أبوظبي في 17 يوليو/ وام / اهتمت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الإفتتاحية بالوضع الأمني في سيناء وهجمات المجموعات المتطرفة على الجيش المصري إضافة إلى المشهد الأمني في العراق وتحوله مرة أخرى إلى ساحة عنف واسعة النطاق. وتحت عنوان " الخطر من سيناء " قالت صحيفة " الخليج " إنه من الواضح أن شبه جزيرة سيناء بدأت تتحول إلى عبء على الأمن القومي المصري جراء تنامي وجود للمجموعات المتطرفة فيها والتي أخذت في تصعيد هجماتها على الجيش المصري في الآونة الأخيرة مستفيدة من الظروف الأمنية الصعبة التي تواجهها مصر منذ ثورة 25 يناير 2011 . وأضافت أن المناخ الذي أوجده ما يسمى " الربيع العربي " في المنطقة وما أدى إليه من فوضى أمنية وخروج الجماعات الإسلامية إلى العلن المعتدلة منها والمتطرفة أدى إلى انفتاح الساحات العربية أمامها على اعتقاد منها أن الفرصة باتت سانحة أمامها كي تبدأ في تنفيذ مشروعها لذلك أخذت تعمل في كل ساحة متاحة أمامها بمختلف الوسائل العنفية الممكنة التي تجيدها . وأوضحت أن سيناء هي إحدى الساحات التي بدأت تتحول إلى وكر ومكان لتجمع القوى الإرهابية المتطرفة حيث أخذت تنشط ضد مواقع ومراكز الجيش المصري مستفيدة من ضعف وجوده وانتشاره فيها جراء القيود التي تفرضها معاهدة كامب ديفيد على حركته وعتاده وعديدة. ونبهت إلى أن الاستهداف المتواصل للجيش المصري في سيناء من جانب هذه المجموعات بهدف إضعافه واستنزافه لعلّ ذلك يؤدي في نهاية المطاف إلى تحويل سيناء إلى قاعدة للإرهاب لا بد أن يواجه سريعا بخطوات عسكرية حاسمة تجتث هذا الخطر من جذوره لأنه يصب في نهاية المطاف في مصلحة إسرائيل ويحقق أهدافها في إبقاء سيناء منطقة عازلة أو خاصرة لينة تهدد أمنها . وأشارت إلى أن نظام السادات ومبارك قد عملا على إبقاء شبه جزيرة سيناء خارج أي اهتمام رسمي إنمائي ولم يضعاها في خططهما واهتماماتهما على الرغم من ما تمثله من غنى اقتصادي وسياحي ومن إضافة نوعية إلى مصر تخفف عنها أزمتها السكانية والاقتصادية . . كل ذلك شجع قوى التطرف والإرهاب في المنطقة على اللجوء إليها ملاذا تستجير به وتنطلق منه . وشددت " الخليج "في ختام إفتتاحيتها على ضرورة سرعة المعالجة قبل استفحاله لئلا يتحول إلى خطر جديد يهدد ثورة / 30 / يونيو. من جانبها أكدت صحيفة " البيان " أن العراق تحول مرة أخرى إلى ساحة عنف واسع النطاق إذ شهدت مناطق مختلفة خلال الشهر الجاري سلسلة هجمات متكررة راح ضحيتها أكثر من/ 380/ قتيلا واستهدفت أهدافا متنوعة منها قيادات أمنية وشركات محلية ودور عبادة ومساجد ومصالح أجنبية وهو ما يؤكد هشاشة الأجهزة الأمنية في مواجهة هذا التحدي الذي يربك حياة العراقيين ويهددها. وتحت عنوان " العراق وتصاعد وتيرة العنف " أشارت إلى تصاعد وتيرة العنف بشكل لافت وتنوع مناطق وقوعه إضافة إلى تعدد الأطراف الممارسة له يجعله ظاهرة شاملة حيث لم تعد التفجيرات الانتحارية أو الهجمات المسلحة مقتصرة فقط على تنظيم القاعدة بل من عدة جماعات أخرى تكون في أغلب الأحيان مجهولة الهوية ما يفتح الباب على مصراعيه للسؤال عمن المتسبب في كل هذه الأعمال وماهي المصلحة التي يجنيها من وراء قتل الأبرياء في المقاهي ومختلف التجمعات. وقالت الحقيقة إنه لا أحد يستطيع الإجابة عن أسباب ودوافع القتل العبثي الذي يسود العراق حاليا حيث الوضع الآن أسوأ بكثير عما كان عليه في أعوام الحرب الطائفية من عام 2005 إلى 2008 لأن القتيل مجهول والقاتل مجهول أيضا. وأضافت أن الكثير من المتتبعين للمشهد الأمني في العراق يرون أن هناك جهات " غامضة " تريد إبقاء الأزمة العراقية السياسية والاجتماعية والخدمية مستمرة ربما من أجل استمرار البقاء في الحكم بحجة وجود إرهاب ومؤامرات أو من أجل إضعاف الحكم وإسقاطه. وأشارت إلى أن آخرين يرون أن انسحاب القوات الأميركية من العراق ساهم بنسبة كبيرة في تدهور الحالة الأمنية في البلاد إلى جانب اختراق الأجهزة الأمنية وتقويض السلطات الأمنية للمحافظات حيث تفقد الأجهزة الأمنية العراقية في المحافظات التنسيق مع وزارة الداخلية كلها هذه العوامل مجتمعة حولت العراق إلى حمام دم متواصل. وقالت " البيان " في ختام إفتتاحيتها إنه بالرغم من الواقع الأمني المر إلا أن الأمل في القضاء على الإرهاب يبقى هدفا ممكن تحقيقه.