صرح اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق أن ما حدث بالأمس أثناء مباراة المصرى والأهلى غير مفهوم من الناحية العامة لأن فريق المصرى رابح المباراة وفى الوقت نفسه جمهور يعتدى على جمهور النادى الأهلى الذى خسر المباراة، فذلك غير عقلانى، ربما تكون حدثت بعض الأساليب المستفزة من جمهور الأهلى قبل المباراة أو بين الشوط الأول والثانى، ولكن من المفترض الاحتفال من جانب المصرى بكسب المباراة وليس إثارة الشغب. وصرح فيما يخص القوات الأمنية بأنها كان يجب عليها دراسة الأوضاع بشكل كافٍ عن الأحداث خاصة أن التنافس بين فريقى المصرى والأهلى معروف منذ فترة طويلة، ولا بد أن تكون عدد القوات أضعاف ما شاهدنا أو حتى الاستعانة بأمن المديريات أو إقامتها خارج محافظة بورسعيد. وقال المقرحى إن هناك عدة مسئولين عما حدث من بينهم مشجعو نادى المصرى ومؤسسة النادى والمسئولون عن التنظيم الداخلى للنادى بالإضافة إلى الأمن الذين اتخذوا موقف سلبى للغاية حيث كان يجب عليهم منع ما حدث. وأضاف أنه لا يوجد أى فكرة مطروحة الآن عن تشكيل أمن خاص بالمباريات مبررًا بأن ذلك يصعب تنفيذه، حيث إن قوات الأمن المركزى مع قوات أمن المديريات كافية للانتقال من مكان لآخر. ويقول الدكتور محمد شومان خبير فى إدارة الأزمات والكوارث بجامعة عين شمس، إن ما حدث فى بورسعيد كارثة بكل المقاييس والسبب الرئيسى فى ذلك الإهمال البشرى، فأى كارثة تكون نتيجة لسوء العنصر البشرى وإهماله وما حدث فى بورسعيد نموذج على ذلك، فى البداية كان هناك كان حديث وشحن إعلامى ومع ذلك لم تلتفت الحكومة والأجهزة الأمنية إلى علامات الخطر، لكى تقوم بأى إجراءات فهل هذا مقصود أم غير ذلك، فالموقف الأمنى سلبى وحيادى وهذا ليس دور الأمن الحقيقى. وأضاف أن الإدارة السياسية ارتكبت أخطاء فادحة قبل المباراة تمثلت فى إجراء مبارتين لأكبر نوادٍ فى مصر فى نفس التوقيت والكل مسئول بما فيهم وزارة الداخلية واتحاد الكرة عما حدث. كما تحدث عن مرحلة حدوث الكارثة والتى اتسم الأداء الأمنى فيها بالبطء بدلاً من محاولة احتواء الكارثة والتحرك السريع لإنقاذ المشجعين، كما أن تصريحات المشير أثناء استقبال فريق النادى الأهلى كانت محبطة والأفضل أن يعطى بيانًا فيه إجراءات حادة ضد المسئولين، ولكنه تحدث بطريقة عادية لا تليق بالحدث، فسوء إدارة الكارثة كان واضحًا تمامًا، وحتى الآن لا نعرف رواية واضحة لما حدث وهذا تقصير من الإعلام. وأضاف فيما يخص مرحلة ما بعد الكارثة وتتمثل فى المحاسبة للمسئولين والشفافية والاستفادة من دروس الكارثة. وقال الدكتور محمود نصار طبيب نفسى: إن السبب الرئيسى فى أحداث الأمس الشحن الإعلامى غير المباشر للجمهور بالإضافة إلى ظهور روابط رياضية بمسميات مختلفة كرابطة الألتراس الأهلاوى والزملكاوى، وزيادة العصبية لدى المشجعين حتى أن الأغانى التى يقومون بترديدها تحتوى على ألفاظ سيئة للفرق الأخرى، كما أن إى مجتمع غاب الأمن فيه زاد العنف فيه.