يقول الكاتب الأمريكي هارفي موريس في مقاله بصحيفة هيرالد تريبيون الدولية إن النظام السوري ليس لديه شك حول من يدبر المؤامرة الدولية لتقويضه، مشيرا إلي حكام دولة قطر الصغيرة. ويرى "موريس" أن ما يفعله نظام بشار في سوريا الآن، هو مثل نظام حسني مبارك في مصر، ومعمر القذافي في ليبيا، حيث تقف دولة قطر وراء الاضطرابات في شوارع سوريا. وقد أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا)، في برقية لها الثلاثاء، أن سوريا قد اكتشف وثيقة تظهر أن قطر تقوم بتمويل الكتاب في روسيا لتلفيق الأخبار عن سوريا. "وأضافت (سانا ) أن هذه الوثيقة تضاف لمجموعة من الأدلة والحقائق التي تؤكد أن قطر تدعم الجماعات الإرهابية المسلحة، بالإضافة إلى الحرب الإعلامية ضد سوريا من خلال قناة الجزيرة والقنوات التلفزيونية الأخرى" . ويرى الكاتب أن هناك بعض الظروف التي دفعت بسوريا لجنون العظمة، ومنها أن قطر أرسلت طائراتها والقوات الخاصة في العام الماضي إلى ليبيا لمساعدة قوات المتمردين في الإطاحة بنظام القذافي، وكانت أول دولة عربية تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي المتمرد، كما أصبح الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، أول زعيم عربي يؤيد اقتراح التدخل العسكري لوقف عمليات القتل في سوريا. فالإمارات ما هي إلا صناديق مليئة من ثروة النفط والغاز، والتي تجعل متوسط دخل الفرد السنوي 110 آلاف دولار في الشهر، ليكون ثاني أعلى دخل للفرد في العالم، وقد برزت قطر منذ 1990 على الساحة الدبلوماسية الإقليمية، ويقول البنك الدولي إن إجمالي عدد السكان يقدر بنحو 1.7 مليون نسمة ، 80 % منهم من المغتربين، وهي وفق معدلات النمو الاقتصادي، خامس أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط. وعلى الجبهة الدبلوماسية، نجحت في الحفاظ على علاقات جيدة مع دول مختلفة مثل إسرائيل وإيران، ومع الحركات السياسية التي تشمل طالبان الأفغانية وحركة حزب الله اللبنانية المتشددة، وفي الأسبوع الماضي، توسطت في اتفاق حكومة الوحدة بين حركتي فتح وحماس وحركات فلسطينية متنافسة، ومن المنتظر أن تستضيف اجتماعات بين مسؤولين امريكيين وحركة طالبان. و في نوفمبر الماضي، انتقد سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي دور قطر في ليبيا، كما احتج سفير روسيا لدى قطر عندما تم الاعتداء عليه من قبل مسؤولي الجمارك في مطار الدوحة في محاولة لمصادرة حقيبته الديبلوماسية وسرقة أسرارها، فقام لافروف بتعليق العلاقات الدبلوماسية مع قطر. وفي هذا الأسبوع، وصف خالد بن محمد العطية، وزير دولة قطر للشؤون الخارجية، الفيتو الروسي والصيني لقرار الأممالمتحدة مجلس الأمن بشأن الأزمة سوريا بأنها "رخصة للقتل" للرئيس السوري بشار الاسد. وقال الدكتور حسين إيبش، كبير الباحثين والمحللين في شؤون الشرق الأوسط ، أن قطروجهت سياستها لمنع الثورات التحررية العربية من الانتشار إلى ممالك ودول الخليج الفارسي وأماكن أخرى، كما أنها تسعى للحد من نفوذ إيران وحلفائها، من أجل ترويج بدائل اسلامية في مرحلة ما بعد الدكتاتورية .