لحم للاحتفال بعيد الميلاد، بعد سنة شهدت اضطرابات سياسية في العالم العربي. وامتلات حجوزات كافة الفنادق في المدينة حيث اشارت وزيرة السياحة الفلسطينية خلود دعيبس انه "من المتوقع ان ياتي نحو 40 الفا الى 50 الف زائر الى بيت لحم في هذين اليومين" موضحة ان شعار العيد لهذا العام هو "فلسطين تحتفل بالامل".
وقالت دعيبس لوكالة فرانس برس "الفنادق ممتلئة ولا يوجد غرف لهذه الليلة على الرغم من ان عدد غرف الفنادق تضاعف في الثلاث سنوات الاخيرة وهناك اقبال شديد على اشغال الغرف الفندقية".
ويقول جوش وهو سائح اميركي قدم من ولاية اركنساو ويرتدي كوفية فلسطينية "هذه اول مرة لي هنا انه شعور بالغ الروعة ان اكون في الاراضي المقدسة في المكان الذي اتى منه المسيح". اما انجيلا وهي سائحة اميركية ايضا فانها تحضر الاحتفالات في بيت لحم للمرة الثانية وتقول "انا احب هذه المنطقة جدا والناس هنا واشعر كانني عائدة الى عائلتي".
وتجمع العديد من السكان المحليين في الساحة لحضور احتفالات الميلاد ومن بينهم سكان المدينة المسلمون. وتوضح شيرين كنعان (35 عاما) وهي سيدة محجبة "احضر الاحتفالات ككل عام ناتي مسيحيين ومسلمين من اجل ذلك فلا فرق بين مسلم ومسيحي فهو ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام". وبدات فرق الكشافة بالمشي في المدينة بعد الظهر في مسيرة الميلاد السنوية حيث ستقام العديد من الحفلات الموسيقية وترانيم الميلاد في اهم حدث سياحي سنوي في الاراضي الفلسطينية.