بالتزامن مع مسيرات حاشدة.. انطلاق مؤتمر جماهيري لحزب الجبهة الوطنية بالإبراهيمية دعمًا للمهندس إيهاب زكريا    محافظ بني سويف يُشكل لجنة لحصر المتضررين من هبوط بأحد شوارع أبويط    محافظ كفرالشيخ يهنئ «اللواء إيهاب عطية» مدير الأمن بتجديد الثقة    محافظ الجيزة: رفع طاقة محطة مياه جزيرة الذهب من 50% إلى 75%    وصول السفينة «حنظلة» إلى إسرائيل بعد السيطرة عليها أثناء إبحارها إلى غزة    الكرتي يغادر معسكر بيراميدز في تركيا بشكل مفاجئ    ميرال ورنيم وعلياء الأفضل في فوز مصر على أنجولا ببطولة الأفروباسكت    مواعيد مباريات سيراميكا في الدور الأول من الدوري الممتاز    نفوق 9 رؤوس ماشية في حريق هائل بالبحيرة | صور    تعطيل الدوام في العمل بالعراق بعد ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة    تنسيق الجامعات 2025| تعرف على طريقة كتابة وترتيب وتعديل الرغبات    مصرع طفلة وإصابة 5 آخرين إثر انهيار جزئي لمنزل بقنا    ألبوم آمال ماهر «حاجة غير» يحتل ترندات تيك توك بالكامل    أفلام الثورة    «صحة المنوفية» تطلق مبادرة لتحويل المستشفيات إلى منشآت صديقة للبيئة    "تركوه غارقًا في دمائه".. كواليس مقتل سائق "توك توك" غدرًا بأبو زعبل    يسرا تستعيد ذكرى رحيل يوسف شاهين: "مكانك في قلبي بيكبر يوم بعد يوم"    في الحر الشديد.. هل تجوز الصلاة ب"الفانلة الحمالات"؟.. أمين الفتوى يوضح    هولندا تصنّف إسرائيل ك"تهديد لأمنها القومي".. فما السبب؟    وزير السياحة: نستهدف شرائح جديدة من السياح عبر التسويق الإلكتروني    حروب تدمير العقول !    مدبولي يوجه بمراجعة أعمال الصيانة بجميع الطرق وتشديد العقوبات الخاصة بمخالفات القيادة    تأجيل محاكمة 108 متهمين بخلية "داعش القطامية" ل 28 أكتوبر    البابا تواضروس يصلي القداس مع شباب ملتقى لوجوس    ليفربول بين مطرقة الجماهير وسندان اللعب المالي النظيف    بوتين يعلن إعادة هيكلة البحرية الروسية وتعزيز تسليحها    ب "لوك جديد"| ريم مصطفى تستمتع بإجازة الصيف.. والجمهور يغازلها    ارتفاع عدد ضحايا الهجوم على كنيسة بالكونغو الديموقراطية إلى 30 قتيلا    هل الحر الشديد غضبًا إلهيًا؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» في طريقها إلى غزة    تحقيق| «35 دولارًا من أجل الخبز» و«أجنّة ميتة».. روايات من جريمة «القتل جوعًا» في غزة    بعد 11 عامًا.. الحياة تعود لمستشفى يخدم نصف مليون مواطن بسوهاج (صور)    تعرف على طرق الوقاية من الإجهاد الحراري في الصيف    ذكرى وفاة «طبيب الغلابة»    نجوى كرم تتألق في حفلها بإسطنبول.. وتستعد لمهرجان قرطاج الدولي    وزير الثقافة يزور الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم بعد نقله إلى معهد ناصر    رانيا فريد شوقي تحيي ذكرى والدها: الأب الحنين ما بيروحش بيفضل جوه الروح    رئيس اقتصادية قناة السويس يستقبل وفدا صينيا لبحث التعاون المشترك    «الداخلية»: مصرع عنصر جنائي شديد الخطورة عقب تبادل إطلاق النار مع الشرطة بالقليوبية    محافظ دمياط يطلق حملة نظافة لجسور نهر النيل بمدن المحافظة.. صور    «رياضة أصحاب الثروات الطائلة».. إمبراطورية ترامب للجولف من فلوريدا إلى عُمان    بورسعيد تودع "السمعة" أشهر مشجعي النادي المصري في جنازة مهيبة.. فيديو    وزير الإسكان يواصل متابعة موقف مبيعات وتسويق المشروعات بالمدن الجديدة    «فتح»: غزة بلا ملاذ آمن.. الاحتلال يقصف كل مكان والضحية الشعب الفلسطيني    7 عادات صباحية تُسرّع فقدان الوزن    أمين الفتوى: النذر لا يسقط ويجب الوفاء به متى تيسر الحال أو تُخرَج كفارته    قبل كوكا.. ماذا قدم لاعبو الأهلي في الدوري التركي؟    