يجتمع خبراء من إيران والقوى العالمية الست في فيينا يومي 30 و31 اكتوبر للإعداد للجولة القادمة من المحادثات رفيعة المستوى بشأن برنامج طهران النووي بعد أن زادت الآمال في تحقيق انفراجة بفضل مبادرة دبلوماسية من طهران. ويقول دبلوماسيون غربيون إن الاجتماع المقرر عقده قبل أسبوع من الجولة القادمة من المفاوضات في جنيف في نوفمبر يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تحديد الخطوط العريضة لأي اتفاق مبدئي يتصل بأنشطة إيران لتخصيب اليورانيوم. وبعد جمود دبلوماسي ولهجة تصادمية على مدى سنوات جاء انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني في يونيو وهو معتدل نسبياً ليفتح الباب أمام اتفاق يمكن أن يدرأ خطر اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط. وقال دبلوماسيون إنه خلال محادثات مع القوى العالمية الست وهي الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا الأسبوع الماضي عبر مفاوضون إيرانيون عن الاستعداد لتبديد بواعث القلق الغربية من البرنامج النووي لبلادهم لكنهم لم يوضحوا الكثير من التفاصيل المتعلقة بتنازلات محددة قد يكونون مستعدين لتقديمها. وفي اجتماعات على مدى العامين الماضيين طلبت القوى الست من إيران وقف تخصيب اليورانيوم لمستوى نقاء 20 في المئة وهي عملية تقطع شوطا كبيرا نحو إنتاج الوقود اللازم لتصنيع قنبلة وكذلك إرسال ما لديها من مخزونات من هذه المادة إلى خارج البلاد. كما تريد القوى من الجمهورية الإسلامية وقف الأنشطة في منشأة فوردو للتخصيب الموجودة تحت الأرض داخل جبل قرب مدينة قم. وترفض إيران هذا حتى الآن مشيرة إلى أنها قد تكون مستعدة لبحث تعليق التخصيب لمستويات أعلى إذا رفع الغرب عقوبات مشددة على قطاعي النفط والبنوك لكن الحكومات الغربية تقول إنها لا تريد أن تكون هذه هي الخطوة الأولى. ويقول دبلوماسيون إنهم سيطلبون إجابات خلال اجتماع الخبراء الفنيين وخبراء العقوبات في فيينا وفي المفاوضات التالية التي يجريها مسؤولون دبلوماسيون كبار في جنيف في السابع والثامن من نوفمبر وسيحاولون من خلالها معرفة مدى استعداد طهران لتهدئة المخاوف الدولية. وقالت مايا كوسيانسيتش المتحدثة باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون "أستطيع أن أؤكد عقد الاجتماع الفني في 30 و31 أكتوبر في فيينا للإعداد للمحادثات... في جنيف. "وتشرف اشتون على الجهود الدبلوماسية مع إيران نيابة عن القوى الست". وأضافت المتحدثة "سيشارك خبراء من الاتحاد الأوروبي والدول الست." ويحرص المفاوضون الإيرانيون على التحرك بسرعة لإبرام اتفاق لتخفيف العقوبات الاقتصادية الصارمة لكن دبلوماسيين غربيين يحذرون من أنه لن يتم التوصل لاتفاق قريبا على الرغم من الأجواء الدبلوماسية الاكثر ودا. وفي الأسبوع القادم أيضا يلتقي مفاوضون إيرانيون مع مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لبحث زيارة المواقع النووية ولقاء المسئولين الإيرانيين والاطلاع على الملفات في إطار تحقيق في أبحاث نووية تقوم بها طهران يشتبه في أن لها بعدا عسكريا.