كشف مراقبون أن قطر بدأت خطة للتحرك الإعلامي في دول غربية للإساءة إلى جيرانها الخليجيين كرد فعل على قرار السعودية والإمارات والبحرين سحب السفراء من الدوحة، وأن الخطة تتضمن إغداق الأموال والإغراءات على إعلاميين وباحثين ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي لجعلهم رأس الحربة في المعركة الإعلامية. وأكد المراقبون أن الدوحة توظف الإخوان ونشطاء مرتبطين بهم في هذه الأنشطة لمهاجمة الدول الخليجية الثلاث ومصر. وفي هذا السياق، يتنزّل المؤتمر الذي عقده التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في جامعة سانت ماري بشرق لندن، مساء الخميس، وأشرفت عليه منظمة "قرطبة" لحوار الثقافات، ذات التوجّه الإسلامي. وتركّز المؤتمر، الذي حضره عدد كبير من الآسيويين والأوروبيين المؤيدين لتنظيم الإخوان، وبثّته قناة الجزيرة على الهواء مباشرة، على الهجوم على النظام المصري الجديد، وبشكل خاص على قادة الجيش والأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى توجيه انتقادات لاذعة إلى دول الخليج العربية، التي أعلنت جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا. وقالت مها عزام، الباحثة في معهد "تشاثام هاوس" بلندن المعروفة بتأييدها للإخوان، إنّ "الجيش المصري لا يختلف كثيرا عن جيش الأسد، وإن كان نظام بشار أكثر وحشية، لكن الفروق في العقيدة ليست شاسعة، وكلاهما يسعى إلى قمع الإسلاميين". وكانت "العرب" قد كشفت، مطلع الشهر، عن مشاركة عزام في مظاهرة داعمة لقطر أمام سفارة الدوحة في بريطانيا، عقب أيام من قرار السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من الإمارة الخليجية الصغرى. ومن جانبه، أوضح أوليفر جيمس مكتيرنان، مدير منظمة "التفكير المتقدّم"، أنّ "في تعامله مع الشرق الأوسط والإخوان المسلمين بشكل خاص، فإنّ الغرب لطالما سخّر إمكانياته للحفاظ على مصالحه على حساب المبادئ التي تقوم عليها الديمقراطية الغربية"، مُروّجا أنّ الغرب "لم تكن من مصلحته صعود الإسلاميين إلى السلطة". وزعم مكتيرنان أنّ السبب وراء الإطاحة بتنظيم الإخوان في مصر هو مباركة الولاياتالمتحدة "للانقلاب العسكري"، وعدم التحرك لتقديم الدعم لتجربة الإخوان، في إحدى أهم الدول استراتيجيّة بالنسبة إلى الغرب. وذكر مكتيرنان، الذي كان ضمن من تمّ الاستنجاد بهم لتلميع صورة قطر والدفاع عن الطروحات الإخوانية، أنّ دولا خليجية حاولت تقويض التغيير الذي شهدته المنطقة، بهدف عزل جماعات الإسلام السياسي". وقال مراقبون إنّ المحاولات المستمرة للتنظيم الدولي، الذي يحظى بدعم سخيّ من الحكومة القطرية، ترتكز على إحداث ثغرات يمكن له من خلالها تكوين ممرّ إلى المجتمع الدولي، وطرح صورة مغايرة لما يحدث على الأرض في الدول التي قرّرت حظر أنشطته. واستبعد المراقبون ان يحقق الحشد الإعلامي الإخواني القطري أي تأثير ما دام الشارع العربي قد كشف حقيقة الإخوان ومشاريعهم في المنطقة.