بعد عودتها.. تعرف على أسعار أكبر سيارة تقدمها "ساوايست" في مصر    وزير البترول يبحث خطط IPIC لصناعة المواسير لزيادة استثماراتها في مصر    مجلس جامعة بني سويف ينظم ممراً شرفياً لاستقبال الدكتور منصور حسن    الجيش السودانى معلقا على تشكيل حكومة موازية: سيبقى السودان موحدا    «مصر تستحق» «الوطنية للانتخابات» تحث الناخبين على التصويت فى انتخابات الشيوخ    وزير التموين يفتتح سوق "اليوم الواحد" بمنطقة الجمالية    جواو فيليكس يقترب من الانتقال إلى النصر السعودي    مصر تنتصر ل«نون النسوة».. نائبات مصر تحت قبة البرلمان وحضور رقابي وتشريعي.. تمثيل نسائي واسع في مواقع قيادية    إصابة 11 شخصا في حادثة طعن بولاية ميشيجان الأمريكية    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    "سنلتقي مجددًًا".. وسام أبوعلي يوجه رسالة مفاجئة لجمهور الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرضاوي: تركت "الإخوان" قبل 20 عاما واستقلت من "الأزهر" لأنه أيد قوما يكرهون الديمقراطية.. والسيسى أصبح ورقة محروقة
نشر في صدى البلد يوم 22 - 12 - 2013

اثارت مواقف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، الجدل في الآونة الأخيرة، تجاه العديد من قضايا المحيط العربي الكبير، وموقفه المضاد لموجة التغيير، التي هبت على مصر بعد 30 يونيو الماضي، الكثير من الموجات الارتدادية.
وربما ما يعزز الجدل الدائر حول القرضاوي حالياً أنه أحد الدعاة الداعين والداعمين للدعوات الرامية لعودة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، الأمر الذي يعتبره قطاع عريض من الشارع العربي دعوة «لإشعال الساحة المصرية»، وزيادة احتقان المشهد المصري المحتقن أصلاً.
وواصل القرضاوي، في حوار مع صحيفة «الرأي» الكويتية، الأحد واليكم نص الحوار :
* أبدأ حواري معكم بسؤالكم عن استقالتكم من هيئة كبار علماء الأزهر، التي سبقت بأيام قرارا كان سيتم اتخاذه بإقالتكم من الهيئة، فما صحة ذلك؟
أنا لم أقدم استقالتي لأني أخشى أن يفصلوني، لكني رأيت أن الأزهر في وضعه الحالي لايستطيع أن يقوم بما يجب عليه، باعتباره مؤسسة إسلامية علمية دينية عالمية تتحدث عن المسلمين، أهل السنة في العالم.
فالأزهر هو المؤسسة العلمية العالمية التي وسعت المسلمين من عهد صلاح الدين الأيوبي إلى اليوم، وهو مؤسسة تقوم بنشر علوم الإسلام وتعليم القرآن والسنة والفقه الإسلامي وأصوله وقواعده والأخلاق الإسلامية، وأنا أحببت أن يكون الأزهر، بموقعه العالمي الذي يقصده الناس، أن يكون في الموقع الذي يريده الناس ويحبون أن يروه فيه، والناس يريدون الأزهر متبوعا لا تابعاً، رأساً لا ذيلاً، وهكذا يكون الأزهر، فالمسلمون لا يريدون من الأزهر أن يناديه رئيس الجمهورية، فيمتثل عن يمينه، وبابا الأقباط عن شماله، وباختصار فقد استقلت من «هيئة العلماء»، لأنني أردت ألا يكون الأزهر تابعا للسلطة توجهه كيف تشاء.
