تناولت الصحف الإماراتية الصادرة صباح اليوم، السبت، مسألة العنف في العراق والقلق الأوروبي من انتقال الإرهاب إلى أراضيها. وقالت صحيفة "البيان"، في افتتاحيتها تحت عنوان "الإمساك بالأمن في العراق"، إن "العنف بات أحد أهم الحقائق في العراق اليوم.. وأصبح العراقيون يعيشون حالة القلق والحيرة إزاء هذه الآفة الخطيرة عندما غدت القضية الطائفية هاجسا مؤرقا للشعب ووتيرتها ارتفعت بعد الانتخابات التشريعية، ما يؤكد أن الخلاف بين القوى السياسية حول الحكومة المرتقبة زاد من وتيرة الهجمات". وأضافت الصحيفة أن "العراقيين يأملون من الكتل المشاركة في انتخابات مجلس النواب العراقي قبول نتائج الانتخابات بروح المسئولية الوطنية وفي كل الأحوال يجب أن يكون هناك رابح أو خاسر وأن لا تكون هناك تصرفات غير مسئولة يدفع ثمنها المجتمع العراقي"، مؤكدة أن "العراقيين يعرفون جيدا عندما يختلف السياسيون تتحرك الأسلحة الكاتمة للصوت وتظهر الميليشيات الطائفية ويكون المستهدف والخاسر الرئيسي هو المواطن العراقي". وأوضحت أنه "من الممكن أن تمثل الانتخابات البرلمانية لعام 2014 نقطة تحول في تاريخ العراق كونها قد تفضي إلى تغيير حقيقي باعتبارها فرصة لالتقاط الأنفاس للعملية السياسية". وأشارت إلى أن "تجربة السنوات الأربع الماضية كشفت عن أن العراق لا يمكن أن يدار بمنطق البحث عن السلطة، فهذا المنطق لا يعني سوى تعطيل الحياة العامة وشل المؤسسات". وقالت "البيان" إن "العراقيين يدركون جميعا أن تعثر الأداء جاء على خلفية المناكفات السياسية وسعي الجميع لأن يكونوا قادة وزعماء حتى من دون قاعدة شعبية تحتضنهم، وربما يتحدث العراقيون عن تعثر في الخدمات وقضايا مختلفة تمس حياتهم اليومية، وهذا أمر بديهي، وعلى الرغم من ذلك فإن القضية المركزية بالنسبة للعراق اليوم هى الإمساك بالأمن الداخلي وعدم السماح للجماعات الإرهابية بخطف البلاد وترويع المواطنين". ومن جانبها، قالت "الخليج"، في افتتاحيتها تحت عنوان "الخطر والعمل الجماعي"، إنه "عندما تجتمع الدول الأوروبية للبحث في الخطوات التي يجب أن تتخذها لمواجهة خطر الإرهاب الذي يمكن أن يرتد إليها جراء مشاركة المئات من مواطنيها في الحرب الدائرة في سوريا عبر منظمات وجماعات إرهابية متطرفة، لذلك فهى تدرك أنها تواجه خطرا يهدد أنظمتها ومجتمعاتها لم يكن في حسبانها عندما قررت الانخراط في هذه الحرب أو أن الشظايا سوف تطالها وأن الإرهاب يمكن أن يطرق أبوابها في أية لحظة بعد أن ينهي "الثوار" مهمتهم أو يقرروا العودة من حيث أتوا وقد أكملوا تدريبهم وصارت لديهم تجربة في فنون القتال والتفخيخ لنقلها إلى الميادين الأوروبية". وقالت إن "هناك دولا يضربها التطرف والإرهاب بعنف ويهز كياناتها ويهدد وجودها وهناك دولا أخرى مستهدفة ومدرجة على اللائحة، وهناك دولا تستشعر الخطر وتحاول تفاديه، لكن الكل في نهاية المطاف مستهدف وفي دائرة الخطر مهما تعددت الإجراءات والاحتياطات الذاتية وتوفرت المناعة الوطنية". وأوضحت أنه "على الدول العربية أن تنحو منحى الدول الأوروبية على الأقل وتتخذ مقاربة مشتركة جديدة لمواجهة هذا الخطر الموجود أساسا في داخلها أو على تخومها، وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال ألا يستدعي ذلك كله دعوة من الجامعة العربية "بيت العرب وخيمتهم كما يقال" إلى اجتماع عربي أمني على الأقل توضع فيه خطط واستراتيجيات مواجهة موحدة طالما أن الخطر يتهدد الجميع والإجراءات المنفردة لن تكفي باعتبار أن الجماعات الإرهابية المتطرفة عابرة للحدود وخلاياها منتشرة وموزعة ما يقتضي متابعة ورصد وتبادل معلومات واستنفار بين أكثر من دولة عربية".