غادر وفد حكومة السودان الخاص بمفاوضات الملفات العالقة مع دولة جنوب السودان، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم، الجمعة، حيث تبدأ جولة جديدة للمفاوضات في وقت لاحق اليوم بين الخرطوموجوبا، والمقرر لها أن تستمر حتى الخامس عشر من فبراير الحالي. ووفقا للسفير العبيد أحمد مروح، الناطق باسم وزارة الخارجية، تؤكد المعلومات اكتمال الترتيبات في أديس عبر الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو امبيكي والأطراف الدولية الأخرى المشاركة وعلى رأسها الأممالمتحدة برئاسة مبعوثها المشترك هايلي منكريوس الذي زار الخرطوم خلال اليومين الماضيين بغرض الترتيب للجولة. وقال العبيد لصحيفة "الرأي العام" الصادرة بالخرطوم اليوم، إن الوفد الحكومي المفاوض يضم ذات الأعضاء السابقين برئاسة إدريس عبد القادر وعضوية د. مطرف صديق ويحيى حسين وسيد الخطيب والزبير أحمد الحسن ود. صابر محمد حسن ، وتوقع أن يلحق بالوفد د. محمد مختار، وزير الدولة بمجلس الوزراء، ورؤساء القطاعات وبعض الفنيين ذوي الاختصاص. وأضاف العبيد أن الوساطة ستطلع الوفدين اليوم على ترتيبات الجدول الذي أعدته للجولة عبر إعادة ترتيب الأوراق، واستبعد أن تحول حرب التصعيد الاعلامي دون قيام الجولة، خاصة أن دولة الجنوب أكدت للوساطة مشاركتها. ولفت العبيد إلى أن وفد السودان يفضل اعتبار الاتفاق الإطاري - الذي رفضت الحركة الشعبية التوقيع عليه والذي وضع على أساس وقف الإجراءات الآحادية - إطارا عاما للتفاوض ومن ثم الدخول في معالجة القضايا الأخرى وصولا لاتفاق شامل، خاصة أن الطرفين ناقشا في الشأن الاقتصادي الترتيبات الاقتصادية الانتقالية والعلاقات التجارية القائمة على العرض والطلب. وتوقع المتحدث باسم الخارجية السودانية أن تسهم الوساطة الأفريقية والأطراف الأخرى في لعب أدوار تقود لتقدم في ملفات التفاوض. وفي السياق ذاته، أكدت الحكومة السودانية أنها ستذهب الى أديس بهدف تسوية الملفات العالقة، خاصة بعد أن انتفت كل كروت الضغط بعد إيقاف عمليات إنتاج النفط من قبل حكومة الجنوب. وقال عوض عبد الفتاح، الأمين العام لوزارة النفط عضو وفد التفاوض الحكومي: "سنذهب إلى أديس أبابا لتسوية الملفات العالقة والخلافات حول النفط"، وكشف لصحيفة "الرأي العام" أن مطالبات حكومة السودان من رسوم العبور حتى الحادي والثلاثين من ديسمبر من العام الماضي بلغت مليارا و123 مليون دولار. في غضون ذلك، كشفت دولة جنوب السودان عن تلقيها عرضا من شركة أمريكية مقرها تكساس لإنشاء خط انابيب يصل الجنوب وميناء لامو الكيني. وقال برنابا بنجامين، الناطق باسم جوبا في مؤتمر صحفي حسب صحيفة "سودان تريبيون"، إن الشركة الأمريكية قدمت عرضا بإكمال خط الأنابيب المتفق عليه بين جوبا ونيروبي في 6 أشهر، إلا أنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل. وأشار المسئول كذلك إلى أن الجنوب وقع مذكرة تفاهم مع إثيوبيا لبناء خط لأنابيب النفط التي تمر عبر جيبوتي. من جهته، أكد المحلل السياسي السوداني الدكتور حمد عمر حامد أن الجولة الجديدة من مفاوضات أديس أبابا والمقرر لها اليوم الجمعة، لن يطرأ عليها أي جديد من قبل دولة الجنوب.