* هل الأزهر تحول إلى غطاء لتوجهات وتوجيهات سياسية؟
نعم، لذلك عندما وجدت الأزهر وقف مع الانقلاب العسكري ضد الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي، وبدا أكثر ارتماءً في أحضان الظالمين الذين غصبوا حق الشعب، وعزلوا الرئيس المنتخب بإرادة شعبية حرة، ولم يتركوا له حرية، وعطلوا الدستور الذي أعدته هيئة منتخبة طوال ستة أشهر، ووافق عليه الشعب بإرادته الحرة، وعندما وجدت الأزهر مؤيدا لقوم يكرهون أن يعيش البلد في نظام ديموقراطي حر، وتخلى عن الوقوف في صف الحق، قلت لم يعد لي مكان في هذا الأزهر، ولابد أن أتركه، فاتخذت قراري وقدمت استقالتي الى الشعب المصري، ولم أرض أن أقدمها للأزهر، باعتبار أنه لم يعد له حرية البقاء، وحرية الكلمة، وحرية الإرادة.
ما سبب خلافكم الحاد مع شيخ الأزهر ومفتي مصر السابق؟
خلافي معهما، بسبب تأييدهما للانقلاب العسكري، وسكوتهما، بل مشاركتهما في إضفاء الشرعية على قتل الناس في الشوارع، وانتظرنا رجوعهما إلى الصواب، ووسطنا الوسطاء، ورددت عليهما ردا علميا قاسيا علهما يرجعان، لكن لا حياة لمن تنادي، وذكرت أننا تناسينا مواقفهما القديمة في تأييد نظام حسني مبارك، وقلنا نفتح صفحة جديدة بعد ثورة 25 يناير، التي وهبت للأزهر - ولكل مصر - الحرية، لكن من أدمن عيشة العبيد لا يدرك نعمة الحرية.
* بعيدا عن استقالتكم من الأزهر، يرى كثيرون أن مواقفكم تجاه مصر منذ تفكيك «جمهورية رابعة» هو حالة ترسّخ خطاب خصام وفرقة وانقسام، وليس فيه أي نوع من الإصلاح والتصالح الذي يحقق مصلحة مصر، فما ردكم على ذلك؟
هذا ليس موقفي ولا موقف «الإخوان المسلمين»، ولا موقف الإسلاميين، فهم، و«الإخوان» من قبلهم، قدموا أنفسهم للناس يتعاملون مع الشعب، وكان الشعب في أول الأمر معهم، وتم انتخاب أول مجلس للشعب بغالبية ل»الإخوان»، ولما أجريت أول انتخابات رئاسية تم اختيار رئيس يمثل «الإخوان» هو الدكتور محمد مرسي، وحصل على أكثر الأصوات، ولما تم الاستفتاء على دستور 2012 تمت الموافقه عليه بنسبة قاربت الثلثين.
وليس من شأني ولا من شأن إخواني الذين أعرفهم أنهم يتعاملون مع الناس وكأنهم أعلى منهم، هم جزء من الشعب المصري، والمشكلة أن هناك فئة من المصريين لا تريد الديموقراطية والحرية، ظلوا 60 سنة محكومين بالذل والاستبداد في عهد عبد الناصر، وفي عهد السادات، وفي عهد مبارك. ظل حسني مبارك حاكما لمدة 30 عاما، وأراد أن يورث الحكم لابنه من بعده، كما ورّث حافظ الأسد حكم سورية لابنه بشار، فالمشكلة في هذه الفئة لا في الاسلاميين، فالإسلاميون لا يريدون الاستعلاء على أحد، نحن نتعامل مع الناس ونرى أننا جزء منهم، المشكلة أن هناك فئة تريد الاستعلاء على المصريين بالقوة، وهؤلاء لم يقبلوا ماجاء به الشعب عن طريق صناديق الانتخاب، ورغم أن الصناديق هي الحاكمة أرادوا أن يستعلوا على الشعب ويقولوا إن هناك أشياء غير الصناديق.
هناك أنظمة إسلامية لم تأت عن طريق الصناديق، وجاءت عن طريق انقلاب عسكري، وأنتم تدعمونها، مثلما تدعمون الآن النظام الحاكم في السودان، الذي جاء عن طريق انقلاب عسكري؟
أنكرنا على حكام السودان أكثر من موقف، ورفضت زيارة السودان وحسن الترابي مسجون، وناديتهم بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وإلا فالشعوب لن تسكت طويلًا.
