شكك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وزعيم الطائفة الدرزية في اهداف قيام مجموعة من دروز الولاياتالمتحدة بتأسيس كرسي في جامعة "جورج تاون" بهدف تشجيع البحث العلمي حول المذهب الدرزي ودور الأقليات في العالم العربي. وقال وليد جنبلاط - في تصريح له اليوم - إنه من مشجعي التحصيل العلمي وأنشأ لهذه الغاية مؤسسة مستقلة للاعتناء بهذا الشأن إلا أنه يضع هذا المشروع والأهداف الحقيقية منه موضع تساؤل ، مشيرا إلى عدم اقتناعه بالتبريرات التي أوردتها المجموعة التي عملت على انشاء الكرسي وإطلاقه. ورفض جنبلاط هذا المشروع الاحادي في الظروف الاقليمية الشديدة الحساسية والتعقيد وفي ظل تنامي التحليلات المتصلة بمسألة الأقليات التي أخذت أبعاداً أكثر تعقيداً لاسيما بعد إندلاع الأزمة السورية وبعد أن روجت لها لعقود طويلة المؤسسة الصهيونية وإسرائيل في أكثر من إتجاه. وحذر من خطورة إنزلاق هذا المشروع نحو إتجاهات لا تتلاءم مع طبيعة الواقع الذي يعيشه المجتمع الدرزي سواء في لبنان أو المنطقة العربية أو حتى بلدان الغرب.. مؤكدا أن هذا المشروع مثير للشبهات في حقبة مفصلية داعيا الى اعادة النظر فيه والتوقف عن جمع الأموال لصالحه. ولفت الى ان الدروز لم يسبق لهم في تاريخهم المعاصر أن تعاملوا مع دورهم الوطني والعروبي والاسلامي من موقع الأقلية وقد بذل أبرز أعلامهم جهوداً كبرى وناضلوا في سبيل إندماجهم في محيطهم الواسع ، مشيرا إلى أن مسيرة الأمير شكيب أرسلان والأمير عادل أرسلان وكمال جنبلاط وسلطان باشا الأطرش وغيرهم من الأعلام شاهدة على ذلك عندما رفضوا الانجرار إلى العزلة والتقوقع وأجهضوا مشاريع غربية وإسرائيلية لدفعهم في هذا الاتجاه. وذكر جنبلاط بالجهود الكبيرة التي بذلها على مدى سنوات متلاحقة في مساعدة دروز فلسطين على رفض الخدمة العسكرية الالزامية في صفوف جيش الاحتلال الاسرائيلي والتمسك بهويتهم العربية والاسلامية معتبرا انه نجح إلى حد بعيد في ذلك بإستثناء فئة ضالة ومحدودة لاتزال تسير عكس التاريخ والمنطق. وأكد ان العديد من الدروز إنخرطوا في نضالات سياسية وعقائدية وحزبية وإنضموا إلى صفوف أحزاب سياسية متنوعة مما عكس وعيهم السياسي وتفاعلهم مع الأحداث المحيطة بهم من منظور سياسي غير مذهبي وهو ما أسهم بشكل كبير في أن يشاركوا في رسم ملامح حقبات تاريخية هامة بعيداً عن الاعتبارات الفئوية الضيقة.