أكد الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد أن المشير عبدالفتاح السيسى هو الرجل الوحيد القادر على العبور بالبلاد لبر الأمان وإحداث نوع من الاستقرار والنهوض بمصر فى المرحلة القادمة. وكشف البدوى فى حواره للأهرام عن أنه نصح حمدين صباحى بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن ترشح صباحى سيعطى زخما قويا للمنافسة فى هذه الانتخابات. وشدد البدوى على انه لم يحسم حتى الآن قرار ترشحه لانتخابات رئاسة حزب الوفد لفترة ثانية. وأجاب البدوى خلال الحوار على العديد من التساؤلات حول الكثير من أهم قضايا الساعة المطروحة على المشهد السياسى الآن. بداية هل تنوى الترشح لرئاسة حزب الوفد لفترة جديدة؟! لم أحسم قرارى فى هذا الشأن، ولكن أريد أن أطمئن الجميع بأن انتخابات الرئاسة فى حزب الوفد ستكون فى إطار القيم والثوابت الوفدية الأصيلة سواء ترشحت أو لم أترشح. فجميع المتنافسين سيحترمون تقاليد الوفد العريقة فى أى انتخابات. هل تتوقع أن يخوض منافسك السابق الدكتور محمود أباظة الانتخابات خاصة فى ظل ظروفه الصحية الحالية، وبعد إعلان ترشح فؤاد بدراوى وطارق سباق؟! الدكتور محمود أباظة قيمة وفدية كبيرة وعظيمة وهو من القيادات المحترمة ومن حقه الترشح مثل جميع الوفديين وهو من الشخصيات التى احترمها وأجلّها وصحته حاليا مستقرة تماما ومن الممكن أن يمارس نشاطه السياسى إذا أراد هو ذلك، وأمر الترشح بيده هو فقط. هل سيدعم حزب الوفد المشير عبدالفتاح السياسى فى الانتخابات الرئاسية؟! أنا شخصيا أؤيد المشير عبدالفتاح السيسى وسأصوت له «بنعم» لأنه الرجل الوحيد القادر على العبور بمصر لبر الأمان فى هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد، فهذا الرجل انحاز لارادة الشعب فى 30 يونيو واتخد قرارا صعبا فى ظروف صعبة وحمى مصر من سلب هويتها من قبل «جماعة» أرادت أن تغتصب كل شيء، ففقدت كل شيء.. أما عن دعم الحزب للسيسى فإن الوفد يتخذ قراراته دائما بشكل مؤسسى بعد اجتماع للهيئة العليا والمكتب التنفيذى واتحاد شباب الوفد. ما قراءتك لترشح حمدين صباحي.. وهل تعتقد أن ترشحه يصب فعلا فى مصلحة «السيسي»؟! أنا كصديق ومحب لحمدين صباحى نصحته بعدم الترشح، ولكن الآن وبعد إعلانه الترشح أحييه وإن كنت أختلف معه على قراره الشجاع، وأنا أعلم وطنية «حمدين» وأنه ترشح لهذا المنصب ليس غاية ولكنه يسعى لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير وترشحه أعطى زخما قويا للانتخابات الرئاسية، فهو يصب فى صالح العملية الديمقراطية الجارية الآن وحتى لاتتحول الانتخابات الرئاسية إلى مجرد «استفتاء» على شخص معين. ما رأيكم فى الفريق سامى عنان.. وهل تتوقعون استكمال خوضه السباق فعلا أم أنه سينسحب فى نهاية المطاف؟! أتوقع أنه سيترشح وسيكون منافسا لحمدين صباحي، وأعتقد أن تفتيت الأصوات سيكون بين الاثنين، لأن أصوات المشير عبدالفتاح السيسى «معروفة» ولن تحيد عنه، فكل مواطن اتخذ قراره من الآن لو ترشح السيسي، أما التنافس فسيكون على