واستنكرنا تعامل الأمن مع المتظاهرين في التظاهرات الأخيرة في السودان، وما زلنا ننادي جميع الحكام أن يقوموا بإصلاحات حقيقية قبل أن تثور الشعوب عليهم.
واضاف انناا ضد أي تزوير للانتخابات سواء جاءت بإسلاميين أو غير إسلاميين، ولا أجيز للسودانيين وغير السودانيين أن يحكموا بغير الحصول على الغالبية في الانتخابات، هذا ليس مبدئي إطلاقا، كل من يحصل على الغالبية من حقه أن يحكم، ومن لا يحصل على غالبية لا يصح له أن يحكم، وإنما يشارك حسب ما حصل عليه من أصوات في الانتخابات.
هل الشعب المصري الذي أوصل مرسي وجماعة «الإخوان» إلى السلطة هو الذي انقلب عليهم بعدما وجد أنهم يتجهون بمصر إلى الهاوية اقتصاديا وسياسيا؟
هذا ليس صحيحا، ومن يحلل هذا الكلام يجد أنه لا أساس له، فالرئيس المنتخب محمد مرسي حكم سنة واحدة، فهل قلب الأحوال خلال هذه السنة من مستقيم إلى أعوج؟ ومن حسن إلى سيئ؟ ومن أبيض إلى أسود؟ وهو لم يستمر في الحكم أكثر من سنة، وخلال عامه الرئاسي، لم يتركوه يعمل شهرا واحدا، لقد حاربوه من أول شهر تولى فيه الحكم، وأنا قابلته مرتين وسألته: هل أنت مطمئن إلى الناس الذين من حولك؟، وقال لي: نعم أنا مطمئن، لقد حاولوا أن يُفْهِموا مرسي أن الجيش معه، وهم يعملون ضده من أول يوم.
ومن يقولون إن 30 مليونا تظاهروا في 30 يونيو لعزل مرسي كاذبون، هذا العدد يعني ان كل المصريين باستثناء الأطفال والمسنين خرجوا في ذلك اليوم، وذلك ليس صحيحا، وهذا الادعاء كله كذب في كذب.
نحن نقول إن مرسي لم يساعده أحد في الجيش والداخلية ليحقق إنجازات خلال السنة التي حكمها، ورغم ذلك حقق إنجازات ملموسة.
وزير الداخلية لم يساعد الرئيس المنتخب، وادّعى عدم المقدرة والضعف، ثم إذا به يستخدم السلاح لقتل المتظاهرين بالآلاف في ميدان رابعة وفي رمسيس والنهضة.
ولكن بعض قيادات «الإخوان» الذين كانوا معتصمين في ميدان رابعة العدوية كانوا يحملون سلاحا ضد الشرطة والجيش...
- إطلاقا، لم يكن مع أي واحد منهم سلاح، ولو كانت معهم أسلحة لماذا لم يدافعوا بها عن أنفسهم عندما هاجمتهم الشرطة والجيش، وقتلوا منهم الآلاف؟
هل يعقل أن يمتلك الانسان سلاحا ولا يدافع به عن نفسه ضد من يهاجمونه؟
وعلى أي شيء استندتم عندما ذكرتم أن عدد ضحايا فض اعتصام رابعة العدوية كانوا بالآلاف، وما هو دليلكم على ذلك؟
- الدليل ما جاء في بيان «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، وما سجله النشطاء من إحصاءات دقيقة عن أسماء الشهداء الذين سقطوا في رابعة والنهضة والحرس الجمهوري والمنصة وغيرها.
إن الجيش والشرطة والبلطجية هاجموهم وضربوهم من كل مكان، من أمامهم ومن فوق أسطح المباني المطلة على الميدان. ضربوهم بالرصاص الحي وأطلقت عليهم الطائرات النيران، سقط الآلاف ضحايا الظلم، والله سيأخذ القتلة أخذ عزيز مقتدر.
