بين سجنى الكاف والقصرين بتونس ، تدور رواية " احباب الله " للكاتب والصحفى التونسى كمال الشارنى يصور فيها فصولا من تجربته خلال سنوات سجنه عندما كان تلميذا زمن نظامي حكم الرئيس الحبيب بورقيبة والرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، ويروي تفاصيل ما حدث في تلك السنوات من اضطهاد وقمع وتعذيب خلف أسوار السجون . وجد الشارني نفسه مع العشرات من تلاميذ المدارس الثانوية في غياهب السجون محكوما عليه بخمس سنوات، قضى منها ثلاثا في ظروف قاسية، فوثّق هذه التجربة المؤلمة "سرا" على بقايا كراسه المدرسي لمادة الفلسفة، لكنه لم يتمكن من نشر ما عاشته أجيال من التلاميذ في تونس إلا بعد سقوط نظام بن علي. رواية الشارنى وثيقة حية وشهادة على مرحلة شديدة القسوة والألم فى التاريخ الوطني التونسي عندما كانت أجهزة القمع في الدولة البوليسية ترمي بالتلاميذ إلى المعتقلات وتخضعهم للتعذيب الوحشيّ لمجرد خروجهم في مظاهرات احتجاجا على الوضع المتردّي الذي كانت تعيشه البلاد". يبدأ الشارني روايته التي تتضمن إضافة إلى تمهيد بعنوان "للتاريخ"، فصولا ثلاثة أوّلها "الجوع والجنون"، وثانيها "تاجروين: لسنا مسئولين عن سلامتك"، وثالثها "الأب الغائم"، بالعودة إلى بداية "محنته في السجن المدني بالقصرين شهر سبتمبر 1986".