بغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية، التى تبدو شبه محسومة لصالح المشير عبد الفتاح السيسي، يستحق المرشح المنافس حمدين صباحي تحية كبيرة من كل المصريين، بغض النظر عن أرائهم الشخصية فى صباحي. الحقيقة التى يجب أن يعلمها الجميع أن صباحى بترشحه فى الانتخابات الرئاسية، أكسبها شرعية، لم تتكن تتوافر لو أحجم صباحى عن الترشح وترك الملعب أمام منافسه السيسي يغرد فيه منفردا. الآن نحن نخوض انتخابات ديمقراطية بين مرشحين، ومع ذلك تصر وسائل الإعلام الغربية على التشكيك في الانتخابات، شبه المحسومة للمشير السيسي، فما بالنا لو لم يترشح صباحي، وخاض السيسي الانتخابات بمفرده. تعالوا نتخيل السيسي وحيدا على الساحة الانتخابية، في هذه الحالة سيتعامل الغرب مع الانتخابات الرئاسية باعتبارها حلقة من حلقات ما يسميه بالانقلاب العسكري على الشرعية.. عندها ايضا كنت ستجد من يقول أن الجميع أحجم عن منافسة السيسي تحت التهديد.. وسينفتح الباب على مصراعيه أمام الشائعات والتأويلات والتشكيك فى شرعية الانتخابات. دعونا نتذكر أن كثيريين ممن قالوا قبل عدة اشهر أنهم سيترشحون فى الانتخابات الرئاسية لم يفعلوها لعدة أسباب، منها إدراك حجم التأييد الشعبي للسيسي، ومنها محاولة التشكيك فى الانتخابات وجعلها تبدو كاستفتاء، لكن صباحي غامر بالكثير حين خاض هذه الانتخابات، فأكسبها شرعية، بحيث لن يكون بمقدور أحد أن يشكك فيها بعد الآن. من حق صباحى أن يحلم بالفوز، لكنه حتى فى حالة الخسارة فقد ربح بوضع نفسه كزعيم معارض كبير، وأعاد الحيوية فى تياره قبل الانتخابات البرلمانية القادمة، الأمر الذى يجعله يبنى بسهولة على ما حققه فى الانتخابات الرئاسية. أما من انسحبوا خوفا، أو أرادوا توريط السيسي ومصر فحين يعودون إلى الملعب البرلماني خلال ستين يوما سيكون قد فاتهم الكثير. شكرا صباحى على إثراء التجربة الديمقراطية فى مصر.. وتأكد أنك لو خسرتها ستربح كثيرا فى الاستحقاقات التالية، وأعتقد أن هذا ليس غائبا عن صباحي وتياره.