هب أنهم ألف فقط على زعم (رئيس الوزراء حازم) الببلاوي في حديثه مع إحدى القنوات، هل هذا عدد يستهان به، من المسؤول عن تلك الدماء؟ أين لجان التحقيق؟ أين الجناة؟ متى يحاسبون على جرائمهم؟
كيف تنظرون إلى الاستفتاء الذي سيتم يومي 14، 15 يناير المقبل،على مسودة الدستور المصري الجديد الذي يضع اللبنة الأولى في «خريطة الطريق»؟ وماذا يعني لك تصويت المصريين ب«نعم» للدستور؟
أنا أرى أن الدستور الجديد والاستفتاء عليه عبث من وراء ظهر المصريين، الذين وافقوا في استفتاء حر على دستور 2012 الذي وضعته لجنة منتخبة من البرلمان المنتخب من الشعب، وظلت اللجنة ستة أشهر، وضمت خيرة الرجال الذين يمثلون كافة التخصصات القانونية والشرعية والدستورية، ويمثلون كافة الأحزاب والمؤسسات، ويمثلون الديانتين الإسلامية والمسيحية، والتوجهات الليبرالية والإسلامية وظلوا يعملون أشهر ووضعوا دستورا، من أفضل الدساتير المصرية، ورغم ذلك قال الدكتور محمد مرسي، إذا كان دستور 2012 فيه مواد تحتاج لتعديل فلا مانع من تعديله في أول جلسة لمجلس الشعب الجديد، الذين طالبوا بتعديل دستور 2012، ووضعوا دستورا جديدا،يزعمون مزاعم غير حقيقية مبنية على أوهام عندهم.
هم يريدون أن يحذفوا المواد التي تتحدث عن الشريعة الإسلامية في الدستور، بحيث تصبح الأحكام الشرعية كلمة لا معنى لها، وذكروا في الدستور الجديد أن أحكام الشريعة الإسلامية هي الأحكام القطعية، وتلك الأحكام نادرة في الفقه الاسلامي، لأنه يقوم على الأحكام الظنية التي يغلب على الظن أنها حكم الله، والأحكام القطعية قليلة ومعظمها في العقائد والأصوليات. والأحكام العامة ليست قطعية، والذين وضعوا الدستور الجديد فسروا الشريعة بما يجعل الاحتكام إليها صعبا، ويصبح الكلام عنها مجرد ضحك على الناس، هؤلاء أرادوا أن يخرجوا عن إجماع الأمة الحقيقي بإجماع مزعوم لا يقوم على نص شرعي قطعي.
وما موقفكم في حال ترشيح وزير الدفاع الفريق الأول عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر؟
السيسي صار ورقة محروقة، لا يصلح لشيء، لا رئيسا، ولا وزيرا للدفاع، انظر إلى التسريبات المنسوبة إليه، هل هذا وزير دفاع يليق بمصر، فضلا عن أن يكون رئيسا، لن يكون السيسي رئيسا لمصر، حتى ولو أراد ذلك، مثله مثل جمال مبارك حين حلم بالرئاسة، والشعب المصري شب عن الطوق، ولم يعد عسكري باستطاعته أن يفرض نفسه عليه. الشعب المصري يقول في هتافه له: ارحل يا سيسي لسه محمد مرسي رئيسك ورئيسي!
ما سبب موقفكم المعادي للسلطة الحاكمة الحالية في مصر؟
الشعب المصري عاني من الحكم المستبد لنحو من ستين سنة، وبعد ثورة 25 يناير التي علّم بها الشعب المصري العالم كله كيف تكون الثورات، أراد العسكر أن يستعيدوا الدولة مرة أخرى، فحلوا مجلس الشعب، وعزلوا أول رئيس منتخب، وألغوا الدستور، وحلوا مجلس الشورى، وأعلنوا الأحكام العرفية، وحظروا على الناس التجوال، وقتلوا ألوف الناس في الشوارع، ورموا بشرفاء مصر وشريفاتها في السجون، لقد فعل الانقلابيون من الجرائم في بضعة أسابيع، ما لم يفعله من قبلهم في 60 سنة، فماذا لو تمكنوا من مصر، ودانت الأمور لهم؟ وموقفي هو موقف كل عالم مسلم حر، أن يكون مع الحق ضد الباطل، ومع المظلوم ضد الظالم، ومع الحرية ضد الاستبداد.
