بحث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في فيينا اليوم الثلاثاء مع الرئيس النمساوي هاينز فيشر المستجدات السياسية في الشرق الأوسط ، خصوصا الجهود المبذولة لتحقيق السلام في ظل المفاوضات الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أمريكية وتطورات الأزمة السورية إضافة سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. ووفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي اليوم..فقد أكد العاهل الأردني خلال اللقاء على دعم المملكة للمفاوضات الجارية استنادا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وفيما يتصل بمستجدات الأزمة السورية..جدد الملك عبدالله الثاني التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق ، مشيرا في هذا الصدد إلى الأعباء التي تتحملها المملكة جراء استضافة العدد الأكبر من اللاجئين السوريين. وأبدى العاهل الأردني حرص المملكة على تمتين العلاقات مع النمسا التي ترأس حاليا المجلس الأوروبي ضمن إطار الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي والبناء عليها وتطويرها وإدامة التنسيق والتشاور بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية والتجارية منها. ونوه بما توفره اتفاقية الشراكة الأردنية الأوروبية من فرص وميزات يمكن البناء عليها والإفادة منها في زيادة التعاون الثنائي .. داعيا رجال الأعمال والمستثمرين في كلا البلدين إلى الاستفادة من هذه الميزات وتعظيم أواصر الشراكة بينهم بما ينعكس على حجم الاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين. واستعرض العاهل الأردني المزايا الاستثمارية والتنافسية التي يحظى بها الأردن وموقعه الاستراتيجي كبوابة للوصول إلى أسواق القارات الثلاث (آسيا ، أوروبا وأفريقيا) فضلا عن ارتباطه بعدد من اتفاقيات التجارة الحرة مع دول العالم وما يتمتع به من أمن واستقرار وقوى عاملة مؤهلة ومدربة تمكنه من أن يكون مقصدا وحاضنا للمشاريع الاستثمارية الكبرى. ومن جانبه..رحب الرئيس النمساوي بزيارة الملك عبدالله الثاني إلى النمسا ، مؤكدا حرص بلاده على تطوير العلاقات وتوسيعها مع الأردن خصوصا الاقتصادية والاستثمارية لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين ، معربا عن تقديره وبلاده لدور الأردن في العمل من أجل تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ومساعيه في حل الأزمات التي تواجهها المنطقة ، ومثمنا الجهود التي يبذلها الأردن رغم شح موارده لاستضافة اللاجئين السوريين وتقديم الخدمات الإنسانية والأساسية لهم. حضر المباحثات الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري الملك للشئون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي له ، رئيس الديوان الملكي الهاشمي فايز الطراونة ، ووزير الخارجية وشئون المغتربين ناصر جودة ، ومدير مكتب الملك عماد فاخوري ، والسفير الأردني في النمسا وعدد من كبار المسئولين النمساويين. يذكر أن الأردنوالنمسا يرتبطان بعلاقات تاريخية تعززها الشراكة الأردنية مع الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم ثنائية بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية.