وقعت رحمة فريسة جديدة للنصاب العجوز الذي اعتاد الإيقاع بضحاياه بعد إيهامهم بحبه واستكمال ما تبقي له من حياته. النصاب العجوز كان يكبرها بأكثر من 37 عاما حلمها الوحيد الزواج بفارس أحلامها من نفس عمرها أو يزيد قليلا لكن القدر شاء ان تقع ضحية , لشخص مسن يعاني من تبلد المشاعر وجمود الاحساسيس . اما رحمة فكانت فتاة جميلة هادئة الطباع لم تتجاوز العشرين من عمرها كانت دائما تحلم بفارس أحلامها الذي سيحضر على حصان وتعيش معه أجمل أيام عمرها لكن سرعان ما تحول الحلم الي كابوس مفزع استيقظت منه فوجدت نفسها في أحضان رجل مسن سلمت أمرها إلى القدر لكي يفعل ما يشاء . ومن هنا بدأت مأساة رحمة استمرت فترة الزواج أكثر من 14 عاما , لم تذق فيهم طعما للسعادة . الألم وأوجاع رحمة لم تجد من يرحمها سوي وريقات صغيرة فوق أرفف محكمة الأسرة بزنانير . القصة بدأت عندما كما ترويها رحمة قائلة :حلمي كان بسيطا مثل اى فتاة الزواج بابن الحلال فانا ولدت لأسرة فقيرة وأب أنهكته الأيام في رحلة من الصراع والشقاء يوميا من أجل لقمة العيش مما جعلني أحلم بالرجل الذي ينتشلني من مستنقع الفقر الذي أحاطني بذل الحاجة منذ نعومة أظافري. تقدم لخطبتي رجل يكبرني ب37 عاما وسبق له الزواج من غيري أكثر من مرة وكل زيجاته فشلت لأسباب لم يرويها لى طيلة 10 سنوات التي قضيناها معا ، حتي والدي لم يكلف نفسه عناء السؤال عنه مثل أي أب يتقدم عريس لخطبة ابنته، وعلي الرغم من أن العريس لم يكن هو الزوج الذي كنت احلم به ولكن والدي رحب به وأمي لم تكن الدنيا تسعها من الفرحة لعدم تكبدهما نفقات الزواج . وأكدت رحمة على انها على الرغم من كل هذه المشاكل والصعوبات تزوجت من العريس الذي يكبرها في حياتي البائسة ولكنها الأقدار لم تكن تريد لي شيئا من سعادة الستر التي حلمت بها فقد كان زوجي أشبه ب "التاجر الشاطر " والذي يمكنه شراء جارية له بسعر بخس من سوق النخاسة . وتضيف رحمة ان زوجها كان بخيلا إلي حد يصل الى المرض .. يعطيني اموال الطعام يوما بيوم و عندما رزقنا الله بولد وابنتين لم يتغير حاله لدرجة أنني ظننت أنه حزين أن أولاده جاءوا إلي الدنيا أو أنه لم يعبأ بأن يكون أبا في يوم من الأيام .. معاملته كانت قاسية جدا لدرجة اننى تيقنت ان نصيبهم من الحياة البائسة لم يختلف كثيرا عن نصيب أمهم في صباها، ولم أستطع العيش في هذه الحياة والشقاء فيها أنا وأولادي أكثر من ذلك حتى وصل الحال بى الى اتخاذ قرار مصيري وكان حتميا في حياتي بالانفصال عنه نظرا لان وجوده في حياتي مثل عدمه ولأول مرة استطعت أن أتخذ قرارا جريئا مثل هذا . ولم تتوقع ان تحصل على الطلاق بكل تلك السهولة لكنها بمجرد أن طلبت منه الطلاق قال "الحمد لله جات من عندك" ولم ينتظر لثانية واحدة بل ألقي عليّ يمين الطلاق بدم بارد .