كيف ترون مستقبل جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر بعد حلها وحظر أنشطتها واعتقال وسجن معظم قياداتها؟
- راجع استطلاعات الرأي التي تنشرها جهات مستقلة عن شعبية «الإخوان»، وراجع مستقبل جماعة «الإخوان» التي استعصت على عبد الناصر ومبارك، وستدرك مستقبل «الإخوان». «الإخوان» الآن لهم وجود في أكثر من سبعين بلدا في العالم، وأصبحوا يعملون علانية وفي النور، بعد أن كانوا يعملون في الظلام.
لماذا لا تتجاوبون مع دعوات المصالحة في مصر وتدعون قيادات التيارات الإسلامية، وفي مقدمتهم «الإخوان» لتقديم تنازلات من أجل تحقيق المصلحة المصرية؟
أي دعوات للمصالحة مرحب بها في إطار الشرعية، ومحاسبة المتسببين في إراقة الدماء، ودمار البلاد، وإذلال العباد، والطرف الإسلامي منذ فاز في الانتخابات وهو يقدم تنازلات، حلوا مجلس الشعب، وأبطلوا الجمعية التأسيسية الأولى، وأرادوا أن يفسدوا الجمعية الثانية، ورغم ذلك خرج ثلثا الناخبين وقالوا: نعم للدستور، لماذا يظن الطرف الآخر أن من حقه أن يحكم مصر بدون انتخابات، ولو صعد للحكم على جماجم المصريين، لماذا لا يقدمون التنازلات، لماذا لم يعبأوا بإرادة الجماهير التي عبرت عن اختياراتها ست مرات من خلال صناديق الانتخابات؟
أفهم من جوابكم أنكم تتهمون الإعلام المصري بتضليل الرأي العام؟
نعم. وأنا شخصيا ليس لي أي علاقة بالتنظيم الدولي ل «لإخوان»، كنت عضوا فيه قبل 20 سنة، ثم تركته لأكون للأمة الإسلامية كلها.
ولكن مواقفك الأخيرة تعكس عاطفة تأييد جياشة ل «لإخوان»؟
أنا حر في عاطفتي، لكنني لا أنكر أننى تربيت في كنف «الإخوان»، ونشأت بينهم قرابة 70 سنة، لكني الآن مستقل عنهم، لا يلزمونني بمواقف وآراء محددة، واختلفت معهم في مواقف كثيرة، ودعني اكشف لك سرا، إنني اخترت الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية رغم وقوف «الإخوان» ضده، ولم أنتخب مرشحهم، لكن في المرحلة الثانية عندما انحصرت المنافسة على الرئاسة بين مرسي والفريق أحمد شفيق اخترت مرسي، بدلا من اختيار مرشح يمثل امتدادا لحكم مبارك، ويعيد إنتاج نظامه الفاسد، هناك فرق بين أن أكون مرتهناً ب «الإخوان» أفعل ما يريدونه، وبين أن أكون متعاطفا معهم ولى مواقفي الخاصة التي تخالفهم في بعض الاحيان.
لماذا تدافعون بكل هذا الحماس اللافت عن الرئيس مرسي، وقد اعترف كثير من مؤيديه بفشل سياسته في تحقيق طموحات ثوار 25 يناير؟
مرسي هو عنوان الديموقراطية، كما أن السيسي عنوان دولة الاستبداد، ومرسي لم يفشل، لكنه أُفْشِلَ، هذا الانقلاب أُعدَّ على مهل، وشاركت فيه قوى دولية وإقليمية والثورة المضادة، واكتشف الشعب المصري الحقيقة، ومؤشرات الاقتصاد والصادرات ارتفعت في عهد مرسي، والبلد الآن بسبب الانقلاب يعود الى الوراء، والثوار يريدون استنقاذه من يد العسكر والثورة المضادة التي تريد أن تقضي عليه.
وعلى العرب جميعا، والمسلمين كافة، والأحرار في بلاد العالم ان يقفوا مع الشعب المصري في محنته، كما يقفون مع الشعب السوري في كربته، ومع الشعب العراقي، والشعوب المستضعفة كلها، حتى تنهض من وقوعها تحت ضربات الاستبداد الغاشم.
