نالت الباحثة داليا أحمد عاصم درجة الماجيستير من كلية الآداب في جامعة الإسكندرية عن رسالة بعنوان "ثقافة الفضاء الافتراضي ورأس المال الاجتماعي.. دراسة استطلاعية لآليات التفاعل الاجتماعي على موقع فيس بوك"، وهى الدراسة الأولى من نوعها التي تدرس تأثير موقع "فيس بوك" على الثقافة والعلاقات الاجتماعية لمستخدميه. وضمت لجنة المناقشة الدكتور علي عبدالرزاق جلبي، أستاذ علم الاجتماع كلية الآداب بجامعة الإسكندرية مشرفا ورئيسا، والدكتورة سامية جابر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة الإسكندرية (عضوا)، والدكتور مصطفى خلف، أستاذ علم الاجتماع كلية الآداب بجامعة بني سويف (عضوا)، والدكتور هاني خميس أحمد عبده، أستاذ علم الاجتماع المساعد بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية (مشرفا). وأكدت اللجنة أهمية الدراسة وتميزها في اعتمادها على طرق وأساليب بحثية جديدة تطبق لأول مرة والتي تضع الدراسة في مصاف الدراسات العالمية في علم الاجتماع، وثمنت اللجنة جهد الباحثة في صياغة مفهوم جديد يلائم التحولات التكنولوجية والاجتماعية الحالية. وتطرقت الدراسة لظاهرة شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها على مختلف مناحي الحياة، وتحديدا موقع فيس بوك باعتباره الموقع الذي يضم سبع سكان الأرض، ورصدت الدراسة تأثير الموقع على مفهوم الثقافة بمعناها الأنثروبولوجي، كما تطرقت لأثر فيس بوك على الإبداع والإنتاج الثقافي، والإعلام التقليدي، وتشكيل الوعي السياسي، وأساليب التنشئة الاجتماعية والعادات والتقاليد، والقيم والمعايير التي تحكم السلوكيات في المجتمع. كما وضعت طريقة عملية مبتكرة لقياس رأس المال الاجتماعي على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال تحليل آليات التفاعل بين المستخدمين مثل وأثرها على علاقاتهم الاجتماعية. وتنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الاستطلاعية، وقد اعتمدت على أسلوب دراسة الحالة. و تم اختيار مجموعات على موقع فيس بوك في مجالات مختلفة، حيث تم وضع رابط الاستبيان الالكتروني على الصفحات الخاصة ب16 مجموعة. واستغرقت الدراسة الميدانية شهرين، وتم تطبيق 130 استبيانا على أعضاء المجموعات المتشكلة عبر موقع فيس بوك في الفترة ما بين مارس وإبريل 2013. وشملت العينة جنسيات عدد من الدول العربية والأجنبية ومنها: السعودية، والإمارات، والصين وبريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية وألمانيا والسويد وتركيا فضلا عن مصر، وذلك وفقا لبروتوكول الانترنت الخاص بأفراد العينة. وكان من أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة: أن موقع فيس بوك ساهم في تحسين رأس المال الاجتماعي بأنواعه لدى مستخدميه، إذ إن نصف العينة يتراوح عدد أصدقائهم من 300 إلى 600 صديق، وأكثر من نصف العينة يحرصون على وجود صفحات شخصية خاصة بهم لمزيد من التواصل مع الأصدقاء وتكوين علاقات جديدة، و7 من كل 10 يرغبون في تعميق علاقاتهم الاجتماعية والتشابك مع مزيد من أعضاء فيس بوك. كما أكدت النتائج أن ثمة انتقال لرأس المال الاجتماعي الافتراضي إلى الواقع، حيث أقرت نسبة 52.7% من العينة بأن صداقاتهم الافتراضية تحول بعضها إلى واقعية وتتم بينهم مقابلات وجها لوجه، كما أن 44.9% من العينة لا يجدون فارقا بين تلك الصداقات الافتراضية وبين التي تحدث وجها لوجه.