المجموعة التى تنتمى إلى تيار معين أو فكر معين. الوفد من أكبر الأحزاب على الساحة الآن.. لماذا لم يدفع بمرشح للانتخابات الرئاسية؟! فضلنا فى حزب الوفد عدم الدفع بمرشح للرئاسة لرؤيتنا السياسية أن الرأى العام المصرى فى حالة «شبه إجماع» على مرشح بعينه ونحن فى حزب الوفد نحترم الرأى العام، فالسياسة «فن الممكن» والممكن هنا أن تختار الطريق الممكن والهدف الممكن وتبتعد عن الطريق المستحيل. هل تتوقع أن يدفع الإخوان بمرشح للرئاسة بعد تراجع أبوالفتوح؟! لا أتوقع ذلك، ولكن أتوقع أن يعلنوا مقاطعتهم للانتخابات الرئاسية وفى الوقت نفسه سيصوتون هم وبعض السلفيين لمنافسى المشير عبدالفتاح السيسي. من وجهة نظرك لماذا تراجع أبوالفتوح عن الترشح؟ تراجع أبوالفتوح ناتج عن حسابات انتخابية فهو وجد أن فرصته معدومة بالطبع، أما أن يربط عدم ترشحه بتزوير الانتخابات فهذه «حجة واهية» لأن زمن التزوير انتهي. لماذا قامت لجنة الخمسين برمى قانونى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى ملعب مؤسسة الرئاسة؟ كانت هناك بعض الأمور فى لجنة الخمسين من الصعب التوافق حولها، ومن الانتخابات الرئاسية وتعديل خارطة الطريق بالاضافة للنظام الانتخابى فالبعض كان ينادى باجراء الانتخابات الرئاسية أولا وكنت أنا من هذا الفريق، والبعض الآخر كان يريد الالتزام بخارطة الطريق، وكان لكل طرف حجته، ولكن فى النهاية تركنا ذلك الأمر لرئيس الجمهورية الذى استجاب لغالبية القوى السياسية وبإجراء الانتخابات الرئاسية أولا حتى يكون للدولة رئيس منتخب يستمد شرعيته من صندوق الانتخابات بإرادة شعب مصر صاحب القرار ومانح الشرعية وصاحب السيادة. أما النظام الانتخابى فكان عليه خلاف كبير فى لجنة الخمسين فالبعض كان يريد النظام الفردى والبعض كان يريد القوائم وثالث يريد المختلط فتركنا ذلك الأمر لمؤسسة الرئاسة. من وجهة نظركم.. ما النظام الانتخابى الأفضل لمصر فى المرحلة المقبلة؟! نظام «القوائم النسبية المفتوحة» للمستقلين والاحزاب وعلى دوائر صغيرة هو النظام الأفضل لمصر فى المرحلة القادمة، وأنا أعترف بأن الأحزاب الموجودة ضعيفة والنظام الفردى سيذبح تلك الأحزاب، وتقويتها تكون بالأخذ بنظام القائمة، فلو أجريت الانتخابات بالنظام الفردى ستكون الأغلبية فى البرلمان القادم للمستقلين ولو أصبح المستقلون أغلبية فإننا نكون قد فقدنا نصا مهما فى الدستور الجديد وهو النص الجديد بتشكيل الحكومة من حزب الأكثرية وأحزاب الائتلاف ونكون أيضا قد فقدنا مبدأ مهما جدا وهو التوازن داخل السلطة التنفيذية بين رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء. هل تعتقد أنه سيكون هناك حزب أغلبية فى البرلمان القادم؟ لن تكون هناك «أغلبية» لحزب معين فى البرلمان القادم بل ستكون هناك «أكثرية» وأنا أحذر من النظام الفردى لأنه سيعيد انتاج نظامى الإخوان والحزب الوطنى مرة أخري، والذى ينادى للأخذ بهذا النظام هو أحد وزراء النظام الأسبق ورئيس الوزراء فى عهد مبارك وكان أيضا رئيسا للوزراء فى عهد مرسى لفترة، ورغم كل ذلك سنخوض الانتخابات على أى نظام وسيكون الوفد رقم «1» فى الانتخابات القادمة. ما آخر التطورات حول تحالف الوفد مع حزبى المصرى الديمقراطى والمصريين الأحرار؟ الوفد يفتح ذراعه لكل ما يتفق مع رؤاه وأفكاره وأهدافه وتوجهاته، وفى الحقيقة نحن لم «نسع» للتحالف مع المصريين الأحرار وإن كان يشرفنا ذلك، ونحن نرحب بالتقارب مع أى حزب يتفق مع مبادئ حزب الوفد. البعض يتهم رئيس حزب الوفد بضم بعض رموز الحزب الوطنى «المنحل» لخوض الانتخابات على قوائمه.. ما حقيقة ذلك؟ هذا كله يدخل ضمن محاولات تشويه حزب الوفد ونحن حتى الآن لم نختر مرشحينا ولم نستقر عليهم لأن قانون الانتخابات لم يصدر، ومهمة اختيار المرشحين تتم عن طريق المكتب التنفيذى للحزب. وما حقيقة الاستقالات بحزب الوفد؟ كلها شائعات ولا توجد استقالة واحدة جاءت للحزب، وكلما اقتربت انتخابات رئاسة الحزب كثرت الشائعات؟ ما رأيكم فى أداء حكومة الدكتور حازم الببلاوى وهل أنتم مع الأصوات المنادية بضرورة تغييرها فى الوقت الراهن؟. لا شك أن أداء حكومة الدكتور الببلاوى لا يرضى معظم المصريين وحزب الوفد رفض المشاركة فى تشكيل الحكومة باعتبارها حكومة تسيير أعمال لفترة مؤقتة ووقتها غضب منا الدكتور الببلاوى وقال إن حكومته ستكون حكومة انجازات لكن للأسف الحكومة أيديها مرتعشة وقراراتها ليست سريعة ولا ناجزة ولكن من الانصاف ألا نظلم تلك الحكومة فهى استطاعت إلى حد ما ان تحافظ على استقرار بعض الأمور الاقتصادية، فالاحتياطى النقدى تمت المحافظة عليه وهو 17 مليارا و150 مليون جنيه، بالإضافة الى نجاح الملف الأمنى الى حد ما وأنا أرى عدم حل هذه الحكومة فى الوقت الراهن فلابد أن تستكمل دورها حتى انتخاب رئيس جديد للبلاد وبعدها يتم تشكيل حكومة جديدة بمهام جديدة ويمكن ان نحاسب الحكومة الجديدة إذا لم «تلب» طموحات المصريين. فى رأيكم.. متى سينتهى عنف الاخوان من الشارع خاصة بعد العمليات الارهابية الأخيرة فى طابا ومحاولة ضرب السياحة؟ أعتقد أن العنف سيتلاشى تلقائيا مع انتخاب رئيس جديد ومجلس نواب جديد. هل تتوقع من الاخوان محاولات لإفشال الانتخابات الرئاسية؟! أعتقد أن هذا لن يحدث، لأن الناس ستخرج بكثافة فالإخوان لم يستطيعوا فعل أى شيء له قيمة أثناء الاستفتاء على الدستور، وإذا كان هناك مخطط للإخوان لإفشال الدولة فلن ينجحوا فى ذلك لأن المصريين عرفوا طريقهم. ما رأيكم فى المبادرات الأخيرة التى انطلقت للتصالح مع الاخوان؟! المصالحة لن تكون بيد الاخوان والدولة أو الأحزاب، ولكن المصالحة ستكون بيد الشعب وحتى إذا اعتذر الاخوان عن أفعالهم التى ارتكبوها، فلن تكون المصالحة بيد السلطة فلا يستطيع أى حاكم أن يتحدث عن المصالحة حتى لو كان «السيسي» نفسه فصاحب القرار الوحيد فى هذه المسألة هو الشعب، وإذا تحدث السيسى عن ذلك الأمر فسيخسر كثيرا فى الانتخابات القادمة. هل تعتقد أن عمرو موسى ينتظره منصب رفيع بعد انتخابات الرئاسة؟ فى الحقيقة لا أستطيع أن أجزم بذلك، لكن على الرئيس القادم أن يستعين بالكفاءات.