تدخلات المرشد
ألا توافق مع من يقول أن مرشد «الإخوان» ومكتب الإرشاد ساهموا في الحد من صلاحيات الرئيس المعزول محمد مرسي، وتهميش دوره، وإفشاله في مهمته الرئاسية؟
هذا ما كان يردده إعلام الفلول، وقابلنا الرئيس أكثر من مرة، فوجدنا رجلا صاحب رأي ورؤية وموقف، ولم نشعر بتأثير أحد عليه، وحين انقلب السيسي على رئيس الجمهورية المنتخب، رفع الناس صور مرسي، ولم يرفعوا صور المرشد، بينما الآخرون يرفعون صور السيسي ولا يرفعون صور الرئيس المعين، ووزير الخارجية أخطأ في اسمه، وحين أرادوا أن يفاوضوا المرشد أو نائبه قالا: اذهبوا إلى الرئيس المنتخب.
ما تقييمكم لفترة حكم «الإخوان» في مصر على مدى عام من إحتكار السلطة، التي قادت البلاد إلى اضطرابها السياسي وعدم استقرارها؟
«الإخوان» حاولوا، ودعوا بقية الأحزاب إلى مشاركتهم في الحكم، لكنهم أبوا، وحققوا نجاحات مختلفة، في التموين، والحريات، وأسسوا لمشروعات كبيرة طويلة المدى، ومدوا الصلات ببلاد العالم المختلفة، لم يفشلوا لكنهم أفشلوا، وليسوا وحدهم من أخطأ في تقدير الأمور، بل كل الأحزاب أخطأت، وهذا متوقع، وليس من قصد الحق فأخطأه كمن قصد الباطل فأصابه، ويكفي أنه لم تقدم ضدهم قضية فساد واحدة، ثم إن «الإخوان» لم تتح لهم فرصة أن يعانوا في حكم البلاد، ولا أن يمكنوا بحرية من حكم البلاد، وحورب مرسي بعد توليه الحكم بأسابيع، وبدأوا يدبرون له المؤامرات، ويبيتون له الشر، وما ربك بغافل عما يعملون.
ما حقيقة حالات الانشقاق عن صفوف الجماعة التي نتابعها في الإعلام المصري؟
لا توجد انشقاقات في صفوف الجماعة، بل الأزمة الأخيرة زادتها تماسكا.
التنكر لمصر
وبماذا تردون على مَنْ يتهمكم بأنكم نسيتم وطنكم الأصلي مصر وتنكرتم لبلدكم الأم، ولهذا يطالبون بإسقاط الجنسية المصرية عنكم؟
- أنا أعمل لمصلحة مصر وطني الأصلي، كما أعمل لكل البلاد العربية والإسلامية، ولم أكن يوما ضد مصر ولن أكون، أنا مع مصر الشعب، لا مصر الحكام، أنا ضد الحكام الظالمين، ولا أقف مع حاكم ظالم أبدا، وكونى أعيش في قطر وأحمل الجنسية القطرية، لا يعني أن أكون ضد مصر أو سورية أو اليمن أو ليبيا أوتونس، أنا أعمل لهذه البلاد كلها، و«قطريتي» تجعلني مخلصا لكل هذه البلاد، ومنذ جئت إلى قطر وأنا أقف مع كل حاكم عادل، ولم أقف أبدا مع أي حاكم ظالم، وأحمد الله عز وجل على أني اخترت الموقف الصحيح، والذين يهاجمونني هم الذين يعملون ضد مصلحة مصر، وأُشهد الله أنهم ما أرادوا إلا مصالحهم الشخصية والحزبية والفئوية، ولا يريدون لمصر خيرا.
ماردكم على من يطالبون بسحب جنسيتكم المصرية؟
- عندما قامت ثورة تونس وأيدتها هاجموني، وقالوا لماذا أنت متحمس لقضية تونس، هل أنت تونسي؟ قلت لهم نعم أنا تونسي، وعندما أيدت ثورة ليبيا قالوا لي أنت متحمس لليبيا كأنك ليبي، قلت لهم نعم أنا ليبي، وأنا أيضا يمني، سوري، مصري، قطري، سعودي، وأنا أنتمي لكل هذه البلاد، وليست هناك جنسية تحكمني، بحيث تجعلني مقيدا ببلد معين ولا أفكر في غيره، المسلم إنسان مفتوح على كل الجنسيات الإسلامية، وأنا مع غير المسلم الذي يريد الحرية، حتى لو كان مسيحيا أو وثنيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.